فوز المرشحة الفرنسية أودري أزولاي بمنصب المدير العام لمنظمة "اليونسكو؛ حلّ كصدمة أخرى على النظام القطري
إن حقيقة فشل قطر في الوصول لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" كانت متوقعة، وذلك لتاريخ السياسة القطرية الغارق بدفع الرشاوى واستخدام المحسوبيات لشراء الأصوات، والذي عُهد عنهم في الكثير من المواقف للوصول للمناصب، والتدخل بالقرارات الدولية، ولعل أبرزها تورط الدوحة في قضايا فساد، بدأت تطفو على السطح متعلقة بملف قطر الذي عرضته لاستضافة كأس العالم 202٢، والذي فضح النهج المُتبع للسياسة القطرية، وإثبات دورها المشبوه في التورط في الفساد، والتحايل للوصول لأهدافها وأطماعها، والمحاولة عبثاً مستخدمة كافة الطرق غير الشرعية للحصول عليها، وهو ماتسعى من خلاله لاحتلال مكانة، وحجم أكبر من حجمها الفعلي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
فوز المرشحة الفرنسية أودري أزولاي بمنصب المدير العام لمنظمة "اليونسكو"؛ حلّ كصدمة أخرى على النظام القطري، والذي لايزال يمارس ذات الدور المخرِّب في المنطقة والعالم، كما لاتقل خسارة قطر لهذا المنصب أهمية عن حقيقة أنها أعادت إلى الواجهة قضايا الفساد التي تلاحقها عالمياً
السياسة القطرية تظهر للعالم يوماً بعد يوم، مدى التخبط والفشل، وحجم التصرفات العابثة وغير الحكيمة، سعياً للوصول إلى مكانة دولية، عبر استخدام المال العام والمتاجرة بمستحقات الشعب القطري؛ وفي تحد فج للمجتمع الدولي، تجاهلت السياسة القطرية بتصرفها هذا، كون منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، هي منظمة نزيهة، تمثل الضمير الدولي في مجال التربية والعلم والمعرفة، وأن هذه السياسة الفاسدة ستكشف محاولات التلاعب المستمر للنظام القطري بالعالم، وتثبت أن استخدام دولة قطر المال السياسي، لم يطل الرياضة فقط، بل أيضاً سعى ليطال العلم والمعرفة، وأظهرت أيضاً المفارقات الواضحة التي تنتهجها السياسة القطرية في دعم التطرف والجماعات الإرهابية وانتشارها، والذين قادوا عملاً ممنهجاً لتدمير العلم والآثار، حيث عملوا على تدمير الكثير من المعالم الأثرية في دول مختلفة، الأمر الذي يعزو بديهياً عزوف العالم وممثليه عن انتخاب قطر مديراً لمنظمة "اليونسكو"، عدا عن أنه لايتسق أصلاً مع ترشّحها لمنصب إدارة المنظمة التي تدعم التربية والعلم والمعرفة والسلام في العالم.
إن موقف قطر وسعيها لشراء الذمم، وشراء أصوات الناخبين في المنظمات الدولية، هي ضمن خطة تعدّها لمسح ملفها الأسود، كما توضح حقيقة السياسة القطرية المعادية للدول العربية التي تنافست معها على المنصب، والتي كانت أولى بالاستحواذ على المنصب منها، حيث تقدّمت الدول العربية مستندة على ملفها النزية الداعم للتربية والعلم والمعرفة، والاهتمام بالتاريخ والتراث والحضارة، بعكس قطر التي حملت معها ملف الخيانة والعار والأدوار المشبوهة المعادية للأمن والسلام الإقليمي والدولي.
ولعل النتائج التي تحققت بفوز المرشحة الفرنسية، أودري أزولاي، بمنصب المدير العام لمنظمة "اليونسكو؛ حلت كصدمة أخرى على النظام القطري، والذي لايزال يمارس ذات الدور المخرِّب في المنطقة والعالم، كما لاتقل خسارة قطر لهذا المنصب أهمية عن حقيقة أنها أعادت إلى الواجهة قضايا الفساد التي تلاحقها عالمياً، والتي أدت إلى فتح ملفات لعمليات فساد سابقة لهذا النظام، فضلاً عن دعم الإرهاب والتطرف، الذي يعتقد أن تبنيه لهما، سيحقق له أجندته في زيادة نفوذه، والذي يستهدف من خلالها أمن وأستقرار الدول العربية، ودعم الأجندات الإيرانية، من خلال تطويع العلاقة بين قطر وإيران ومحاولاتها بالوصول والسيطرة ليس فقط على منظمة مهمة مثل اليونسكو، بل على المنطقة أجمع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة