الآن فقط ولآخر مرة نقول للذين باعوا ضمائرهم وسكبوا المداد على صفحات رصيدهم الوطني وتاريخهم النضالي الطويل
الآن فقط ولآخر مرة نقول للذين باعوا ضمائرهم وسكبوا المداد على صفحات رصيدهم الوطني وتاريخهم النضالي الطويل، نقول لهم هذه فرصتكم الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من فاتورة السداد لضريبة الوطن كحق مكتسب ودين مستحق، ففي مثل هذه الظروف الدقيقة تكون المواقف واضحة والفرز أكثر استحقاقاً والفرصة مواتية لتصحيح المسار. فالوطن يواجه تحديات كبرى فإما أن يكون أو لا يكون. والثابت أن الأوطان في شرائع الله وفي نواميس السياسة والتاريخ هي المؤهلة للانتصار في آخر المطاف وهي المنتصرة الظافرة عبر كافة التجارب في التاريخ المدون، وما عدا ذلك فهي حالات شاذة لا يعتد بها ولا تدخل ضمن القواعد الراسخة في الذاكرة البشرية، ولدينا النموذج الحاضر في التجربة المصرية. فقد اعتلت سنام السلطة في مصر «جماعة الإخوان» وساد الاعتقاد حينها بأن عشرين عاماً من مستقبل مصر قد تمت مصادرته وأن نظاماً جديداً قد استولى على المحروسة، وأن الشعب المصري سيدفع الثمن غالياً.فهل صدقت نبوءة أولئك المتشائمين ؟ كلا، فقد تكفل الشعب المصري بإحداث التغيير الجذري وقلب الطاولة على رؤوس الإخوان وقام بثورة 30 يونيو وأعاد الإخوان إلى جحورهم. لذلك، فالذين لا يزالون يراهنون على علي عبدالله صالح من اليمنيين لابد أن يعيدوا حساباتهم ويحزموا امرهم ويختارون بين الاصطفاف مع فريق الخيانة الذي يضم تحالف الحوثي وصالح أو أن ينأوا بأنفسهم عن الجرائم التي يرتكبها هؤلاء، فيختارون الوطن والكرامة والشرف والمستقبل، إذ كيف يرضون لأنفسهم أن يحسبوا على من اختار الخيانة وتحالف مع الحوثيين ثم أعلن صراحة تحالفه مع منظمتي القاعدة و»داعش» ويعيث أفرادهما قتلاً وحرقاً وتنكيلاً بالأبرياء من المسلمين نساءً وأطفالاً وشيوخاً ويجتاحون المدن فيدمرون معالمها ويسوون آثارها بالأرض وينحرون الرجال ويحرقون البشر أحياء. كيف يرضى مواطنون كانوا في يوم من الأيام من بين طلائع وقيادات العمل الوطني أن يقفوا وراء من باع ضميره وافترس اليمن طوال ثلاثة عقود، مضحياً بالشعب اليمني ودفعه إلى أحضان الإمامة من جديد وقدمه فريسة للقاعدة دون أن يعلم أن المصير الذي ينتظره هو نفس المصير الذي لقيه السادات حين قاده غروره للتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين فأردوه قتيلاً، لكن من هم أنصار صالح؟ وما موقعهم في الخريطة السياسية ؟ إن من يحدد مستقبل اليمن لن يكون الظلاميين من أنصار صالح إنما الشعب اليمني الصابر الصامد في وجه طغيان صالح ومن معه من الحوثيين والجماعات الإرهابية. لقد رأينا كيف أن بعض الشخصيات السياسية والعسكرية أدركت أن صالح مفتون بنفسه وبثروته التي امتصها من عرق الشعب فقررت العودة إلى ضميرها وإلى حضن الوطن الدافئ الذي استوعبها وصفح عنها. لقد تمكن صالح من شراء ذمم البعض وهو ينفق عليهم من أموال الشعب التي نهبها عنوة أو من خلال الإتاوات وما يأتيه من دعم خارجي وخصوصاً من إيران وجماعة الحوثي أو نهب أموال البنك المركزي ومؤسسات الدولة. ومن بين الذين تمكن صالح من شرائهم قطاع عريض من الأميين الذين وقعوا فريسة للدعاية الحوثية والصالحية وتوهموا أن صالح يقود حرب دفاع ضد غزاة وأن أمن واستقرار اليمن لا يأتي إلا على يده. وللأسف فإن أفراد هذه الفئة هم من دفع ثمن نزواته طوال الثلاثين عاماً الماضية وكانوا يعاملون على قاعدة أنهم مواطنون من الدرجة الثانية. وهناك أنصار صالح من الجنوبيين الذين يتراوحون بين مقيمين تاريخيين في الجنوب ومن أصول شمالية وشماليين محسوبين على الجنوب ويعملون طابوراً خامساً لصالح ثم بعض بقايا الماركسيين. نحرص على التنويه للجنوبيين الذين ساقتهم الأقدار والمصالح فِي الأيام المقفرة والصعبة ووجدوا الحضن الدافئ لدى صالح فاستكانوا له وصدقوه ويعيشون في ظله ويذكرون ما أسداه لهم من نعم، وهم يعرفون أن علي عبد الله صالح لم يكن مدفوعاً بكرم الأخلاق ولا بالنخوة القبلية ولكنه كان يعمل ضمن خطته الكبرى بأن يكونوا سنداً وعوناً له ضد الوطن والمواطن.ذلك هو الدافع الحقيقي وراء هذا السخاء المفرط لصالح. الفرصة سانحة قبل أن يأتي وقت لا ينفع الندم. * نقلاً عن " الخليج "
الآن فقط ولآخر مرة نقول للذين باعوا ضمائرهم وسكبوا المداد على صفحات رصيدهم الوطني وتاريخهم النضالي الطويل، نقول لهم هذه فرصتكم الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من فاتورة السداد لضريبة الوطن كحق مكتسب ودين مستحق، ففي مثل هذه الظروف الدقيقة تكون المواقف واضحة والفرز أكثر استحقاقاً والفرصة مواتية لتصحيح المسار.
فالوطن يواجه تحديات كبرى فإما أن يكون أو لا يكون. والثابت أن الأوطان في شرائع الله وفي نواميس السياسة والتاريخ هي المؤهلة للانتصار في آخر المطاف وهي المنتصرة الظافرة عبر كافة التجارب في التاريخ المدون، وما عدا ذلك فهي حالات شاذة لا يعتد بها ولا تدخل ضمن القواعد الراسخة في الذاكرة البشرية، ولدينا النموذج الحاضر في التجربة المصرية. فقد اعتلت سنام السلطة في مصر «جماعة الإخوان» وساد الاعتقاد حينها بأن عشرين عاماً من مستقبل مصر قد تمت مصادرته وأن نظاماً جديداً قد استولى على المحروسة، وأن الشعب المصري سيدفع الثمن غالياً.فهل صدقت نبوءة أولئك المتشائمين ؟ كلا، فقد تكفل الشعب المصري بإحداث التغيير الجذري وقلب الطاولة على رؤوس الإخوان وقام بثورة 30 يونيو وأعاد الإخوان إلى جحورهم.
لذلك، فالذين لا يزالون يراهنون على علي عبدالله صالح من اليمنيين لابد أن يعيدوا حساباتهم ويحزموا امرهم ويختارون بين الاصطفاف مع فريق الخيانة الذي يضم تحالف الحوثي وصالح أو أن ينأوا بأنفسهم عن الجرائم التي يرتكبها هؤلاء، فيختارون الوطن والكرامة والشرف والمستقبل، إذ كيف يرضون لأنفسهم أن يحسبوا على من اختار الخيانة وتحالف مع الحوثيين ثم أعلن صراحة تحالفه مع منظمتي القاعدة و»داعش» ويعيث أفرادهما قتلاً وحرقاً وتنكيلاً بالأبرياء من المسلمين نساءً وأطفالاً وشيوخاً ويجتاحون المدن فيدمرون معالمها ويسوون آثارها بالأرض وينحرون الرجال ويحرقون البشر أحياء.
كيف يرضى مواطنون كانوا في يوم من الأيام من بين طلائع وقيادات العمل الوطني أن يقفوا وراء من باع ضميره وافترس اليمن طوال ثلاثة عقود، مضحياً بالشعب اليمني ودفعه إلى أحضان الإمامة من جديد وقدمه فريسة للقاعدة دون أن يعلم أن المصير الذي ينتظره هو نفس المصير الذي لقيه السادات حين قاده غروره للتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين فأردوه قتيلاً، لكن من هم أنصار صالح؟ وما موقعهم في الخريطة السياسية ؟ إن من يحدد مستقبل اليمن لن يكون الظلاميين من أنصار صالح إنما الشعب اليمني الصابر الصامد في وجه طغيان صالح ومن معه من الحوثيين والجماعات الإرهابية.
لقد رأينا كيف أن بعض الشخصيات السياسية والعسكرية أدركت أن صالح مفتون بنفسه وبثروته التي امتصها من عرق الشعب فقررت العودة إلى ضميرها وإلى حضن الوطن الدافئ الذي استوعبها وصفح عنها.
لقد تمكن صالح من شراء ذمم البعض وهو ينفق عليهم من أموال الشعب التي نهبها عنوة أو من خلال الإتاوات وما يأتيه من دعم خارجي وخصوصاً من إيران وجماعة الحوثي أو نهب أموال البنك المركزي ومؤسسات الدولة.
ومن بين الذين تمكن صالح من شرائهم قطاع عريض من الأميين الذين وقعوا فريسة للدعاية الحوثية والصالحية وتوهموا أن صالح يقود حرب دفاع ضد غزاة وأن أمن واستقرار اليمن لا يأتي إلا على يده. وللأسف فإن أفراد هذه الفئة هم من دفع ثمن نزواته طوال الثلاثين عاماً الماضية وكانوا يعاملون على قاعدة أنهم مواطنون من الدرجة الثانية. وهناك أنصار صالح من الجنوبيين الذين يتراوحون بين مقيمين تاريخيين في الجنوب ومن أصول شمالية وشماليين محسوبين على الجنوب ويعملون طابوراً خامساً لصالح ثم بعض بقايا الماركسيين.
نحرص على التنويه للجنوبيين الذين ساقتهم الأقدار والمصالح فِي الأيام المقفرة والصعبة ووجدوا الحضن الدافئ لدى صالح فاستكانوا له وصدقوه ويعيشون في ظله ويذكرون ما أسداه لهم من نعم، وهم يعرفون أن علي عبد الله صالح لم يكن مدفوعاً بكرم الأخلاق ولا بالنخوة القبلية ولكنه كان يعمل ضمن خطته الكبرى بأن يكونوا سنداً وعوناً له ضد الوطن والمواطن.ذلك هو الدافع الحقيقي وراء هذا السخاء المفرط لصالح. الفرصة سانحة قبل أن يأتي وقت لا ينفع الندم.
* نقلاً عن " الخليج "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة