يكاد الإرهاب بأهواله وشدة تأثيراته البالغة على الأمم والشعوب سواء ما يتعلق بوقائعه السياسية والاجتماعية والإنسانية تميت النفوس وتعطل القلوب.
يكاد الإرهاب بأهواله وشدة تأثيراته البالغة على الأمم والشعوب سواء ما يتعلق بوقائعه السياسية والاجتماعية والإنسانية تميت النفوس وتعطل القلوب وتهز المشاعر وتلتهم روح الحياة لأنه يعكس طبيعة الشر بوقائعه، فالأحداث المؤلمة الدامية تقهر البشرية وتذهل العقل لجسامتها وفداحة خطبها ووقعها المؤثر وما ينجم عن الذين صنعوا الإرهاب واعتادوا حرق الإنسانية والتلذذ بما حرقوه وصنعوه ملطخين أياديهم بدماء الشعوب البريئة.
ضلوع الدوحة في تمويل الجماعات الإرهابية المتطرفة أصبح مكشوفاً في مالي وليبيا وشتى بقاع العالم، وارتكب تنظيم الإخوان أبشع الجرائم بحق الشعب الليبي، حيث يعد الهدف الأساسي للدعم القطري والتركي للتنظيمات الإرهابية في ليبيا هو تفتيت الجيش الوطني الليبي لتسهيل سيطرة الإخوان على البلاد وتنفيذ المخططات الإجرامية وتوسيع معسكرات تدريب الإرهابيين للتحكم بثروات البلاد.
سيبقى أمام الليبيين زمن طويل ليظلوا مستذكرين جريمة قطر في حق وطنهم ودولتهم، وهي جريمة مدانة ألبستها قطر عباءة الدين، وألمعتها بشعارات الديمقراطية الزائفة، فازدانت في عيون السذج، واستفاد منها الخونة والعملاء
وسيبقى أمام الليبيين زمن طويل ليظلوا مستذكرين جريمة قطر في حق وطنهم ودولتهم، وهي جريمة مدانة ألبستها قطر عباءة الدين، وألمعتها بشعارات الديمقراطية الزائفة، فازدانت في عيون السذج، واستفاد منها الخونة والعملاء. غير أن إرادة الشعب الليبي أبت أن تمنحها فرصة العبور إلى التنفيذ الفعلي. فبعد سبع سنوات لا تزال قطر تحلم بالسيطرة على ليبيا، وكلما مرّ يوم كان الفشل إليها أقرب وغايتها أن تكون ليبيا نقطة انطلاق باتجاه دول الشمال الأفريقي.
وفي مالي أصبح الإرهاب القطري واضحاً، وفيما كشفته صحيفة لوكانارد أونشيني الفرنسية في تقرير لها بعنوان صديقتنا قطر تدعم الإرهابيين في مالي، وعن جهاز المخابرات الفرنسية تأكيده أن الدوحة قدمت دعماً عسكرياً ولوجستيا ومالياً كبيراً لجماعات إرهابية متطرفة شمالي مالي، بهدف زعزعة استقرار عدة دول أفريقية تتعارض مصالحها مع الدوحة، كما وجه جهاز المخابرات الفرنسية عدة إنذارات إلى قصر الإليزيه، حول وجود أنشطة دولية مشبوهة تجريها إمارة قطر، وأن الدوحة تقدم سخاءً لا مثيل له في صورة أسلحة لعدة دول أفريقية.
وحذر خبراء فرنسيون متخصصون في قضايا الإرهاب والجماعات المتطرفة من الدور المشبوه لقطر وتنظيم الإخوان في تغذية الإرهاب في أوروبا متهمين قطر بضخ أكثر من مائتين وخمسين مليون دولار سنوياً لتمويل الإرهابيين في عدة دول أوروبية، بما في ذلك تقديم التمويل المادي لمرتزقة الإعلام من جماعة الإخوان الإرهابية واستخدامها لأغراض مشبوهة.
لقد أنفقت قطر خلال الأشهر التسعة الأولى من أزمتها نحو ثمانية مليارات دولار لشراء قوى ضغط وعلاقات عامة داخل واشنطن من أجل تبييض صورتها الموسومة بالإرهاب، فضلاً عن محاولاتها شراء موقف سياسي داعم لها داخل البيت الأبيض والكونجرس.
وامتد دعم الإرهاب في مواقع عديدة من العالم وأحدث تدميراً وإجراماً وهتكاً للبشرية، وعلى الرغم من مواجهته المحدودة عالمياً فإنه يخطط منذ تضييق الخناق عليه للتمدد أكثر في أماكن كثيرة معتمداً على استراتيجية الانسحاب التكتيكي لمصلحة الانتشار في مساحات بديلة وتوظيف آليات مغايرة للتجنيد والاستقطاب، حيث لن تكون هذه مجرد خلايا نائمة بقدر ما هي اندماج كيانات بديلة عبر إقامة تنظيمات أخرى تندرج تحت رايته وتسير على نهج التنظيم الأكبر. لقد شكّلت هذه العناصر تنظيمات تحت أسماء عدة كتنظيم الرايات البيضاء وأنصار البخاري وأنصار الفرقان وهي تنظيمات من المتوقع أن تكون الوريث الشرعي لتنظيم داعش.
وثمة حالات كثيرة من انضمام عناصر أحدها إلى صفوف الآخر ولكن هزيمتهم في ساحات القتال دفعتهم إلى البحث عن أماكن جديدة لمواصلة اعتداءاتهم الإرهابية وتوسيع رقعة انتشارهم. وجرى رصد انتقال مسلحين إلى دول أوروبية وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وذلك ليتم تجهيز ميدان جديد للإرهابيين في القارة السمراء والدلائل تشير إلى انتشار ستين تنظيماً وجماعة إرهابية بدءاً من ليبيا وتونس وسيناء والجزائر إلى الصومال وكينيا ودول الغرب الأفريقي.
لا بد أن تسقط وتنهار مشاريع التنظيمات الإرهابية من خلال نشر الوعي لدى المجتمعات البشرية وبذل الجهود لمنع انتشار الفكر المتطرف باعتبار أن الإرهاب عابر للحدود واستئصال جذوره نهائياً يتطلب تحديد مصدر العنف ومتجاوزي القانون في العالم وتحديد الأسباب الأساسية لتوليدها إن كانت عرقية أو دينية أو اجتماعية، وتوجيه الحكومات بفاعلية للحد من تهديدات المتطرفين وتطوير الأدوات التي تضمن العدالة والسلام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة