لا يولي نظام الدوحة أي اهتمام لشعبه عندما يتعلق الأمر بعلاقته مع الإرهاب، فهو مستعد لتبديد ثروة القطريين، والإبقاء على عزلة بلادهم.
لا يولي نظام الدوحة أي اهتمام لشعبه عندما يتعلق الأمر بعلاقته مع الإرهاب، فهو مستعد لتبديد ثروة القطريين، والإبقاء على عزلة بلادهم، والمغامرة بمستقبل أبنائهم، والدفع بهم إلى حالة المشتبه بهم حيثما حلوا، مقابل ألا يتخلى عن الجماعات الإرهابية التي يعتبرها أقرب إليه من أبناء وطنه.
مشكلة نظام الدوحة الأساسية تكمن في أن رأسه يعاني من مرض الوُهام الذي يعرفه علم النفس بأنه اضطراب عام في التفكير، ويتسم باعتقاد ثابت خاطئ لا يتزعزع حتى لو اعتقد الآخرون من حوله خلاف ذلك، أو برزت له أدلة دامغة تنفي ذلك
فتنظيم الحمدين، يعتقد أن مشروعه أكبر من قطر وشعب قطر، وهو مشروع عابر للحدود، يطمح إلى إسقاط أنظمة وتدمير دول وتمزيق مجتمعات، والى التحكم في مصائر شعوب، عبر دعم المليشيات المسلحة والعصابات الخارجة عن القانون والجماعات الإرهابية، معتقداً أنه قادر على تغيير المنطقة والعالم، وعلى تحقيق أهدافه بالسيطرة على بلاد العرب والمسلمين، وغزو أوروبا، وخنق القرار الأمريكي، واختراق الدب الصيني، اعتماداً على مرتزقته المنتشرين في أكثر من 120 بلدا، وعلى مقولة حمد بن جاسم آل ثاني، بأن لا أحد لا يُشترى، ولكن لكلّ ثمنه.
ولذلك لا يهتم تنظيم الحمدين بتبذير عشرات مليارات الدولارات من ثروات شعبه، في عقد الصفقات، وتمويل الجماعات، وتوزيع الاستثمارات، وشراء الضمائر، وتحييد المواقف، ولا يعني له شيئا أن يستمر في مغامراته الصبيانية عبر القارات، طالما أنه لا يقيم وزناً لشعبه، ولا يحترم إرادة مواطنيه، ولا يستمع إلا لأصوات المحيطين به من مختلف الجنسيات، أولئك الذين يدفعونه إلى الهاوية، ويتصرفون في قراره وكأنهم أعيان ووجهاء قطر لا دعاة الإرهاب وجواسيس الشرق والغرب وسدنة معابد القتل وسفك الدماء.
إن مشكلة نظام الدوحة الأساسية تكمن في أن رأسه يعاني من مرض الوُهام الذي يعرفه علم النفس بأنه اضطراب عام في التفكير، ويتسم باعتقاد ثابت خاطئ لا يتزعزع حتى لو اعتقد الآخرون من حوله خلاف ذلك، أو برزت له أدلة دامغة تنفي ذلك. وهو اعتقاد راسخ في نفس المريض، يتصف بأنه زائف أو خيالي أو مبني على الخداع، وما حدده كارل جاسبارس قبل 100 عام بسوء الفهم غير القابل للتصحيح والذي لا أمل في تصحيح اعوجاجه (أي لا يتغير بالمناقشة أو الدليل اللذين يتصفان بقوة الحجة ويهدفان إلى تصديق الشخص المصاب بالوهم بعكس ما يعتقده).
لذلك، فإن هذا النظام، يتشبث بالوهم، معتقدا أنه كلما تمسك بأخطائه كان مؤثراً وفاعلاً وقادراً على تجاوز حجمه، وهو لا يستمع إلى النصح والإرشاد خصوصاً عندما يأتيان من أعيان ووجهاء وخبراء ومفكري بلده، وإنما يستمع إلى أباطيل وأكاذيب وتهويمات الإرهابيين والاستغلاليين والمرتزقة ممن يحدثونه بما يحب ولو كذباً، حتى ليحسب أنه المهيأ لحكم العرب وخلافة المسلمين وتسيير العالم وفق هواه، فإذا به يتطاول على الكبار، ويتحدى الأقوياء، ويبدد ثروة شعبه من أجل الاستمرار في غيّه عامهاً، غير مدرك أن القادة الحكماء يراهنون على شعوبهم أولا وأخيرا، أما المراهنة على الإرهاب فلا تقود إلا إلى الخراب، والاستقواء بالغرباء ليس من ورائه رجاء.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة