«جنود كيم» في روسيا لا يثيرون خوف الخبراء.. رغم الضجيج الغربي
أثارت عواصم غربية وحلفاء لهم في آسيا الكثير من الضجيج بشأن مشاركة جنود من كوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية، لكن خبراء يقللون من أهمية الخطوة.
في خضم الحرب الروسية-الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث، ووسط غياب مؤشرات في الأفق حول حلول دبلوماسية لهذه الحرب، صوت النواب الروس، الخميس الماضي، بالإجماع لصالح المصادقة على "معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة" مع كوريا الشمالية.
- التعاون مع كوريا الشمالية؟.. روسيا تواجه التحذيرات بـ«اتفاقية عسكرية»
- «تفجير طرق حدودية».. تحرش جديد من بيونغ يانغ و«سول» تحذر
عززت هذه الاتفاقية المخاوف الغربية، غير أن خبراء استطلعت «فرانس برس» آراءهم، السبت، قللوا من فرص التصعيد العالمي على خلفية هذه الاتفاقية، لكن في الوقت نفسه، حسب الخبراء، يمكن أن تؤثر هذه "الشراكة الاستراتيجية" على الاستقرار الإقليمي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
الأحد المرتقب
وفق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سينخرط جنود كوريون شماليون في مقاتلة قواته اعتبارا من الأحد، فيما أكدت بيونغ يانغ أن أي نشر لقواتها في روسيا سيكون "متوافقا" مع القانون الدولي، دون أن تؤكد أو تنفي وجود جنودها، وهو ما نددت به الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في الأيام الأخيرة.
"لا أرى كيف يمكن أن يؤدي هذا إلى تصعيد الحرب العالمية"، هكذا عبر باسكال دايز-بيرغون، المتخصص في شؤون الكوريتين، موضحا أن "كوريا الشمالية ليست سوى ديكتاتورية صغيرة لا تمثل أي تهديد حقيقي للسلام العالمي، وأن ميزانيتها العسكرية أقل بكثير من ميزانية كوريا الجنوبية"، حسب "فرانس برس".
وبدورها، قالت إيزابيل فاكون، نائبة مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية: "في الوقت الحالي ليس من الواضح عدد القوات الكورية الشمالية التي تم إرسالها إلى روسيا، كما أن مهمتهم ليست واضحة".
حرب باردة جديدة
بعيدا عن انخراط بيونغ يانغ في أوكرانيا يشكك العديد من الخبراء، وفق "فرانس برس"، في قيام قوات عسكرية ذات ثقل مثل الصين بخوض "حرب" مباشرة على هذه الجبهة، وهو احتمال يثير مخاوف من اندلاع تصعيد عالمي.
لكن بالنسبة لدايز-بيرغون، فإنه "لا توجد لعبة تحالف بين قوى عظمى كما كان الحال قبل الحرب العالمية الأولى"، وتابع "بالنسبة للصين فإن الأولوية هي تايوان، هي تدعم العملية الروسية في أوكرانيا لكنها ليست من أولوياتها".
في المقابل، تقدر دارسي دراودت فيخارس، الباحثة في مركز كارنيغي، أن الخبرة القتالية التي قد تكتسبها بيونغ يانغ في أوكرانيا، وإمكانية "اختبار منظومات أسلحتها المتقدمة"، يمكن أن تؤدي إلى تعديل جذري في التوازن الأمني في شبه الجزيرة الكورية.
تعاون ثلاثي
زاوية أخرى يسلط الضوء عليها أندرو يو، الباحث في معهد بروكينغز، تتمثل في أن "موسكو مستعدة لمواصلة سياسة الكتل وقبول فكرة حرب باردة جديدة"، تتمثل في جمع دول عدم الانحياز أو المناهضة للإمبريالية في مواجهة الغرب، حسب "فرانس برس".
وتضيف إيزابيل فاكون أنه "من الممكن إقامة تعاون ثلاثي في مجال التقنيات العسكرية بين روسيا والصين وإيران".
ويبقى موقف الصين، الداعم الأساسي للنظام في كوريا الشمالية، من تقاربها مع روسيا، موضع تساؤل.
وبينما تبدي بكين موقفا محايدا حاليا، تقول إيزابيل فاكون إن "الصين راضية عن هذه التطورات مع فكرة وجود مركز للاتفاقيات الأمنية العسكرية التي يتم إبرامها في آسيا".
من جهته، يقول أندرو يو إن بكين يبدو أنها "تخشى أن تؤدي تصرفات كوريا الشمالية إلى إضعاف نفوذها" لدى بيونغ يانغ، و"توفير حجة إضافية للولايات المتحدة لتعزيز التحالفات بين حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية".
aXA6IDE4LjIyMC4yNDIuMTYwIA== جزيرة ام اند امز