خبراء لـ"العين": بيان الدول الأربع "كارت أصفر" أخير لقطر
توقع خبراء وعسكريون مصريون اتخاذ السعودية ومصر والإمارات والبحرين خطوات تصعيدية ضد قطر على المستوى السياسي والأمني قريبًا
سلسلة من المبادئ أعلنها وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، أمس الأربعاء، تضمنت تصعيدًا متوقعًا في موقف الدول الأربع، خلال الفترة المقبلة، في التعامل مع قطر، لاسيما في ظل تعنتها وعدم التجاوب مع مطالب الدول.
واعتبر خبراء وعسكريون مصريون، متخصصون في الشؤون العربية، أن البيان الصادر عن الدول الأربع، جاء ليعكس اللقاء التنسيقي بينهم للرد على موقف قطر، وإظهار حقيقية موقف قطر الرافض لكل المتطلبات العربية، متوقعين خطوات تصعيدية على المستوى السياسي والأمني، من شأنها إخضاع قطر، معتبرين أن اللقاء كارت أصفر أخير لقطر.
اللواء محمود منصور المحلل العسكري المصري ومؤسس المخابرات القطرية قال لبوابة "العين" إن "بيان الدول الأربع حمل رسالة واضحة وهي عدم التراجع عن إصلاح المسلك الذي يتبعه حكام قطر، وهذا يعني أن العرب سيستمرون في ممارسة خطاهم، واستخدام كافة السبل للوصول لهدفهم في القضاء على الإرهاب".
ورأى منصور أن السياسة الدبلوماسية اقتضت من الوزراء الأربعة عدم إعلان بنود التصعيد، لمنح الوسطاء فرصهم كاملة من جهة، ولتنسيق الدول العربية على مستويات أعلى من أجل تقويض ممارسات قطر في دعم ورعاية الإرهاب، وفي نفس الوقت كارت أصفر أو إنذار أخير لقطر.
متفقًا معه، ةقال اللواء ناصر سالم، الخبير العسكري المصري ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا لبوابة "العين" الإخبارية إن مخرجات اجتماع وزراء الخارجية الأربع يشير إلى أن سبل الحوار ومنح المهلة لقطر لم يجدِ معها، وبالتالي ستتخذ الدول سبلا أخرى، من شأنها إعادة قطر للصواب.
وحول عدم إعلان عقوبات على قطر أمس، اعتبر "سالم" أن الحنكة العربية دفعت الدول الأربع لترتيب الأوراق واتخاذ خطواتها التصعيدية في إطار سياسي وأمني واقتصادي وليس سياسي فحسب، وبالتالي قررت كشف رفض قطر بالأمس وتعنتها على المهل التي منحت لها.
وجاء بيان الدول الأربع عقب تسلم الرد القطري على قائمة مطالب من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي يقوم بدور الوساطة بينهم وبين الدوحة، بعد نهاية مهلة 48 ساعة إضافية التي طلبها أمير الكويت، في أعقاب انتهاء المهلة الأولى والتي استمرت لـ 10 أيام.
- قرقاش: المعركة مع الدوحة ستطول.. والخطوات القادمة تزيد من عزلتها
- قطار الدوحة بعد المهلة.. في القاهرة المحطة الحاسمة
من جهته، رأى طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أن بيان الأزمة يعكس نتائج اللقاء التنسيقي الذي تم بين الدول الأربع للرد على الموقف القطري ورده على قائمة المطالب، لافتًا إلى أن الخطوة التالية سترتبط باتخاذ التدابير السياسية والأمنية مع إحاطة بعضهم البعض.
وفي تصريحات خاصة لبوابة "العين" الإخبارية، قال فهمي إنه: ستتم مراجعة وضع قطر للأمن الخليجي وليس شرطا أن تجمد العضوية داخل مجلس التعاون الخليجي رغم أنها خطوة متوقعة.
وأضاف: كل ذلك سيكون متزامنا مع ممارسة الجانب الكويتي والأمريكي لدور في الوساطة للضغط على قطر، لإعطاء فرصة للتقارب أو التهدئة أو التجاوب مع بعض المطالب.. وربما تدخل عمان هي الأخرى على الخط.
واعتبر المحلل المصري أن ظهور الرئيس الأمريكي من خلال اتصاله بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي له سياق إظهار الدعم لدول المقاطعة وللمؤسسات الأخرى داخل الإدارة الأمريكية الرافضة لممارسات قطر.
متفقا معه، قال مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية لبوابة "العين" إن الدول الأربع كان يريدون إعطاء الدول الوسيطة فرصة جديدة لتهدئة الأوضاع وللتأثير على الجانب القطري للتقارب مع المطالب العربية.
ووصف غباشي قرار الدول الأربع بالحكيم في عدم اتخاد مواقف متسرعة، مانحة الوقت لقطر من أجل المراجعة عبر الوسطاء، لافتا إلى أن الدول قطعت الطريق على تركيا وإيران وكذلك على تحفيز قطر للانجذاب لأنقرة وطهران بشكل أكبر مما عليه الوضع.
aXA6IDE4LjIxNy4xNDAuMjI0IA== جزيرة ام اند امز