مقاطعة قطر في عام تكشف متاجرة الدوحة بدماء الفلسطينيين
تاريخ القضية الفلسطينية شاهد على متاجرة الدوحة الرخيصة بأزمة الشعب الفلسطيني عبر سنوات من التطبيع والتشجيع على الانقسام
متاجرة رخيصة في العلن وعلاقات مشبوهة في الخفاء بين قطر وإسرائيل. علاقة بدأت عقب مؤتمر مدريد، حيث كان أول لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلي حينها شيمون بيريز بعد زيارته الرسمية لقطر عام 1996، ليرفرف العلم الإسرائيلي للمرة الأولى على ضفاف الخليج العربي.
- قطر.. دعم زائف لفلسطين يعمق حدة الانقسام
- قطر وإسرائيل.. علاقات سرية من الأب للابن تفضحها وثائق أمريكية
كما تعدّ الدوحة أكبر شريك اقتصادي وعسكري في المنطقة مع إسرائيل، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 7 مليارات دولار في 2015.
المتاجرة وإشعال الانقسام
وكشف تقرير الأمم المتحدة حول الدول المانحة لفلسطين، كذب الشعارات الزائفة التي تروجها قطر وإيران وتركيا بشأن دعم القضية الفلسطينية والبرامج التنموية، وجاءت القائمة التي أصدرتها الأمم المتحدة خالية من اسم الدول الثلاث التي تخدع شعوبها بدعم وهمي للقضية العربية الأهم.
لكن الأموال القطرية المشبوهة استخدمت بقوة في تأجيج الصراع والانقسام الفلسطيني، فبحسب برقية سرية كتبها السفير الأمريكي الأسبق جوزيف لابارون في 8 فبراير/شباط 2010 عن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني آنذاك، أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس طلبت من أمير قطر، المساعدة على إقناع حماس بالمشاركة في الانتخابات التشريعية عام 2006 وهو ما وافقت عليه الحركة للمرة الأولى منذ إقامة السلطة الفلسطينية عام 1994.
ويتضح من البرقيات أن قطر ساندت موقف حماس برفض إجراء الانتخابات الفلسطينية في عام 2010، تنفيذا للخطة القطرية التي كان هدفها تعميق الانقسام الفلسطيني لخدمة إسرائيل وأهدافها الاستيطانية.
التطبيع الإعلامي
لا يمر يوم إلا وتدّعي قناة الجزيرة وقوفها بجانب القضية الفلسطينية، لكن الواقع كشف عن كذب ادعاءات القناة، حيث اعتمدت الجزيرة منذ انطلاق بثّها سياسة التطبيع مع إسرائيل، فقد استضافت قادة عسكريين إسرائيليين على شاشتها، لتكون بذلك أول قناة عربية تسمح لإسرائيليين بالوجود في ساحة الإعلام العربي ومخاطبة الشعوب العربية لتبرير عملياتهم العسكرية ومجازرهم المرتكبة بحقّ الفلسطينيين.
- بـ"التحريف المباشر".. هكذا تسترت "الجزيرة" على علاقة سدنتها بإسرائيل
- سقطة مسؤول قطري تؤكد ما جاء بوثائق ويكيليكس
أبرز الذين ظهروا على شاشتها شخصيات أمثال شيمون بيريز، والناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفخاي أدرعي.
وأكد هذا التعاون ليئور بن دور المتحدث الرسمي السابق باسم الخارجية الإسرائيلية، حسبما نشر في فبراير ٢٠١٥، عبر إحدى وسائل الإعلام أن هناك تعاونا إعلاميا مهما بين إسرائيل وقطر، وهو ما يتمثل في قناة الجزيرة التى تستضيف ليئور أو غيره من الدبلوماسيين الآخرين عبر شاشتها.
لم يقف دور الجزيرة الخبيث في قبول التطبيع، ولكنها انتقلت إلى نقطة هي الأخطر من نوعها وهي علاقتها باغتيال بعض القادة الفلسطينيين حيث تزامن اغتيالهم مع ظهورهم في مقابلاتٍ تلفزيونية على شاشتها، حيث كان يتم استهدافهم بعد إجرائهم لمقابلات وحوارات في برامج تبث على القناة.
سنوات من المتاجرة لكن الحقيقة علاقات خفية مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.