قطر بدأت علاقاتها بإسرائيل بعد مؤتمر مدريد وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة وقتها شمعون بيريز بعد زيارة لقطر عام 1996م.
بدأت قطر علاقاتها بإسرائيل بعد مؤتمر مدريد وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة وقتها شمعون بيريز بعد زيارة لقطر عام 1996م، وافتتاحه المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.
ماذا تبتغي قطر من ألاعيبها مع دويلة الغدر والعدوان؟ وهل بإمكانها أن تقف في وجه الإرادة الشعبية الرافضة لكل مشاريع التصفية؟ أو ليست أي حوارات أو مفاوضات في غزة حول الأوضاع الإنسانية والاقتصادية المشبوهة والمشكوك فيها إلا تخاذلاً يسهم في تمرير المخطط العنصري الإسرائيلي؟
الاستراتيجية القديمة الجديدة لإمارة قطر هي تطوير العلاقات مع إدارة ترامب عن طريق اللوبي اليهودي في أمريكا ودعواتها المتواصلة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ويلتقي المسؤولون القطريون زعماء الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة الذين لهم علاقات قوية مع إدارة ترامب لتحسين صورتها، باعتبارها الداعم الأساسي والفعال للإرهابيين في العديد من الدول العربية.
الضغط القطري على الفصائل الفلسطينية للقبول بصفقة القرن من خلال فرض ما تمليه الحكومة الإسرائيلية من شروط لتسويق هذه الصفقة ودون أية اعتبارات للمصلحة الفلسطينية وكأنها الوصي على القطاع، سواء كانت بمساهمتها في إعادة إعمار القطاع أو المفاوض الأساسي في تمرير هذه الصفقة، وهي مشروع كمثل بقية الصفقات والمشاريع السابقة الهدامة، كمشروع بيريز للشرق الأوسط الجديد ومشروع رايس في الفوضى الخلاقة، ويأتي في غمرة ما ينتاب المنطقة من تحديات وانهيارات ودعم للتنظيمات الإرهابية، وتجسد التحرك القطري المشبوه للاستثمار فيه على أنه ربيع وثورة لكنه مشروع يستند على عمليات تهديم وتخريب في المنطقة.
وتبدو التدخلات القطرية واضحة وجلية في المحادثات المباشرة بينها وبين حماس والجانب الإسرائيلي لفرض "صفقة القرن"، مما أغضب الفصائل الفلسطينية التي أكدت أن الدوحة تتحرك لحسم الصراع بالطريقة التي تطرحها واشنطن وتل أبيب، ورعاية قطر لهذه الصفقة تحت شماعة الأوضاع الإنسانية في غزة باتت تكشف عن نوايا خطيرة تكمن بفصل غزة عن التراب الوطني الفلسطيني، وتحرك قطر في هذا الإطار مشكوك فيه وفي وقت بدا واضحاً رفض الدول العربية والقيادة الفلسطينية لكل ما كانت تطرحه الإدارة الأمريكية.
إجماع بين القادة العرب -وفي المقدمة منهم مصر والأردن والإمارات والسعودية- على أمر واحد ألا وهو التمسك بدولة فلسطينية عاصمتها القدس، في حين أن الدوحة بسلوكها المسالك المشبوهة لها رأي في ضرورة إحياء الصفقة عبر مفاوضات لإحداث شرخ في الأجواء العربية، ومن ثم التواطؤ والسير في ركب تسويق صفقة الذل دون الاكتراث بدماء الفلسطينيين التي هي أغلى من كل المشاريع التي تعمل الدوحة على تنفيذها في القطاع، والهدف القطري الدخول من البوابة الإنسانية والاقتصادية لكسب الود الأمريكي والإسرائيلي في ظل العزلة والقطيعة التي تعيشها قطر على المستوى السياسي والدولي.
مباحثات حماس مع الاحتلال تحت شماعة الأوضاع الإنسانية تحمل في طياتها نوايا خطيرة تفضي إلى فصل غزة عن التراب الوطني الفلسطيني، وينبغي النظر بقلق وخطورة إلى كل ما يشاع حول انخراط حماس مباشرة أو غير مباشرة في محادثات مع إسرائيل ومع الإدارة الأمريكية حول الأوضاع الإنسانية في القطاع، لأن هذا خروج عن الصف الوطني، في اللحظة التي تتكاتف فيها الجهود من أجل إفشال الصفقات المشبوهة.
فماذا تبتغي قطر من ألاعيبها مع دويلة الغدر والعدوان؟ وهل بإمكانها أن تقف في وجه الإرادة الشعبية الرافضة لكل مشاريع التصفية؟ أو ليست أي حوارات أو مفاوضات في غزة حول الأوضاع الإنسانية والاقتصادية المشبوهة والمشكوك فيها إلا تخاذلاً يسهم في تمرير المخطط العنصري الإسرائيلي؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة