باحث سعودي: تمويل قطر للإرهاب الإقليمي أكبر مشكلات واشنطن
الباحث السعودي سلمان الأنصاري اعتبر أن قطر التي أصبحت بيئة تمويل إرهابية متساهلة تدعم الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية
اعتبر الباحث السعودي سلمان الأنصاري، أن قطر التي أصبحت "بيئة تمويل إرهابية متساهلة" تدعم الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية تمثل أكبر مشكلة لواشنطن، التي تدرس "سبل الضغط على الدوحة"، لوقف أنشطتها المشبوهة.
وفي مقال رأي نشره موقع "ذا هيل" المعني بأخبار الكونجرس، قال الأنصاري، وهو مؤسس ورئيس منظمة "سابراك" (لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية)، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، إن "قطر بصفتها شبه جزيرة صغيرة متاخمة للسعودية، تسعى لتعويض حجمها بثروتها الهائلة من الغاز الطبيعي".
وأضاف: "ومع وجود عدد سكاني لا يتجاوز 250 ألف نسمة، لا يزال هذا البلد مليئا بالجدل على عدة مستويات، لا سيما على المستوى السياسي المحلي ومستوى تمويل الإرهاب على الصعيد الإقليمي، وقد وصل هذا الجدل مؤخرا إلى نقطة الغليان، بسبب الدعم المزمن الذي تقدمه قطر للإرهاب الإقليمي والدولي".
وأشار إلى أن الدول المجاورة استجابت بقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، بما فيها السعودية والبحرين والإمارات ومصر واليمن وموريتانيا والمالديف إلى جانب المزيد من البلدان التي يحتمل أن تتبعها.
وأوضح أن هذه الدولة الصغيرة شهدت 5 انقلابات سياسية في 50 عامًا، بمعدل انقلاب واحد كل 10 سنوات، فالصراعات بين أسرة آل ثاني وانقلاباتها أصبحت جزءًا لا يمحى من فلسفة سياستها الداخلية، غير أن مشكلة قطر الخطيرة بدأت منذ أن خلع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والده في عام 1994، وهذا المنقلب هو والد الحاكم الحالي لقطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ولفت إلى أن قطر لم تحاول فقط كسر لعنة الانقلابات الوشيكة والصراعات السياسية الداخلية، ولكنها تحاول أيضا تصدير هذه الممارسة إلى البلدان المجاورة في المنطقة، وهذا من شأنه، في رأيهم (حكام قطر) أن يصنع مكانة أقوى لدولة قطر، فضلًا عن وسيلة للحصول على نفوذ سيتيح للبيت السياسي القطري نفوذًا أكبر.
وذكر أن "قطر راهنت على نجاح من يسمون بالإسلاميين في العالم العربي، وقدمت في وقت لاحق دعما مطلقًا لجماعة الإخوان، وفي التسعينيات استغلت الدوحة ضعف وغياب وسائل الإعلام السياسية العربية والنقص في الحضور الإعلامي كفرصة لإطلاق قناة "الجزيرة"، التي عملت بشكل مكثف على تسويقها كمنصة لدعم الشعوب، وهي في الواقع داعمة حصرية للثورات والاضطرابات السياسية من أجل استبدال الأنظمة العربية بحكام من جماعة الإخوان".
ونوه إلى أن "القناة كانت أول منصة لنشر فيديوهات تنظيم القاعدة من العمليات الإرهابية إلى خطب زعماء القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، وأثارت الرأي العام العربي ضد أمريكا، وانتقدت الرياض بشدة لسماحها بوجود قواعد عسكرية أمريكية في السعودية".
وتابع: "وعندما أغلقت القواعد العسكرية الأمريكية في السعودية، أقنعت قطر الأمريكيين بإنشاء قواعدهم في قطر، ومنذ ذلك الحين، زادت قطر من وتيرة دعم من يسمون الإسلاميين والجهات الفاعلة غير الحكومية في المنطقة. وعلى هذا النحو، سعت قطر لتسويق نفسها إلى الأمريكيين كوسيط بين أمريكا وهذه المنظمات".
وأردف: "في الوقت الراهن، وبعد فشل مخطط قطر في مصر عقب سقوط الرئيس المخلوع محمد مرسي، واصلت قطر تقديم الدعم المباشر إلى جماعة الإخوان في مصر والجماعات المسلحة في سيناء، وكذلك حماس".
وزاد بالقول: "من المعروف أيضا أن قطر تدعم (جبهة النصرة) التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، التي لا تصنفها منظمة إرهابية، كما حاولت تسويق الجماعة بعد أن غيرت اسمها إلى (جبهة فتح الشام)، واستضافت زعيمها على قناة الجزيرة، وبدعم قطر لهذا الفصيل الخطير، عرقلت الجهود الأمريكية لتوحيد المعارضة المعتدلة في سوريا".
وفي ليبيا، قدمت قطر دعما ماليًا ودعائيًا كبيرًا لميليشيات الفجر التابعة لجماعة الإخوان؛ الأمر الذي أحبط بدوره جميع الجهود السياسية لإيجاد حل في ليبيا، حسب الأنصاري.
وقد أعربت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن قلقها من خلال وزارة الخزانة الأمريكية والمؤسسات الأمريكية الأخرى فيما يتعلق بتمويل الإرهاب في قطر.
وفي الواقع، أعرب وكيل وزارة الخارجية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية السابق ديفيد كوهين عن اعتقاده بأن شبكات التمويل الخاصة في قطر "تعتمد بشكل متزايد على وسائل الإعلام الاجتماعي لجمع تبرعات للإرهابيين والتواصل مع كل من المانحين والمتلقين المتطرفين في ساحة المعركة"، مما يجعل البلاد "بيئة تمويل إرهابية متساهلة".
كما قدم السيناتور الجمهوري مارك كيرك التماسا إلى وزير الخزانة السابق جاكوب ليو مع رسالة أعرب فيها عن قلقه الشديد بشأن "البيئة القطرية المتساهلة لتمويل الإرهاب".
ومضى قائلا: "من الواضح أن الإدارة الأمريكية الحالية لديها موقف ثابت تجاه الجهات الفاعلة غير الحكومية والميليشيات، وهذا يتناقض تماما مع إدارة أوباما التي فشلت في مواجهة أي منظمة متطرفة ترعاها قطر أو إيران".
واختتم بالقول: "نحن بحاجة إلى التحلي بالصبر ونرى كيف ستتعامل واشنطن مع قطر، ففكرة أن الطائرات الأمريكية ستعمل من قاعدة العديد الجوية في قطر لقصف القاعدة مباشرة، وهي منظمة إرهابية لا تزال تدعمها قطر، أمر محير تماما. وستكشف الأيام القادمة عن مدى الضغط الذي ستضطلع به واشنطن على الدوحة".