ذباب قطر ومعاهدة السلام.. افتراءات متواصلة وفشل مستمر
الشيخ عبدالله بن زايد وجه صفعة قوية مباشرة لحملة الافتراءات بتأكيده أمام العالم كله أنه تم الاتفاق على وقف ضم أراضي فلسطينية.
مع كل خطوة إماراتية ناجحة في طريق السلام منذ توقيع المعاهدة مع إسرائيل، تتزايد أكاذيب وافتراءات قطر وذبابها الإلكتروني وإعلاميو تنظيم "الحمدين"، محاولين وأد عملية السلام في مهدها.
وظهر هذا جليا في الهجوم الذي شنه ذباب قطر الإلكتروني عقب الإعلان عن المعاهدة في 13 أغسطس/ آب الماضي، والمزاعم التي روجتها الدوحة وإعلامها وعلى رأسه "الجزيرة" وذبابها الإلكتروني أن المعاهدة لم تتضمن الاتفاق على وقف إسرائيل ضم أراضي فلسطينية.
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإمارات، وجه صفعة قوية مباشرة لتلك الحملة وكشف كذبها، في كلمته خلال التوقيع على المعاهدة في 15 سبتمبر/ أيلول الجاري.
وزير الخارجية الإماراتي التفت إلى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ووجه حديثه إليه مباشرة، مؤكدا أمام العالم كله أنه تم الاتفاق على وقف ضم أراضي فلسطينية.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد: "أتوجه بالشكر إلى رئيس وزراء دولة إسرائيل بنيامين نتنياهو، على وقف ضم الأراضي الفلسطينية مما يعزز إرادتنا المجتمعة لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة".
وخلال الكلمة ذاتها أكد أهمية تلك المعاهدة في استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة، قائلا:" بالنسبة لنا في دولة الإمارات، فإن هذه المعاهدة ستمكننا من الوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتحقيق آماله في دولة مستقلة ضمن منطقة مستقرة مزدهرة".
تحريف تصريحات الحمادي
الأمر عينه تكرر مجددا تلك الأيام بشن حملة افتراءات ضد محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة الرؤية ورئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية بدبي، على خلفية تصريحات في ندوة قبل أيام شارك فيها صحفيين إسرائيليين وعرب عبر تقنية الاتصال المرئي بعنوان "دور الإعلام في تعزيز السلام بالمنطقة".
وتم اجتزاء تصريحات الحمادي من الندوة وتحريفها وإخراجها من سياقها، ثم تعميم تلك الافتراءات على أهداف المعاهدة، والتشكيك فيها، بعد فشل المحاولة السابقة.
الحمادي أكد خلال الندوة أن الصورة النمطية لدى الإسرائيلي في ذهن المواطن العربي إنه يقتل الفلسطيني، وبين أن تلك الصورة التي عملت عليها قناة "الجزيرة" لسنوات طويلة تحتاج لتغيير حتى تسير معاهدة السلام قدما نحو الأمام.
شجاعة إماراتية
دعوة صريحة وصادقة وجريئة وشجاعة من الحمادي للإسرائيليين بتغيير ممارساتهم ووقف أي ظلم يقع على الفلسطينيين لبدء صفحة جديدة شاملة تؤسس لسلام مستدام.
دعوة وجهها إلى صناع القرار مباشرة في الندوة التي حضرها إلى جانب الإعلاميين الإسرائيليين، وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أوفير أكونيس، ووزير الاتصالات يوعاز هندل، وأوفير غندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
دعوة الحمادي لإسرائيل لتحسين صورتها في الواقع حتى تتغير الصورة النمطية لدى العرب، وهي دعوة تصب قلبا وقالبا في صالح الفلسطينيين بشكل خاص والسلام بشكل عام.
ولكن إعلاميو الحمدين وذبابه الإلكتروني زعموا أن رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية محمد الحمادي يعلن " تبرعه" بالعمل مع "الإسرائيليين" لتغيير الصورة "النمطية" لدى العرب..!، وكأنه يشجع الإسرائيليين على قتل الفلسطينيين، ثم يحاول تحسين صورتهم.. محض فبركة وافتراءات وتحريف لتصريحات الرجل.
سياق دعوة الحمادي يمكن استنتاجه وفهمه مع التعرض لأجزاء أخرى من مداخلته خلال الندوة، حيث أكد الحمادي أن "قضية فلسطين تمس كل إنسان عربي".
وكرر أكثر من مرة أن "خطابنا الإعلامي مع السلام ولكن في نفس الوقت يؤكد على الحق الفلسطيني وحقوق الفلسطينيين".
وشدد على أن السلام ليس نزهة ولكن رحلة طويلة تحتاج إلى عمل مستمر، ليتم تحويل الصراع إلى تكامل حتى يتحقق السلام.
لماذا يهاجمون الإمارات؟
الهجوم على الحمادي يستهدف تشويه الجهد الإماراتي الداعم للسلام والمساند للحقوق الفلسطينية .
ولعبت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها دورا بارزا في دعم الشعب الفلسطيني لمحاولة استرجاع حقوقه المشروعة مستندة إلى سياسة تتسم بالواقعية بعيدا عن استراتيجية الظواهر الصوتية، التي تنتهجها الدول المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
وفيما كانت إسرائيل قاب قوسين أو أدنى خلال الأسابيع الماضية من ضم غور الأردن والمستوطنات بالضفة الغربية وهو ما قدره الفلسطينيون بنحو 30% من مساحة الضفة، الأمر الذي يعني القضاء على أمل إقامة دولة فلسطينية، تدخلت الإمارات بدبلوماسيتها الواقعية لتمنع الضم عبر معاهدة سلام تاريخية مع إسرائيل.
وفيما تواصل الإمارات العمل من أجل نصرة القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني عبر طريق السلام، تكتفي الدوحة بشن حملات تحريضية ضد الإمارات والدول التي تؤيد مواقفها الداعمة للسلام.
المتاجرون بالقضية يحرضون على الإمارات، فقط كونها بدأت تبحث عن حلول عملية، تسهم في نشر الأمن والاستقرار، واستعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة دون تفريط في أي منها.
لم تعلن الإمارات التنازل عن أي من الحقوق الفلسطينية، ولم تدع الفلسطينيين لذلك، ولم تمنع الفلسطينيين أيضا من نيل أي حقوق يطالبون بها، على العكس تماما، نجحت الإمارات، دون أن يطلب منها أحد ومن واقع إحساس قادتها بالمسؤولية عن قضية تعد مركزية في سياستها الخارجية منذ تأسيسها- في إنقاذ 30% من الأراضي الفلسطينية وأكثر من 100 ألف فلسطيني كانوا معرضين للطرد وإنهاء 6 سنوات من الجمود.
وبثت أيضا الروح في المسار التفاوضي للوصول إلى السلام العادل والشامل بعد نحو 3 عقود من مفاوضات بلا جدوى، أي حصلت على مكاسب مقدما للقضية الفلسطينية في سابقة في تاريخ العلاقات العربية الإسرائيلية.
وفتحت الإمارات الطريق أمام تسوية وضع الأقصى، وألزمت معاهدة السلام إسرائيل بفتح المسجد أمام المسلمين من بقاع الأرض كافة.
ولا تزال الإمارات تعمل على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ولكنها اختارت طريقا مختلفا عن طريق سلكه العرب على مدى عقود، ولم تسهم في شيء، سوى في خسائر متلاحقة للقضية.
ولا يخلو أي خطاب سياسي لدولة الإمارات في أي محفل دولي أو إقليمي من التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للإمارات والأمة العربية والإسلامية، والتحذير من مغبة عدم التوصل لحل عادل لتلك القضية، وخطورة استغلالها من التنظيمات الإرهابية ومن الدول التي اعتادت على المتاجرة بالقضية مثل إيران وقطر وتركيا
وبخطوات واثقة، تمضي معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية في مسارها، لتحقيق أهدافها، لنشر ثقافة التسامح والسلام ، وتوفير مناخ إيجابي في المنطقة، يشجع على إعادة مفاوضات سلام، تقود الفلسطينيين إلى استعادة حقوقهم وتحقيق آمالهم في دولة مستقلة ضمن منطقة مستقرة مزدهرة.
aXA6IDE4LjIxNi4xMDQuMTA2IA== جزيرة ام اند امز