تفاصيل خطة قطر لمنع الاحتجاجات الفلسطينية على فتح سفارة أمريكا بالقدس
الوسيط الإسرائيلي قال إن الرسالة القطرية كان مفادها أنه يمكن منع ما وصفه بـ"أعمال شغب" محتملة يوم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس
كشف التلفزيون الإسرائيلي عن خطة أعدتها قطر كانت تهدف من ورائها إلى منع الفلسطينيين من الاحتجاج في يوم افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس.
- لماذا التقى سفير قطر العمادي بمسؤولة إسرائيلية في فندق بالقدس؟
- "العين الإخبارية" تكشف تمويل قطر لإسرائيلي دعا لدولة فلسطينية بسيناء
وأكدت القناة الإسرائيلية العاشرة أن قطر كانت تضغط بكل السبل لإقناع تل أبيب بخطتها، مرة عن طريق اقتراح مكتوب قدمه وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومرة أخرى عندما حاول تميم بن حمد، أمير قطر، ووزير خارجيته الاتصال هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقناعه.
وأشارت القناة إلى أن نتنياهو رفض التواصل معهما كما أن الحكومة الإسرائيلية رفضت تلقي الاقتراح المكتوب الذي قدمه وزير خارجية قطر.
وأضافت القناة العاشرة أن "وزير خارجية قطر حاول إرسال الرسالة في شهر مايو/أيار الماضي، من خلال وسيطين، لكن مستشاري نتنياهو رفضوا لقاءهما، ولم يتم الكشف عن الرسالة قط".
وكشفت القناة أن "الوسيطين هما رجل الأعمال اليهودي الفرنسي فيليب سولومون، والحاخام أفراهام مويال، وهما قريبان من وزير الخارجية القطري وأمير قطر".
وتابعت: "في أبريل/نيسان، طلب سولومون ومويال من سفير إسرائيل في اليونسكو في ذلك الوقت، كرمل شاما-هاكوهن، أن يجتمعا معه على وجه السرعة لإطلاعه على اجتماع عقداه في نفس اليوم في باريس مع وزير الخارجية القطري".
وأضافت القناة أن "شاما -هاكوهن أخبر الوسيطين في اجتماع باريس بأن القطريين يعتقدون أن حماس تخطط لشيء كبير في غزة يوم افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في 14 مايو/أيار وأن القطريين يريدون محاولة منعها من القيام بمخططها".
وقال هاكوهن: "لقد كنا قبل بضعة أيام من افتتاح السفارة الأمريكية وكنا نتوقع أعمال شغب وسفك دماء، وقد كانت الرسالة القطرية مفادها أننا يمكن أن نمنع أعمال الشغب".
وبحسب القناة الإسرائيلية، "نقل شاما هاكوهن الرسالة إلى وزارة الخارجية وإلى مكتب رئيس الوزراء، وتلقى تعليمات بمواصلة الاتصالات مع سولومون ومويال، وفي مرحلة معينة، نقل القطريون رسالة مفادها أنهم يريدون إجراء محادثة هاتفية بين وزير الخارجية القطري أو أمير قطر مع نتنياهو من أجل تقديم الاقتراح. ولكن مكتب رئيس الوزراء طلب الحصول على الاقتراح في وثيقة رسمية".
وأضافت: "في نهاية شهر أبريل/نيسان، انتقل شاما-هاكوهن إلى الوسيطين، اللذين كانا في تشاد في ذلك الوقت، وسألهما عما إذا كان بإمكانهما السفر إلى الدوحة وجلب الاقتراح مكتوبا. فأقلعا إلى قطر وهناك التقيا مع وزير خارجيتها في الأول من مايو/أيار".
وتابعت: "بعد يوم واحد فقط من زيارة الدوحة، هبط سولومون ومويال على متن طائرة خاصة في مطار بن جوريون الدولي في إسرائيل يحملان رسالة من وزير الخارجية القطري لنتنياهو".
واستطردت القناة الإسرائيلية: "طرح وزير الخارجية القطري اقتراحا لتهدئة الوضع في غزة كتابة وأن يتم توجيه رسالة بهذا الشأن إلى كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جارد كوشنير واشترط تلقي الضوء الأخضر من نتنياهو قبل تمرير الاقتراح إلى البيت الأبيض".
وأشارت إلى أن " السفير شاما هاكوهن وصل من باريس في عجلة من أمره واجتمع مع مويال وسولومون على مدرج مطار بن جوريون وأخبراه بالرسالة التي وقعها وزير الخارجية القطري على أن يتم تمرير الرسالة فقط لرئيس الوزراء نتنياهو".
واستنادا إلى القناة الإسرائيلية فإن "وزير الخارجية القطري زعم أنه حصل على موافقة جميع الفصائل في غزة لوقف العنف مقابل خطة لتحسين البنية التحتية والكهرباء والصرف الصحي في قطاع غزة، فضلاً عن إقامة بنية تحتية تجارية في شكل ميناء أو مطار في غزة. واقترح بدء مفاوضات سرية حول هذا الموضوع".
وأوضحت القناة أن "مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تحقّق من الرسالة التي أوصلها الوسيطان، وحقيقة أن الوسيطين قريبان من القيادة القطرية. وكانت إحدى الشهادات التي جلبها الحاخام مويال هي صورة مع وزير الخارجية القطري في منزله بالدوحة".
وأضافت: "كان الشخص المسؤول عن الاتصال بمكتب نتنياهو هو رجل يدعى ماعوز، وهو أحد رجال الأمن في جهاز المخابرات الشاباك وعمل مساعدا لمستشار الأمن القومي مئير بن شابات للعلاقات الدبلوماسية الخاصة، وكان على صلة بهذه العملية منذ البداية إلى نهايتها".
وتابعت: "في الخامس من مايو/أيار، بعد يومين من وصول الوسيطين إلى إسرائيل بالرسالة، التقى ماعوز الحاخام مويال وشاما هاكوهين في فندق في القدس، واستمر الاجتماع 3 ساعات ولكن انتهى إلى طريق مسدود".
وأشارت إلى أن "الخلاف الذي أدى إلى فشل الاجتماع تمثل في أن ماعوز، ممثل مستشار الأمن القومي، أصر على رؤية الرسالة بأم عينيه، ومن جهته، أصر الحاخام مويال على أن القطريين طلبوا منه تمرير الرسالة إلى نتنياهو فقط، وأنه لا يريد خيانة الثقة التي منحوه إياها".
وأشارت القناة إلى أن "شاما هاكوهن أكد أن ماعوز، مستشار الأمن القومي مئير بن شابات وغيره من مستشاري نتنياهو رفضوا تخفيف شروطهم ورفضوا ترتيب لقاء مع نتنياهو لتمرير الرسالة. وأحد الأسباب هو أن رئيس الوزراء لا يلتقي مع أفراد عاديين لينقلوا له اقتراحات من دول أخرى".
وأوضحت القناة الإسرائيلية، في النهاية، أنه في "8 مايو/أيار، غادر الحاخام مويال إسرائيل، دون أن يتم نقل الرسالة إلى نتنياهو، وبعد أسبوع، افتتحت السفارة الأمريكية، ووقعت احتجاجات واشتباكات".