تنظيم الحمدين يواصل محاولاته الباهتة لاختراق قرار دول المقاطعة مستخدماً كل ما أُتيح له من الوسائل المشروعة وغير المشروعة
لم ينفك تنظيم الحمدين عن محاولاته الباهتة لاختراق قرار دول المقاطعة، مستخدماً كل ما أتيح له من الوسائل المشروعة وغير المشروعة سياسياً وإعلامياً وشعبياً؛ إلا أنها باءت جميعها بالفشل الذريع أمام صلابة مواقف دول المقاطعة، وحقيقة ما قدمته من وثائق وأدلة على الاتهامات ليقف هذا التنظيم عاجزاً عن بناء أي موقف سياسي ناجح، يتكسب منه أي تأييد دولي يتيم يدعم مواقفه العدوانية، وينفي عنه تهمة تمويل الإرهاب ولينتشله من غرقه في أزمته الحالية.
بما أننا مقبلون على اجتماع لقادة دول مجلس التعاون، فأمام حكومة قطر فرصة تاريخية لتعود لرشدها بترك تلك السياسات الصبيانية العدوانية، والتي يقودها تنظيم الحمدين العدواني ومَنْ بمعيته من سقط ومرتزقة العرب.
فأركان هذا النظام العدواني في جميع جولاته الدولية ارتبك وتخبّط وناقض نفسه، مما جعله محل تندّر ساسة وشعوب العالم، وكيف لا يكون وهو من وضع نفسه رهينة لقرارات وأوامر مرتزقة اختطفوا قطر من أهلها القطريين الشرفاء، ممن زاد حزنهم على وطنهم أكثر وهم يشاهدون مرتزقة إحدى الدول الخليجية، ورعاع بعض الدول العربية الأخرى، وهم يتحدثون بلسانهم ويمجّدون فرقعات حكومة قطر الصوتية الفاشلة، والتي لا ينتشي بنشازها إلا من ذاق طعم الريال القطري خلف الكواليس، بل حتى أن بعضهم تعرّى من كل الأخلاقيات ليخرج علينا مفجوعاً دون مواربة أو خجل ليغوص في وحل القذارة لعله يلتقط ريالاً قطرياً يشبع به وضاعته، ورخص ثمنه دون أن يضع أي اعتبار لكرامة وطنه الأصل.
فالمتابع للشأن القطري منذ بداية الأزمة يعي جيداً حجم التخبط السياسي والاقتصادي لهذا النظام المتهاوي مهما زيّن مرتزقتهم هذا التخبط بالكذب والتدليس، فحكومة قطر جابت العديد من دول العالم وهي تتباكى وتكذب وتدلس حيناً، وتشتري الذمم الإعلامية والهيئات الحقوقية حينًا آخر لعلها بهذا تحقق أي اختراق لقرار دول المقاطعة، وغاب عنها بأنها اليوم لا تواجه حكومات المقاطعة لوحدها فقط بل شعوب المنطقة برمتها، والتي انكشفت لها كل ألاعيب هذا النظام العدواني الذي حاول مراراً وتكراراً أن يرتدي ثوبا أطول منه، فيتعثر به ويسقط سقوطاً مدوياً على وجهه؛ في وحل غدره وخيانته لجيرانه وأشقائه في مشهد لا يؤديه إلا من تمكنت منه دناءة الغدر والجحود والخيانة، لذلك على حكومة قطر ألا تفوّت أي فرصة ذهبية قادمة، وخاصة أنها قد مرت خلال الأشهر الماضية بتجارب فاشلة عديدة لم تستطع من خلالها تحقيق أي انتصار للنفس، ولو كان زائفاً لحفظ ماء وجهها أمام العالم، وعليها أن تدرك أمرها فورًا لأن «حسرة العمر» باتت أقرب مما يتصوره نظام الحمدين.
وبما أننا مقبلون على اجتماع لقادة دول مجلس التعاون، فأمام حكومة قطر فرصة تاريخية لتعود لرشدها بترك تلك السياسات الصبيانية العدوانية، والتي يقودها تنظيم الحمدين العدواني ومن بمعيّته من سقط ومرتزقة العرب، فالاجتماع الخليجي سيكون أملهم الأخير وطوق نجاتهم من تردي أوضاعهم وعزلتهم أكثر وأكثر عن محيطهم العربي الخليجي، فحضن إيران وتركيا لن يكون دافئاً إلى الأبد؛ بل متغيرًا حسب المصلحة الآنية ومتى ما زالت زال معها كل هذا الود والحب، بينما رابط الدم والنسب والمصاهرة والأخوة سيبقى مابقيت الحياة إلا إذا كانت حكومة قطر تفكّر بنسف التركيبة السكانية القطرية العربية الأصيلة واستبدالها بالمرتزقة والمطلوبين والإرهابيين من سقط العالم العربي والآسيوي، فهذا أمر آخر رغم أننا نراه واقعاً أمامنا لكننا نكذّبه ونتمسك بإيماننا المطلق أن قطر مازالت خليجية عربية أصيلة، لأنه لازال فيها الكثير من شيوخ آل ثاني الكرام وأهلها وعقلائها ممن يرفضون كل هذه التصرفات العدوانية، والتي يقوم بها تنطيم الحمدين، وهو مايجعلنا نطمئن بأن مصير «الغربان الناعقة» الرحيل بعد زوال أسباب تواجدها في قطر، لتعود لنا قطر الحبيبة كما كانت قبل انقلاب الابن على أبيه.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة