«معلومات تثير الجدل».. هل دخلت بيونغ يانغ الحرب الروسية-الأوكرانية؟
قدمت كوريا الجنوبية معلومات جديدة حول إرسال جارتها الشمالية قوات إلى روسيا لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
وذكرت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، الجمعة، أن بيونغ يانغ أرسلت "قوة كبيرة من الجنود" إلى روسيا لدعمها في القتال ضد أوكرانيا، في وقت يتدرّب فيه 1500 جندي كوري شمالي في أقصى الشرق الروسي.
- حرب تكنولوجية.. مسيرات كوريا الشمالية «المستنسخة» تثير قلقا أمريكيًا
- بمليون جندي جديد.. كوريا الشمالية ترد على «تحرش المسيرات»
وفي وقت سابق للإعلان، اعترف الناتو بأنه يتعذّر عليه "في هذه المرحلة" تأكيد صحّة هذه المعلومات، فيما علق وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا على منصة "إكس" "كوريا الشمالية تدعم روسيا في مواجهة أوكرانيا بالأسلحة وغيرها ونحن نطالب الدول الأوروبية والعالم بردّ فوري وقويّ".
وكرّر دعوته للغرب إلى رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة بعيدة المدى و"اعتراض" هجمات صواريخ ومسيّرات روسية على الأراضي الأوكرانية.
وبيونغ يانغ وموسكو حليفتان منذ تأسيس كوريا الشمالية بعد الحرب العالمية الثانية، وتعززت علاقاتهما منذ الحرب الروسية-الأوكرانية 2022، إذ تزعم سول وواشنطن منذ فترة طويلة أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يرسل أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا.
رد فعل الصين
أما الصين، حليفة بيونغ يانغ وموسكو، فأعربت من جهتها عن أملها في "خفض التصعيد" في أوكرانيا، وكشفت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية أن كوريا الشمالية قرّرت إرسال ما يصل إلى 12 ألف جندي لمؤازرة روسيا.
ونشرت صورا تفصيلية مُلتقطة عبر الأقمار الاصطناعية، قالت إنها تظهر أول عملية نشر لجنود تابعين لفرقة النخبة في القوات الخاصة الكورية الشمالية، وعقد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول اجتماعا أمنيا طارئا الجمعة، واصفا في بيان دعم بيونغ يانغ المتزايد حرب روسيا على أوكرانيا "الذي يتخطّى نقل العتاد العسكري إلى نشر جنود على الأرض" بأنه "تهديد أمني ليس لبلادنا فحسب، بل أيضا للمجتمع الدولي".
وأشارت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية في بيان منفصل إلى أنّها "رصدت بين 8 و13 أكتوبر/تشرين الأول إرسال جارتها الشمالية قوات خاصة إلى روسيا على متن سفينة نقل بحرية روسية، ما يؤكد بدء المشاركة العسكرية لكوريا الشمالية" في الحرب.
تلقي التدريبات المناسبة
وبحسب المصدر، أنجزت عدّة سفن روسية نقل الدفعة الأولى من الجنود الكوريين الشماليين الذين يتمركزون حاليا في قواعد عسكرية في أقصى شرق روسيا، وذكرت أجهزة الاستخبارات أنّ هذه القوات "ستنتشر على الجبهة" بعد تلقيها التدريبات المناسبة، موضحة أنها زودت بالزي العسكري الروسي وبأسلحة روسية الصنع.
واعتبرت أنّ هذه الخطوة "محاولة لإخفاء حقيقة أنهم جنود كوريون شماليون من خلال جعلهم يبدون جنودا روس".
ورجّحت أجهزة الاستخبارات أن يتم إرسال مزيد من القوات قريبا، مشيرة إلى أنها تتوقع أن ترسل كوريا الشمالية نحو 12 ألف جندي في المجموع، وتوقعت "تنفيذ عملية نقل ثانية للجنود قريبا".
إعلان سول دفع الدول الأوروبية للتأكيد على دعم كييف، إذ اعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنه في حال ثبتت صحّة المعلومات بشأن وجود جنود من كوريا الشمالية في روسيا، فإن ذلك سيعكس "مستوى اليأس" الذي وصلت إليه موسكو، حسب وصفه، وقال ستارمر إن "روسيا باتت تضعف"، مشدّدا على أن الحلفاء ماضون في "عزمهم التام" على دعم كييف.
ومن جهته صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان أن "تزايد التعاون المتقاطع والدعم العسكري من كوريا الشمالية لمجهود الحرب الروسي في أوكرانيا يمثل مصدر قلق كبيرا".
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة نادرة إلى بيونغ يانغ في يونيو/حزيران الماضي، حيث وقّع البلدان اتفاقية دفاعية، في خطوة عززت التكهنات بشأن زيادة عمليات نقل الأسلحة، وهو ما ينتهك مجموعة كبيرة من عقوبات الأمم المتحدة على البلدين.
خبرات قتالية متنوعة
وقال الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأقصى في سول ليم إيول تشول "من المهم بالنسبة إلى كوريا الشمالية التي زوّدت روسيا بعدد كبير من القذائف والصواريخ، أن يتعلم جنودها كيفية التعامل مع مختلف الأسلحة واكتساب خبرة قتالية فعلية".
وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية "قد يكون اكتساب الجنود الكوريين الشماليين خبرات متنوعة في زمن الحرب، عاملا وراء إرسالهم" إلى روسيا.
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA= جزيرة ام اند امز