الخوف من الفضيحة.. سر التمسك القطري بمالك سان جيرمان

تمسك قطر بالإبقاء على عرابها ناصر الخليفي كرئيس لنادي باريس سان جيرمان يثير الجدل في فرنسا.. اقرأ التفاصيل

انتقد مراقبون فرنسيون إصرار قطر على مواصلة ضخ أموال طائلة في مشروعات رياضية بالعاصمة الفرنسية "باريس"، على رأسها نادي باريس سان جيرمان، كمحاولة لغسل السمعة السيئة المرتبطة بتنظيم الحمدين، وإهداره مليارات الدولارات التي يتحملها الشعب القطري وحده.

• الدوحة تهدر مليار دولار من قوت القطريين لتعويض خسائر بي إن سبورت
  

وعبّر هؤلاء المراقبون عن دهشتهم من تمسك أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بـ"عراب الاستثمارات الرياضية" في باريس، ناصر الخليفي، رئيس سان جيرمان، رغم الخسائر الفادحة والفشل الذريع اللذين ألحقهما ببلاده وأموال شعبه.

وبعد أيام من كشف صحيفة فرنسية عن ضخ الدوحة نحو مليار دولار في أقل من عام لإنقاذ مجموعة "بي إن سبورتس"، لحقت بالاستثمارات القطرية في أوروبا خسارة أشد مرارة، بخروج نادي باريس سان جيرمان من دوري أبطال أوروبا؛ بعد السقوط في قبل العاصمة الفرنسية أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي، مما أثار أقاويل عن بيع "تنظيم الحمدين" استثماراته في هذا البلد الأوروبي.

ووفقا لمعلومات حصلت عليها صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية؛ فإن قطر لا تزال تتمسك باستثماراتها الفاشلة في أوروبا، وعلى رأسها نادي باريس سان جيرمان، وفي النهاية يكون هذا الأمر على حساب الشعب القطري.

ونقلت الصحيفة عن جورج مالبرنو، الصحفي الفرنسي المتخصص في الشأن القطري، ومؤلف كتاب "قطر سر الخزائن المغلقة"، قوله إن "الدوحة لن تبيع نادي باريس سان جيرمان.. هذا النادي بالنسبة لهم بمثابة معركة النفوذ".

وأكد مالبرنو أيضا أن تميم بن حمد يعتبر نفسه يعيش في حالة حرب، كما تنتابه مخاوف من انهيار نظامه، وفي هذه الحالة يحاول البحث عن الدعاية والإعلانات لغسل سمعته السيئة واتهامه بتمويل الإرهاب، وذلك عبر الاستثمار في باريس مدينة النور وبرج إيفل.

ولفت مالبرنو إلى أن استمرار قطر في ضخ أموال لحماية استثماراتها الفاشلة في أوروبا يعكس طموحاتها لغسل سمعتها السيئة، مشيرا إلى أن هذا الخداع لم يدم طويلا، إذ عزز إقصاء نادي باريس سان جيرمان من دوري الأبطال هذا الفشل الذي يلاحق الدوحة.

ورغم الخسائر المادية الفادحة التي طالت باريس سان جيرمان، وبطبيعة الحال خزينة الشعب القطري؛ فإن "تميم" لا يؤلمه في كل ذلك سوى فشل ناديه أمام "مانشستر يونايتد"، دون أي اعتبار للمليارات الطائرة، وفقا للصحفي الفرنسي.

سر تمسك تميم بالخليفي

وفيما يتعلق بناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان ومجموعة "بي إن سبورتس"، فقد أعرب محللون عن دهشتهم من سر تمسك أمير قطر بهذا الرجل على الرغم من سلسلة الفشل التي كبدها لبلاده.

وتحت عنوان "على الرغم من غرق قطر.. ناصر الخليفي مستمر"، أشارت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إلى أنه في الوقت الذي غرقت فيه الاستثمارات الرياضية في فرنسا فإن "عراب" هذه الاستثمارات الفاشلة لا يمكن المساس به، موضحة أنه كان من المفترض أن يدفع قادة النادي ثمن هذا الفشل المتوالي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخليفي ليس مجرد رئيس لنادي باريس سان جيرمان، لكنه أيضا رئيس لمجلس إدارة مجموعة "بي إن سبورتس" الإعلامية، والاتحادين الآسيوي والقطري للتنس، وعضو في الهيئات المختلفة لكرة القدم الفرنسية والأوروبية، والمسؤول عن تنظيم مباريات نهائيات كأس العالم لكرة القدم في بلاده، والذي تطوله عدة قضايا فساد ورشوة.

وقال مصدر مقرب من أمير قطر لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية: "الخليفي باقٍ؛ لعلاقته الوطيدة بالأمير، كونه أحد أصدقاء الطفولة".

وأشار المصدر إلى أن التغيير سيطال الفريق الفني للنادي وليس الإداري؛ إذ ستتم التضحية بأنتيرو هنريكي المدير الرياضي للنادي الذي سيدفع ثمن فشل الإدارة.

وأكدت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أن قطر تجلب الحظ السيئ للنادي الباريسي، ويجب فك هذا الارتباط لنهضة بسان جيرمان مجددا.

بدوره، فسّر المحلل الفرنسي المتخصص في الشأن القطري، إيمانويل رزافي، مؤلف كتاب "قطر الحقائق المحظورة"، الذي التقى أمير قطر مرتين، سر علاقة الخليفي بأسرة آل ثاني.

وقال رزافي، في مقابلة مع صحيفة "ليكيب" الفرنسية، إن الهزيمة الساحقة التي تلقاها نادي باريس سان جيرمان كشفت عن أمرين؛ (الأول) صدمة أمير قطر، و(الثاني) ترقب مجموعة من التغييرات، إلا أن الخليفي كان محميا من حملة الإطاحات المرتقبة رغم أنه ليس من دائرة الأسرة الحاكمة في "الدوحة"، ليحظى بهذه المكانة العالية، لكنه تجمعه صداقة حميمة وشخصية بتميم. 

رزافي لفت الانتباه إلى أمر ثانٍ يدفع أمير قطر إلى عدم اتخاذ أي إجراءات، وهو احتمالية توجهه إلى بيع النادي ليعلن بذلك هزيمته رسميا، ويفقد إحدى قواه التي تحسن صورته، بعد اتهامات عالمية له بدعم الإرهاب واحتضان تنظيم الإخوان الإرهابي. 

ولا يزال "تميم" يخشى فك ارتباطه بناصر الخليفي، المتورط في اتهامات فساد بحصول بلاده على تنظيم نهائيات كأس العالم 2022، وكل ذلك يمكن أن ينقلب على أمير قطر نفسه ويزج باسمه في هذه الفضائح.