"ماريان" تحذر من "تحول خطير" في مخططات قطر لتوسيع نفوذها بفرنسا
المجلة الفرنسية قالت إن قطر تخطط لتوسيع نفوذها في فرنسا عبر دعم أحزاب في الانتخابات البلدية المقبلة.
حذّرت صحيفة فرنسية مما عدته "تحولا خطيرا" في استراتيجية قطر من تمويل الجمعيات الأهلية إلى دعم أحزاب تسيطر عليها جماعة الإخوان الإرهابية.
وقالت مجلة "ماريان" الفرنسية إنه قبل نحو شهرين من الانتخابات البلدية الفرنسية، هناك مخاوف من تقدم أحزاب تمولها قطر وتسيطر عليها جماعة الإخوان مثل حزب الاتحاد الديمقراطي لمسلمي فرنسا.
- مجلة فرنسية تحذر: قطر تحاول العبث بالانتخابات البلدية
- لوموند: عزمي بشارة "عراب" الفوضى و"بوق" قطر لزعزعة استقرار المنطقة
وتحت عنوان "خلف القوائم المجتمعية للبلدية.. نفوذ قطر والإخوان"، قالت المجلة الفرنسية إن "نظام القوائم المجتمعية (وهي قوائم تقتصر على عرق أو ديانة) في الانتخابات البلدية، لا سيما قائمة حزب حزب الاتحاد الديمقراطي لمسلمي فرنسا، بمثابة حصان طروادة قطر في فرنسا للانتخابات البلدية 2020".
ونقلت المجلة الفرنسية، عن رجل الأعمال الفرنسي جون بيير مارونجي، السجين السابق لدى الدوحة، الذي احتجز 7 سنوات دون محاكمة، قوله: "نشعر بالقلق إزاء انتشار القوائم المجتمعية للانتخابات البلدية في مارس/آذار المقبل في ظل تقاعس الحكومة الفرنسية عن اتخاذ إجراء لمنع التدخل الخارجي وقوائم الإخوان في فرنسا".
وسبق لرجل الأعمال الفرنسي أن سرد قصته مع النظام القطري في كتابين "الرحلة إلى نهاية الجحيم القطري" و"فرنسي رهينة قطر".
وأشار مارونجي إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سبق وأعلن أمام مؤتمر رؤساء البلديات في فرنسا مؤخرا عزمه فرض حظر على "القوائم المجتمعية" في السياسة وخاصة في الانتخابات البلدية المقبلة.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، دعا أحد الموالين لقطر في مؤتمر لمؤسسة تمولها الدوحة وهي "المركز العربي للبحث والدراسات السياسية في باريس" (كاريب) إلى استخدام المسلمين المقيمين كميزان قوى انتخابي في صناديق الاقتراع، قائلا: "هناك 6 ملايين صوت في متناول أيدينا في القوائم المجتمعية للانتخابات البلدية.
وقالت مجلة "ماريان" إن إحدى القوائم المجتمعية المعنية هي قوائم "الاتحاد الديمقراطي لمسلمي فرنسا" (UDMF) المحسوبة على تنظيم الإخوان، ويصفها مؤسسها نجيب أزرقي بأنها حركة غير طائفية وعلمانية وجمهورية بعمق، ولكنها في حقيقة الأمر إحدى أذرع الجماعة في فرنسا.
وأضافت المجلة الفرنسية أن (UDMF) وضعت لافتات الدعاية على جدران عدد قليل من المدن المستهدفة: مارسيليا، أميان، وليون، وأفينيون، وهي المدن التي يتركز فيها عناصر إخوان فرنسا من بين 50 بلدية في جميع أنحاء البلاد.
وأشارت إلى أنه في بلدية "جار-لي-جيسون" تدعم تلك القائمة شخصية مثيرة للجدل معروفة بقربها لتنظيم الإخوان علناً، من أمثال سامي دبة، وهو من بين المرشحين المفضلين على تلك القائمة.
وتساءلت: "لماذا تستمر السلطات الفرنسية في إنكار هذه الحقائق الواضحة، وترك أيدي القطريين للعبث في المجتمع الفرنسي للتأثير على صنع القرار؟".
وقالت المجلة إن "سامي دبة هو أيضا أحد مؤسسي الائتلاف ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا، وهي مجموعة قريبة الإخوان، وأحد أهم أوجهها طارق رمضان حفيد مؤسس الإخوان المتهم في عدة قضايا اغتصاب، ورجل الدوحة في أوروبا.
وتابعت: "الأسوأ من ذلك أن هذا الائتلاف يسلط الضوء على الدعاية لأفكار الإخوان وفرض قانون مجتمعي يخالف مبادئ الجمهورية الفرنسية، لذا فإن تلك التنظيمات لا تتوافق مع الديمقراطية والعلمانية العميقة والتاريخية للبلاد".
ولفتت المجلة الفرنسية إلى أن معركة النفوذ بدأتها قطر عبر نشر فكر الإخوان في أوروبا الذي يشكل جوهر استراتيجيتها.
وأضافت أن "تلك الاستراتيجية تحولت من مجرد تمويل جمعيات ومؤسسات لأنشطة تتخذ المساعدات الإنسانية ستارا لها إلى أحزاب سياسية رسمية".
وأوضحت أنه "من خلال تقديم أكثر من 50 قائمة مجتمعية في الانتخابات البلدية، يمكن لجماعة الإخوان الوصول إلى المجالس البلدية، وفقا لاستراتيجية فائقة التنظيم، تنتقل قطر من الاقتصاد والرياضة والإعلام إلى المجال السياسي لتوسيع نفوذها على مجتمعنا ومؤسساتنا".
ووفقا للمجلة الفرنسية فإن "الأدلة حول حقيقة ذلك التمويل القطري لا جدال فيها، إذ أطلق المركز العربي للبحث والدراسات السياسية في باريس" الممول مباشرة من منظمة "قطر الخيرية"، نداء للتعبئة الانتخابية؛ الأمر الذي لا يترك أي شك حول نوايا ذلك الحشد.
وأشارت "ماريان" إلى أن "قطر الخيرية" التي تمول حزب الاتحاد الديمقراطي لمسلمي فرنسا، مقربة من حكام الدوحة وتعمل كغطاء إنساني للتمويل في أوروبا، وفي عالم الإسلام السياسي، كما تخضع هذه المنظمة غير الحكومية القطرية للمراقبة من قبل السلطة في المملكة المتحدة، لا سيما بسبب الاشتباه في تمويل الإرهاب.
ووفقاً للمجلة فإن "قطر الخيرية" فرع فرنسا لم تسلم من تلك الشبهات، حيث قُتل موظف سابق في جمعية تدعمها قطر الخيرية على يد قوات مكافحة الإرهاب في فرنسا، بعد أن كان شريكًا في هجوم إرهابي في "كوندي-سور-سارث".
كما أدرج الباحثون في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قطر الخيرية باعتبارها واحدة من الجمعيات الخيرية التي تمول الحركات الإرهابية تحت ستار المساعدات الإنسانية.
ويأتي تحذير المجلة الفرنسية فيما لا تزال قطر تواجه مقاطعة الرباعي العربي (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) بسبب سياساتها في دعم التنظيمات الإرهابية والتدخل في شؤون دول الإقليم.
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز