من المخزي أن تمتهن قطر وإعلامها الكذب والتلون والرشوة والتزوير والتحريض والتآمر وتزييف الحقائق
كنت قد قدمت في وقت سابق مقالاً عن تعامل الإعلام القطري مع أزمة قطع العلاقات، حيث ذكرت أن الاستراتيجية الإعلامية القطرية أو ما يطلق عليه بإعلام الظل في أزمة المقاطعة التي يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل، وكل مرحلة لها أهدافها وأسبابها، وأن المرحلة الأولى هي مرحلة الصمت، حيث كانت مع بدء إعلان المقاطعة فقد كانت تُعبّر عن الصدمة التي كانوا عليها، في ظل ثورة إعلامية شعبية كاملة أسقطتهم من الجولة الأولى، لهذا التزموا الصمت في هذه المرحلة وكأن الأمر لم يكن، ثم انطلقت المرحلة الثانية بمحاولة الاحتواء والتبرير وتبسيط الأمور والدعوة إلى وحدة الصف الخليجي والعربي وأهمية ذلك مع استقطاب المؤيدين والتابعين لهم بهدف العمل على استعادة التوازن، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الهجوم والمناوشة وبث الأكاذيب والأخبار الملفقة، وقد انطلقت بعد أن أدركت السلطات القطرية أنه قد كُشف أمرها وليس هناك شيء يخفى من الخداع والمؤامرة والحقد الدفين، فجاهر "نظام الحمدين" بمعصيته وجرائمه وأخرج ما يخفيه من خُبث بالتعاون مع الإعلام الإخونجي والإيراني، بحملات قوية لتشوية سمعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر مع التركيز أكثر على السعودية معنونة بكثير من التزوير والكذب والافتراء.
إن من يتابع المشهد يجد أن الدول المقاطعة تتعرض حالياً لأسوأ حملة تشويه وإساءة في تاريخها وبالذات السعودية، فمنذ أحداث 11سبتمبر لم ولن تتعرض السعودية لحملة تشويه كما يحدث الآن.
قطر الآن تعمل بأقصى طاقتها في حروب التعبئة الإعلامية وتشتيت الأنظار عن جوهر وأساس المشكلة إلى هوامشها، يساعدها في ذلك خبرتها في الحروب الإعلامية، بالإضافة إلى جيش عريض من الأنصار من جماعة الإخوان وأذناب إيران والحرس الثوري وبعض اليساريين.
لقد اجتمع الأعداء والحاقدون والمتآمرون في خندق واحد لمحاولة زعزعة استقرار وأمن السعودية بكل الأساليب الممكنة وغير الممكنة، والمشروعة وغير المشروعة، بحملات مركزة ومقننة تم التخطيط لها بكل خبث ومكر.
قطر الآن تعمل بأقصى طاقتها في حروب التعبئة الإعلامية وتشتيت الأنظار عن جوهر وأساس المشكلة إلى هوامشها، يساعدها في ذلك خبرتها في الحروب الإعلامية، بالإضافة إلى جيش عريض من الأنصار من جماعة الإخوان وأذناب إيران والحرس الثوري وبعض اليساريين، ليس حباً في قطر بقدر ما هو كره للسعودية والإمارات ومصر والبحرين .
من المخزي أن تمتهن قطر وإعلامها الكذب والتلون والرشوة والتزوير والتحريض والتآمر وتزييف الحقائق، سمات وصفات لا تدل على الشهامة والعروبة وبالتأكيد الإسلام، فهي لم تبق شيئا لم تقم به ضد جيرانها في حالة سُعار عجيبة !
ربما تعتبر قطر أن هذه السلوكيات المتهورة والهمجية مكسب لها، وأداة ضغط تستغلها لإثبات قوتها وهيبتها، لكن في المقابل فإن هذا السلوك البشع من السلطات القطرية بلغ أشده، فهذه السياسة القطرية مع جيرانها انكشفت في أزمة عزلتها بشكل معلن، ولم يعد هناك ما قد يقال في الخفاء، فهي ترى أن مواردها وثرواتها الضخمة تسمح لها بأن تواصل سياستها العدائية، وألا تعير المفاهيم السياسية والاجتماعية أي اعتبار، متوهمة أن المال القطري دائماً قادر على شراء ما تشاء، فالمال يستطيع شراء أشياء كثيرة، لكنه لا يشتري الهيبة والاحترام والتقدير، وكأنها تنسى أو تتناسى أن الثروة قد تزول بقدرة قادر ؟!
لقد سخّرت قطر أموالها وإعلامها ودبلوماسييها بتأليب الرأي العام العالمي والمنظمات الحقوقية ووسطاء وممثلي دول وشخصيات نافذة، وصحف وقنوات عالمية، أو من خلال إنشاء ودعم منظمات للهجوم على السعودية وبقية الدول المقاطعة بتكثيف الشكاوى والدعاوى، ثم بترويج الإشاعات باستغلال بعض الأحداث للدخول منها وتهويلها .
الأمثلة على ذلك كثيرة كترويج وجود مجازر في اليمن وفي العوامية وفِي سيناء وفِي البحرين أو من خلال الشكاوى للمنظمات العالمية كمنظمة التجارة العالمية ومنظمة الطيران المدني إيكاو أو من خلال تسييس الحج، أو من خلال زرع الفتن داخل الوطن بتفعيل الهاشتاقات المسيئة، مع ادعاء المظلومية والحصار في كل الدول الغربية، أو من خلال الإساءة والتشويه لكبار المسؤولين السعوديين، حتى وصلت إلى هيئة كبار العلماء ومفتي المملكة وأئمة الحرم للأسف .
لا شك أن الدوحة هي مركز التمويل والدعم الإعلامي لكل الفوضى التي حصلت في ديارنا منذ عقدين تقريباً، بالتعاون مع إيران الخمينية وجماعة الإخوان.
يعلم الجميع كيف أن أوطاننا مستهدفة وتحاك ضدها المؤامرت، فهي الآن تحتاجنا للتصدي للحملات المغرضة بالتلاحم مع قياداتنا، ثم الابتعاد عن التهم والتخوين والعراك والمهاترات الداخلية التي لا تغني ولا تسمن من جوع، حتى أصبح المجتمع هو الضحية نتيجة تفرغ إعلامنا للشأن الداخلي وترك المسؤولية الأهم وهي الدفاع عن قضايا الوطن .
وفِي النهاية لابد من التأكيد بأن كل المحاولات القطرية التي تعاني منذ عشرين عاما من السُعار (مرض فيروسي حيواني) ضد جيرانها، قد فشلت وستفشل لأنها على باطل وفِي نفس الوقت لثقتي بقوة وبحكمة ورزانة حكوماتنا القادرة على وضع الأمور في نصابها الصحيح.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة