تأشيرات الدخول المجانية في قطر.. محاولات فاشلة لتقليد النجاح الإماراتي
الطريق الوحيد لتطبيع علاقات الإمارة الصغيرة مع العالم يكون عبر التخلي عن دعم التطرف والإرهاب والكف عن التدخل في شؤون الآخرين.
عقب احتلال جواز السفر الإماراتي المركز الأول عالمياً، بسبب سياسات قبول الآخر والانفتاح والتسامح التي جعلت جميع دول العالم تفتح أبوابها أمام مواطني الدولة، استعرت الغيرة السياسية في الدوحة تجاه هذا النجاح.
ولما لم يكن هنالك من طريق أمام الأبواق الإعلامية القطرية للتقليل من الإنجاز الإماراتي الذي يتحدث عبر الأرقام؛ سوى محاولة التقليد عبر عدة محاولات أحدثها منح مواطني باكستان ودول أخرى أذونات دخول وتأشيرة سياحة مجانية، حسب ما توضح وثيقة من سفارة الحمدين في إسلام آباد تحصلت عليها "العين الإخبارية".
ومنذ إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة قطر لتمويلها ودعمها للجماعات المتطرفة، وعزلة تنظيم الحمدين الحاكم تتزايد يوماً بعد الآخر، في الوقت الذي يسجل فيه محيطها الخليجي أعلى معدلات النمو الاقتصادي والانفتاح على العالم.
ولم تكن باكستان وحدها التي سيجد مواطنوها تسهيلات الدخول إلى الدوحة، ففي يونيو/حزيران الماضي، أعلنت السلطات القطرية منح مواطني 37 دولة "جميعها غير عربية" تأشيرات دخول فور وصولهم إلى البلاد.
وهي الخطوة التي يرى مراقبون أنها محاولة لتجاوز حالة الكساد التي ضربت القطاع السياحي وقطاع النقل الجوي عقب المقاطعة العربية لقطر.
وتشير التقارير إلى عزوف أعداد كبيرة من السياح الخليجيين والأجانب عن زيارة قطر بعد قطع الإمارات والسعودية والبحرين ومصر علاقاتها مع الدوحة، التي تصر على دعم الإرهاب وجماعاته، ومواصلة التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
ووفق بيانات رسمية تراجعت السياحة العربية والأجنبية الوافدة إلى قطر، بنسبة بلغت 24% خلال الأشهر العشرة المنقضية الأولى من 2018، مقارنة بالفترة نفسها من 2017.
وأوضح تقرير حديث لوزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطري، أن عدد السياحة الوافدة لقطر بلغ 1.47 مليون زائر حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نزولاً من 1.94 مليون سائح، بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الوزارة.
وعلى الرغم من توالي القرارات القطرية بمنح تأشيرات الدخول لمواطني دول العالم المختلفة بشكل هستيري، يوضح محاولات الدوحة اليائسة للخروج من عزلتها، إلا أن هذه التسهيلات لم تحصد سوى المزيد من السخرية على وضع الإمارة الصغيرة المتردي.
ويرى مراقبون أن مثل هذه التسهيلات التي تبذلها الدوحة لمواطني دول مختلفة من العالم، لن تفلح في وضعها ضمن مصاف الدول التي تملك جوازات سفر عالمية، مشيرين إلى أن طريق قطر للعالم يمر عبر محيطها الخليجي والعربي.
وحسب المراقبين، فإنه لا يمكن لقطر أن تتبوأ أي مكانة عالمية في ظل مقاطعة جيرانها لها جراء دعمها وتمويلها للإرهاب، مؤكدين أن الطريق الوحيد لتطبيع علاقات الإمارة الصغيرة مع العالم يكون عبر التخلي عن دعم التطرف والإرهاب والكف عن التدخل في شؤون الآخرين.
وينوه الخبراء إلى أن قرارات منح التأشيرات القطرية يمكن أن تطبق بشكل انتقائي كما حدث مع ما عرف بقانون الإقامة الدائمة الذي سبق أن أعلن عنه تنظيم الحمدين كحيلة تشرعن إقامة عناصر إرهابية في أراضيه، مع تزايد المطالب من عدة دول للدوحة بتسليم مطلوبين إرهابيين.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg جزيرة ام اند امز