هل تتخلى قطر عن "باريس سان جيرمان" وتستبدله بـ"جالطة سراي"؟
موجة سخرية أثارها فيصل بن جاسم آل ثاني، أحد أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر، بعد تغريدة دعا فيها لمقاطعة المنتجات الفرنسية واستبدالها بالتركية.
ورد المغردون على آل ثاني، فاضحين تناقضاتهم وأكاذيبهم ونفاقهم، داعين قطر أن تبدأ بنفسها أولا، وتبيع نادي باريس سان جيرمان الملقب بـ"الحمر والزرق" الذي تملكه منذ عام 2011، وتشتري بدلا منه نادي "جالطة سراي" التركي.
تغريدة فيصل آل ثاني تضمنت نفس المحاور التي تتسم بها الحملة القطرية التركية التي استغلت قضية الرسوم المسيئة للرسول (ص) بفرنسا، للمتاجرة بالدين، وتزييف الحقائق، ومحاولة تحويل دفة المقاطعة العربية للمنتجات التركية على خلفية سياساتها العدائية للعرب إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.
وغرد فيصل بن جاسم آل ثاني: "أتمنى أن تنطلق حملة #بدل_المنتج_الفرنسي_بتركي في باقي الدول العربية والإسلامية".
وأردف: "تركيا تستاهل كل الدعم والمساندة والمحبة، جودة في الإنتاج ومعقولية في السعر، ومعنا في نفس المركب ومصيرنا واحد، للعلو بإذن الله".
الكاتب السعودي عبدالعزيز الخميس، رد عليه فاضحا تناقضاته، قائلا: "ابدأ بنفسك.. ولتبيع باريس سان جيرمان واشتر جالطة سراي.. الله من الخرط الفاضي.. بتحطوا (تضعوا) أنفسكم في مواقف بايخة".
في السياق نفسه، رد الكاتب والباحث أحمد الفراج على آل ثاني، متهكما من دعوته، قائلا: "ممتاز.. إذاً عليكم أن تبيعوا باريس سان جيرمان وتشتروا نادي جالطة سراي.. قل تمّ".
الدعوة نفسها وجهها المغرد حمد عبدالله البكر للشيخ القطري، قائلا :"بدلوا باريس سان جرمان بجالطة سراي".
من نادي قطر لحقيبة عقيلة أردوغان
وعلى غرار ما قام به المغردون العرب مع عضو الأسرة الحاكمة في قطر، سبق أن فضح صحفيون ونشطاء في تركيا تناقضات وأكاذيب الطبقة الحاكمة لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لقرينة أردوغان تحمل حقائب يد فرنسية ثمينة في أكثر من مناسبة.
وتساءلوا عما إن كانت دعوة أردوغان موجهة أيضا إلى أسرته والطبقة الحاكمة بالبلاد، أم أنها مجرد حملة دعائية للتجارة بالدين لتحقيق نقاط سياسية.
وتساءل الصحفيان بموقع "تي آر 24"، بولنت كوروجو ولافند كناز، عما إن كانت قرينة الرئيس أمينة أردوغان ستنصاع لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية التي دعا لها الرئيس وتتخلى عن حقيبتها من ماركة "هيرميس" الفرنسية التي يبلغ ثمنها 50 ألف دولار؟
قطر وتركيا.. متاجرة بالدين
كعادتهما في المتاجرة بكل شيء لصالح مصالح الخاصة، استغل الرئيس التركي أردوغان تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدعم رسوم كاريكاتيرية مسيئة للرسول نشرتها مجلة "شارلي إيبدو" ، وشن هجوما شرسا عليه.
السبب المعلن للهجوم كان "نصرة الرسول" أما الهدف الحقيقي، فكان بسبب مناهضة ماكرون للسياسات العدائية لأردوغان في المنطقة وخصوصا تدخله في ليبيا وشرق البحر المتوسط.
السبب الثاني هو محاولة أردوغان توظيف الحدث لتوجيه دفة المقاطعة العربية لبلاده إلى مقاطعة لفرنسا، ودعا أردوغان إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، متّهماً نظيره الفرنسي بشنّ "حملة كراهية" ضد المسلمين.
وهذا ما ظهر بشكل واضح في تغريدات إعلاميي تنظيم الحمدين الحاكم في قطر الداعمين لأردوغان، والذين دعوا بشكل صريح إلى وقف مقاطعة منتجات تركيا بوصفها مدافعة عن الإسلام، ومقاطعة المنتجات الفرنسية.
نفاق قطر
أيضا كشفت وسائل إعلام غربية عن حجم النفاق الذي تتعامل به قطر أمام الرأي العام بينما هي محرك رئيسي للإرهاب بكل دول العالم.
ففي الوقت الذي بثّ فيه النظام القطري عبر أبواقه الإعلامية خطابا يدعو لمقاطعة المنتجات الفرنسية تحت مزاعم "نصرة الدين"، قدم في الوقت ذاته طلبا لباريس بالتكفل بضحايا الإرهاب وذويهم.
ووفق موقع "ميديام" الإخباري الأمريكي وكذلك "لا فرانس أتيتود" الفرنسي فإن "قطر تلعب على جميع الأحبال ولا تتخلى عن نفاقها في مسألة مقتل مدرس التاريخ الفرنسي صامويل باتي (منتصف الشهر الجاري) والرسوم المسيئة للرسول (ص)".
وأوضح "ميديام" أن "قطر أعطت أوامر لقنواتها الإعلامية بنشر الكثير من الدعاية حول ضرورة مقاطعة المنتجات الفرنسية، كما تحث الدول الإسلامية الأخرى على أخذ نفس النهج، وتضخيم ما قامت به باريس فيما يتعلق بالرسومات المسيئة".
ورغم ذلك، يسارع النظام القطري إلى دعم الحكومة الفرنسية، إذ استقبلت وزارة الداخلية في باريس طلبا من منظمة "قطر الخيرية" التابعة للدوحة، برعاية ضحايا الإرهاب في فرنسا والأشخاص المتضررين من المظاهرات الفرنسية المرتبطة بمقتل صامول باتي.
وأشار الموقع إلى أنه رغم رغبة قطر رعاية ضحايا الإرهاب، إلا أنها لم تعرب عن سخطها بشكل رسمي أو تدين هذه الهجمات والأفعال البربرية التي ارتكبت على الأراضي الفرنسية بحق المدنيين.
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA=
جزيرة ام اند امز