خضتُ مع زملائي مسيرتنا في الكلية، والتي استمرت لعام أكاديمي، كان حافلاً بالمثابرة والجد من الجميع
كنّا سبعة وثلاثين دارساً من الموظفين في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، عسكريين ومدنيين، حظينا بفرصة فريدة، وخضنا تجربة رائدة بالتحاقنا بكلية الدفاع الوطني في الدولة، تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة لإعداد نخبة من قادة المستقبل الإماراتيين، المؤهلين بمهارات الفكر الناقد الاستراتيجي، والقادرين على صياغة وتقييم المنهجيات الاستراتيجية، التي تحقق الأهداف الوطنية للدولة، باستخدام عناصر قوة الدولة الوطنية العسكرية، الاقتصادية، الدبلوماسية والمعلوماتية.
خضتُ مع زملائي مسيرتنا في الكلية، والتي استمرت لعام أكاديمي، كان حافلاً بالمثابرة والجد من الجميع، وغنيّة بالمعلومات والمعارف الضرورية، وكمٍّ من الدراسات النظرية والعملية، وقد حظينا بعدة فرص مشرّفة، للقاء قادة وصناع قرار عسكريين ومدنيين في الدولة، أطلعونا على خبراتهم العملية، وتطلعات الدولة الاستراتيجية تجاه القضايا الراهنة
تلك التجربة التي خضناها أنا وزملائي الدارسون بشغف واهتمام كبيرين، في كلية الدفاع الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي دأبت منذ إنشائها عام 2012، على فتح أبوابها لنخبة من الدارسين والدارسات المتمتعين بالكفاءات المتميزة والمحددة، لإعدادهم كقادة استراتيجيين، يحوزون شرف العمل في مجالات استراتيجية لخدمة الوطن، من خلال تأهيلهم لتحديد وتقييم التحديات التي تواجه الأمن الوطني والإقليمي والدولي، بالإضافة إلى تمكينهم من إدارة وتوظيف موارد الدولة، من أجل حماية المصالح الوطنية، ولتحقيق التطلعات والرؤى المستقبلية لقيادتنا الرشيدة.
في عامنا الأكاديمي هناك، وفي تجربة نعدّها الأجمل في حياتنا الدراسية تكللت بنجاح بحصولنا على درجة الماجستير في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، كان لنا أن ننهل العلم والمعرفة من نخبة من هيئة تدريس مؤهلة بأعلى معايير التميز الأكاديمي، تعلمنا منهم الكثير والمفيد، ابتداء بمهارات التفكير الإبداعي والناقد، وتوحيد المفاهيم الأمنية، وهي التي تشكّل الفكر الاستراتيجي لصنع القرار، حتى الوصول إلى فهم متطلبات دراسة وتحليل مفهوم الأمن الوطني وأبعاده الاستراتيجية، والتحديات الحالية والمستقبلية وإدارة الأزمات.
خضتُ مع زملائي مسيرتنا في الكلية، والتي استمرت لعام أكاديمي، كان حافلاً بالمثابرة والجد من الجميع، وغنيّة بالمعلومات والمعارف الضرورية، وكمٍّ من الدراسات النظرية والعملية، وقد حظينا بعدة فرص مشرّفة، للقاء قادة وصناع قرار عسكريين ومدنيين في الدولة، أطلعونا على خبراتهم العملية، وتطلعات الدولة الاستراتيجية تجاه القضايا الراهنة، والتي تستهدف الأمن الوطني و الاقليمي والدولي، كما تخلل فترة الدراسة زيارات ميدانية إقليمية ودولية ، لأهم الجهات والمؤسسات المتخصصة في مجالات إدارة مؤسسات الدولة في تلك الدول، قابلنا خلالها قادة ومسؤولين على المستويين الإقليمي والدولي، وتعرّفنا على تجاربهم وخبراتهم في إدارة الدول وصنع القرار، في ضوء الظروف والتحديات العالمية الحالية.
وعبر سنواتها الأربع الماضية، قامت كلية الدفاع الوطني بتخريج كوكبة من القادة الاستراتيجيين، والذين يشغلون اليوم مناصب قيادية في الدولة، ولديهم كفاءة عالية في مهارات البحث، والتحليل، والنقد، والتقييم، ومهارات الحوار التفاعلي التي مكنتهم من رسم السياسات الوطنية، وصناعة القرار الاستراتيجي، حول أبرز وأهم القضايا من منظور استراتيجي في الجهات التي يعملون بها.
واليوم وبفضل الرؤية المستقبلية المتميزة للقيادة الإماراتية التي جعلت بناء رأس المال البشري من أولويات أجندتها التنموية، وبالعمل الدؤوب من القائمين على المؤسسات ذات العلاقة، احتلت دولة الامارات العربية المتحدة المراكز الأولى في المؤشرات العالمية للتنمية الاجتماعية، والبشرية والاقتصادية، كما أصبحت استراتيجية التعليم العالي، وبناء اقتصاد المعرفة القائم على رأس المال البشري، من أهم استراتيجيات التنمية بالدولة، وتصدرت أولويات أجندة الاجتماعات الحكومية السنوية لدولة الإمارات لهذا العام، لتكون نتاجاً مبهراً لما ترجمته مبادرات التنمية في مجال التعليم والتعليم العالي، حتى أصبحت جامعات الدولة تصنف ضمن أفضل الجامعات العالمية أكاديمياً، بحسب التصنيفات العالمية.
هي سطور حاولت خلالها، ولو كانت غير كافية، أن أعبّر بصدق باسمي وباسم خريجي كلية الدفاع الوطني كافة، عن فخرنا واعتزازنا بخوض هذه التجربة الرائعة، وليكون لنا شرف أن نرفع تحية إكبار وإجلال وولاء لمقام سيـدي صاحـب السمـو الشيـخ خليفـة بـن زايـد آل نهيـان، رئيـس الدولـة، القائد الأعلى للقوات المسلحة (حفظـه اللـه)، وسيـدي صاحـب السمـو الشيـخ محمـد بـن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، و سيدي صاحب السمو الشيـخ محمـد بـن زايـد آل نهيـان ولـي عهـد أبوظبـي .نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة (حفظه الله) ، على رعايتهم الكريمة ومنحنا فرصة الالتحاق بالكلية ونعاهدهم بأن نكون جنداً أوفياء لخدمة ورفعة وطننا الغالي تحت قيادتهم الرشيدة، وأن نكون ثروة الوطن الحاضرة في كل حين ومستقبله المشرق.
د.منى ماجد المنصوري
خريجة كلية الدفاع الوطني، الدورة الرابعة
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة