صاروخ بيونج يانج.. هل يعيد مرحلة "النار والغضب" مع أمريكا وحلفائها؟
توترات تتصاعد بين كوريا الشمالية من جهة وأمريكا وحليفتيها اليابان وكوريا الجنوبية من جانب آخر، إثر إطلاق بيونج يانج صاروخا باليستيا مر بالأراضي اليابانية.
أزمة تنبئ بعودة مرحلة "النار والغضب" التي تقاذف خلالها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شتائم من العيار الثقيل.
وأجرت كوريا الشمالية خلال العام الجاري عدة تجارب غير مسبوقة من حيث العدد بلغت ذروتها الأسبوع الماضي حيث أطلقت 4 صواريخ باليستية قصيرة المدى، بالتوازي مع إجراء أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية تدريبات عسكرية ضد غواصات في سابقة من نوعها منذ 5 سنوات.
ومع تعثر المفاوضات مع واشنطن، كثفت كوريا الشمالية تطوير برامج أسلحتها النووية حيث أجرت العديد من التجارب العسكرية، فيما كانت أكثر خطواتها جرأة قانون يسمح لها تنفيذ ضربات نووية وقائية وهو ما يعني جعل قوتها النووية في مسار الصعود ما يثير مخاوف غربية واسعة.
ماذا حدث؟
استيقظ العالم صباح الثلاثاء على إعلان سول أنّ جارتها الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا باتجاه الشرق، فيما أكد التجربة خفر السواحل اليابانية حيث دعا السفن إلى توخي الحيطة والحذر.
عملية الإطلاق معتادة خلال الآونة الأخيرة إلا أن خطورة صاروخ اليوم تأتي من دخوله الأراضي اليابانية قبل أن يسقط في المحيط، حيث فعل أنظمة الطوارئ، وناشدت السلطات المواطنين بإخلاء العديد من المناطق التي سيمر بها.
وبحسب طوكيو فإن الصاروخ "فرط صوتي" حلق لمسافة 4500 كيلومتر وعلى ارتفاع نحو 970 كيلومترا، وتجاوزت سرعته سرعة الصوت بأكثر من 17 مرة.
واقعة نادرة
وفي حدث نادر، أدت تجربة بيونج يانج الصاروخية إلى تفعيل نظام الإنذار المبكر "جي-أليرت" في اليابان.
وعقب عملية إطلاق الصاروخ الذي مر بالأراضي اليابانية، ظهر على شاشات التلفزيون الوطني تحذيرات تدعو سكان المناطق الشمالية والشمالية الشرقية إلى الاحتماء داخل المباني أو في الأنفاق تحت الأرض.
ومر الصاروخ الكوري الشمالي فوق منطقة توهوكو اليابانية (شمال شرق) قبل أن يسقط في المحيط الهادئ، ولم تسفر أحدث تجارب بيونج يانج عن إصابات بشرية أو أضرار مادية.
غضب أمريكا وحلفائها
وأثارت خطوة بيونج يانج غضب واشنطن التي توعدت برد قوي على هذا الخرق الكبير مع حلفائها في المنطقة، كما شددت القيادة العسكرية الأمريكية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، على التزام الولايات المتحدة بأمن طوكيو وسول أمام انتهاكات بيونج يانج.
ودعت القيادة العسكرية الأمريكية كوريا الشمالية إلى الامتناع عن أي خروقات غير قانونية ومزعزعة للاستقرار.
وندد رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، بتجربة بيونج يانج وتحليق الصاروخ فوق أراضي بلاده.
من جانبها، أكدت سول على ردّ حازم تجاه خروقات جارتها الشمالية حيث وصف رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك-يول، هذه التجربة بأنها تمثل "استفزازا" جديدا من بيونج يانج لا يجب السكوت عليه وانتهاكا للمبادئ الدولية.
ودعا رئيس كوريا الجنوبية إلى "رد حازم" وتفعيل الإجراءات المناسبة بالتعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
فيما اعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي "عدوانا غير مبرر".
مرحلة النار والغضب
التجربة الحديثة تعيد للأذهان واقعة 2017 حيث كانت آخر مرة دخل فيها صاروخ كوري شمالي للأجواء اليابانية في خضم مرحلة "النار والغضب" التي كانت مشتعلة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون ونظيره الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.
وحينها صنعت كوريا الشمالية رأسا نوويا صغيرا لتركيبه على صواريخها واختبرته بنجاح، ما يشي بتقدمها على مسار حيازة صاروخ نووي يمكن إطلاقه.
وآنذاك، توعد ترامب بيونج يانج بـ"النار والغضب" في حال استمرت في تهديد واشنطن عبر تطوير ترسانتها النووية.
وقال الرئيس الأمريكي السابق: "سيكون من الأفضل لبيونج يانج أن توقف تهديداتها ضد بلادنا وحلفائنا، وإلا فإنها ستواجه بالنار والغضب بطريقة لم يشهدها العالم سابقا".