خبراء: صلابة الرباعي العربي تجبر أمريكا على تضييق الخناق حول قطر
قوة حجة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب دفعت أمريكا لتضييق الخناق على قطر التي تؤوي وتدعم تنظيمات إرهابية.
يبدو أن الولايات المتحدة باتت تدرك أخيراً أن عليها الاعتراف بأن منابع الإرهاب في المنطقة تعود إلى دولة قطر.
ففي تأكيد لصحة موقف الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، قال مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي الجنرال إتش أر مكماستر إن "قطر وتركيا هما رعاة الإرهاب والفكر المتطرف في المنطقة"، والتي جاءت خلال فعالية لمركز الأبحاث البريطاني "بوليسي إكستشانج" في واشنطن.
مراقبون تحدثوا إلى "بوابة العين" الإخبارية قالوا إن الاعتراف الأمريكي الأخير، يؤكد قوة الحُجة والمعلومات التي بنت عليها الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، مواقفها عند اتهامها لقطر، كما أنه يشير إلى نقطة تحول جوهرية في موقف واشنطن لمزيد من الضغط على الدوحة، لكي تسلك المسار السليم.
المصالح وموقف أمريكا من قطر
السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أكد لـ"بوابة العين" الإخبارية أن الولايات المتحدة تدرك أبعاد الدور القطري في دعم المنظمات الإرهابية عبر ما تُطلق عليه جمعيات خيرية، ولدى واشنطن معلومات صريحة عبر أجهزة استخبارات تؤكد ذلك، غير أن لعبة المصالح تجبرها على اتخاذ مواقف متباينة ومتخبطة من حين لآخر.
وقطعت الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، علاقاتها بالدوحة في يونيو/حزيران الماضي، متهمة إياها بدعم الجماعات الإرهابية وزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ونوه السفير بيومي إلى أن المواقف الأمريكية المتباينة بين الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته والكونجرس، ترجع في معظمها إلى رغبة واشنطن في التحكم بكل خيوط اللعبة، غير أن صلابة موقف الرباعي العربي من قطر، وإصرارهم على وقف التمويل والدعم القطري للإرهاب، أجبر واشنطن على الاعتراف بذلك علناً من خلال مثل تلك التصريحات الواضحة، والتي تحرج النظام القطري.
ودعا بيومي إلى استمرار دول الرباعي العربي في الضغط على قطر لتنفيذ مطالبهم بموقف دعم الإرهاب وعدم التدخل في شؤون دول المنطقة، مؤكداً أن قوة الموقف العربي تتناسب طردياً مع الموقف الأمريكي في التعامل مع الدوحة، ومن هنا لا يجب أن يكون هناك تساهل.
ووفقاً للمستشار الأمريكي فإن "قطر وتركيا هما المثال الواضح لرعاية هذا الفكر الإرهابي، حيث تقومان بدعم العديد من المنظمات التي تقوم بتمويل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في الشرق الأوسط".
وأضاف مكماستر "الأزمة الخليجية الأخيرة مع قطر كانت مثالاً واضحاً لخطورة تمويل الإرهاب والخطر الذي يمثله تنظيم الإخوان"، مؤكداً ضرورة استخدام جميع الأدوات من تشريعات وعقوبات وتقارير استخباراتية وتحقيقات اقتصادية، لوقف تمويل الجماعات الإرهابية.
تحرك أمريكي حازم
من جانبه، تساءل طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، حول ما "إذا كانت الولايات المتحدة وضعت يدها على رعاة الإرهاب في المنطقة، فلماذا يتم التعامل بشأن هذه المشكلة بهذه السلبية واللامبالاة؟"، مضيفاً في تصريح لـ"بوابة العين": "هل تستقيم الأمور فقط بوضع اليد أو بالتحرك نجاة التعامل مع الموضوع".
ودعا رضوان الولايات المتحدة إلى تعامل أكثر حزماً مع رعاية الإرهاب في المنطقة، واتخاذ موقف أكثر انحيازاً لصالح وقف الإرهاب.
وعلى مدار الستة أشهر الماضية، فشلت الوساطة الأمريكية في حل الأزمة، وبدا واضحاً تباين المواقف الأمريكية في التعامل معها.
فبينما رأى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في البداية أن قرار الدول العربية بقطع العلاقات مع قطر، على خلفية دعمها للإرهاب "بداية نهاية رعب الإرهاب"، وأن "كل الدلائل تشير إلى قطر" في تمويل التطرف الديني.
عاد ليتبنى موقفاً أكثر توازناً حينما جدد مسؤولون عسكريون أمريكيون الإشادة بقطر التي تستضيف قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية الكبيرة التي تنطلق منها الضربات الجوية ضد تنظيم داعش.
وتخشى واشنطن من أن تؤثر الأزمة على عملياتها العسكرية والمتعلقة بمكافحة الإرهاب وأن تزيد من النفوذ الإقليمي لإيران التي تدعم قطر عن طريق السماح لها باستخدام طرق جوية وبحرية عبر أراضيها.
في حين سعت وزارة الخارجية الأمريكية من قبل إلى البقاء على الحياد، ودائماً ما وجهت دعوات لكل الأطراف إلى تهدئة التوتر والدخول في حوار بنّاء.
وتناول الدكتور أحمد جلال محمود، مدرس العلوم السياسة بجامعة قناة السويس، الموقف التركي المناهض للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيراً إلى أن "تركيا من أكبر الدول التي لا توافق على هذا القرار وما زالت تقود جهوداً معارضة لتنفيذه، سواء من خلال منظمة التعاون الإسلامي أو على مستوى السياسة التركية".