باحث أمريكي يتوقع مصير قطر: "اللعب على الحبال" نهايته السقوط
باحث أمريكي حذر الدوحة من نهاية محتومة جراء سياسة اللعب على أكثر من حبل في ظل حرصها على استرضاء 3 دول تشوب علاقاتها توترات.
حذر باحث أمريكي النظام القطري من السقوط جراء سياسة "اللعب على أكثر من حبل"، في ظل حرصها على استرضاء 3 دول تشوب علاقاتها توترات تتراوح بين خلافات المصالح والتناقضات الاستراتيجية.
وقال حسين إيبش، وهو كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربي (مقره واشنطن)، إن زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لواشنطن مؤخرا ولقاءه الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض أحدث مؤشر على المخاطر الكبيرة عالية الحساسة في السياسة الدولية.
وأشار في مقال رأي نشرته وكالة بلومبرج الأمريكية إلى أنها بعد مقاطعتها من جيرانها تقوم الدوحة وعلى نحو غير مناسب بموازنة صداقاتها مع القوى المتنافسة الثلاث في الشرق الأوسط: الولايات المتحدة وتركيا وإيران.
ولفت إلى أن السعودية والإمارات ومصر والبحرين تقاطع الدوحة، في ظل رعاية الإمارة الصغيرة للجماعات المتطرفة، وتنظيم الإخوان.
ونوه بأن قطر لم تغير سياساتها بعد المقاطعة، لكنها تعتمد أكثر على دعم القوى الإقليمية، وتعرض عليها مكاسب في المقابل.
وأوضح أن العلاقة الرئيسية لأمن قطر هي التي تربطها بواشنطن، حيث تتركز هذه الشراكة في قاعدة "العديد" الجوية في الدوحة، التي تستضيف 10 آلاف جندي أمريكي ومقر عمليات القيادة المركزية الأمريكية.
ووفقا للكاتب، حرص القطريون على جلب الجيش الأمريكي إلى بلادهم من أجل أمنهم الخاص، حيث إنهم لم يمولوا فقط القاعدة وشيدوها، بل منحوا الولايات المتحدة سلطة قضائية خارج حدودها، ما سمح لها بالعمل كإقليم تحت سيادة الولايات المتحدة.
وخلال زيارته إلى واشنطن، قيل إن الأمير تميم عرض أن يكون وسيطا مع إيران، لكن الولايات المتحدة لم تبدِ اهتماما بعرضه، لأنها تريد تطبيق مزيد من العقوبات على دولة تعتبرها مارقة.
وأكد أن هذا يتزامن مع تصاعد التوترات والشقاق العميق بين الولايات المتحدة والشريك الرئيسي الآخر لقطر "تركيا" في ظل جهود الأخيرة لشراء منظومة الدفاع الصاروخي "إس-400" الروسية ومحاولات أنقرة لتأكيد نفسها كقوة رئيسية في الشرق الأوسط.
واعتبر أن ما يدعو للسخرية هو أن الدوحة هي الشريك الرئيسي لتركيا في هذا الجهد، لأن البلدين هما المؤسسان لتحالف يدعم بشكل أساسي الجماعات المتطرفة، خاصة جماعة "الإخوان".
وأشار إلى أنه حتى الآن فضلت الولايات المتحدة تجاهل هذا الجانب من أجندة قطر الإقليمية، ولكن إذا استمرت تركيا في صعودها الإقليمي فقد لا يستمر ذلك.
غير أن التناقض يتجلّى في أقوى صوره مع الحليف الثالث في الشرق الأوسط "إيران" التي تحرص قطر على الحفاظ على علاقات جيدة معها، حيث يأتي معظم دخلها تقريباً من حقل للغاز الطبيعي تشترك فيه مع إيران، التي تعمد الدوحة على مجالها الجوي منذ بدء المقاطعة.
واستدرك بالقول إنه على الرغم من المقاطعة، تم إدراج قطر في "الاجتماعات الطارئة" لمجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والإسلامية التي نظمتها الرياض في 30 مايو/أيار مع اشتعال المواجهة مع إيران.
لكن في اليوم التالي، تراجعت الدوحة مؤكدة تعميق الانقسامات مع جيرانها، لكن من المؤكد أنها كانت تعمل على إرضاء طهران.
وارتأى أن الدوحة تعمل جاهدة لاسترضاء شركائها الأمريكيين والأتراك وأصدقائها في طهران، وتحقيق التوازن بين هذه العلاقات الحساسة، وكأنها لاعب سيرك يسير فوق حبل مشدود، ولا توجد أسفله شباك حماية.
وأردف: إذا وصل الأمر بين اثنين من كبار شركاء قطر الثلاثة إلى حد تسديد الضربات، ربما تواجه الدوحة سقوطا طويلا وصعبا.
aXA6IDMuMTUuMTQzLjE4IA== جزيرة ام اند امز