قطر في السودان.. مؤامرات يجهضها وعي الشارع ويقظة القيادة
المؤامرات والخطط القطرية ضد السودان وتنوعها، لم تفلح في إصابة هدفها المرجو والرامي إلى إجهاض ثورة ديسمبر
منذ بزوغ فجر الخلاص من جماعة الإخوان الإرهابية في السودان، بعزل الرئيس عمر البشير في 11 أبريل/نيسان 2019، ظلت قطر تحيك المؤامرات الخبيثة ضد الخرطوم في محاولة لوقف الانتقال السياسي في البلاد.
ومع الذكرى الثالثة لإعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، قطع علاقتها مع قطر لدعمها الإرهاب، تسلط "العين الإخبارية" الضوء على مخططات الدوحة ضد السودان، والتي تعكس بجلاء تمادي نظام الحمدين في أعمال التخريب ودعم التنظيمات الإرهابية.
ورغم كثرة المؤامرات والخطط القطرية ضد السودان وتنوعها، إلا أنها لم تفلح في إصابة هدفها المرجو والرامي إلى إجهاض ثورة ديسمبر المجيدة، والحيلولة دون إكمال التحول الديمقراطي.
ويرى خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن وعي الشارع السوداني، وكراهيته لجماعة الإخوان الإرهابية، ويقظة قيادة السلطة الانتقالية، شكلا كلمة السر في إجهاض المخططات القطرية ضد السودان، وجعلها مجرد تحركات وضجيج دون فاعلية.
وتجلت مؤامرات الدوحة ضد السودان ما بعد الثورة الشعبية في تحريك فلول الإخوان البائد لتنظيم مظاهرات في عدد من أنحاء البلاد تحت مسمى "الزحف الأخضر"، و"الحراك الشعبي الموحد"، تلك التحركات كانت ترمي لزعزعة الحكومة الانتقالية.
وتراجعت حركة التظاهرات الإخوانية التي بدأوها يوم 14 ديسمبر الماضي بالتزامن مع النطق بالحكم في قضية المعزول عمر البشير، بعدما واجهها الشارع بحالة من السخرية، وتصدت لها القوات الأمنية بالحسم اللازم، إذ لم يعد لها وجود على أرض الواقع حاليا.
ولاحقت قطر، اتهامات عديدة بالضلوع في واقعة تمرد هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات السوداني، منتصف يناير/كانون ثاني الماضي، تلك المحاولة التي هدفت إلى ضرب الأمن والاستقرار في البلاد، لكن تم دحرها بواسطة القوات المسلحة خلال ساعات معدودة.
ولم تتوقف مؤامرات الدوحة عند هذا الحد، بل امتدت أيادي التخريب القطرية، وفق مراقبين، لتشعل الفتنة القبلية في شرق السودان، وغربه وجنوبه بشكل متزامن عبر بقايا نظام الإخوان البائد في الولايات الإقليمية، وذلك ضمن مخطط ما يعرف بـ"شد الأطراف" لإرهاق الحكومة الانتقالية.
لكن السلطة الانتقالية سارعت بوأد الفتنة القبلية في مناطق، كسلا وبورتسودان، وجنوب دارفور، وكادوقلي، عن طريق إجراء مصالحات اجتماعية بين المكونات القبلية المتصارعة، لتخيب معها آمال الدوحة.
الشعب يحرس ثورته
ويقول الصحفي والمحلل السياسي، عبدالواحد إبراهيم، إنه لا يستغرب من فشل مؤامرات الدوحة الرامية لنفخ الروح في نظام الإخوان المعزول، لأن الشعب السوداني يحرس ثورته بوعي، وينبغي أن تقتنع القوى الإقليمية بأن عودة هذا التنظيم مستحيلة.
ويضيف إبراهيم، لـ"العين الإخبارية"، أن "رهان القوى الإقليمية الداعمة لنظام الإخوان الإرهابي كان خاسرا تماما، ويتضح ذلك خلال فشل تمرد هيئة العمليات التي تم دحرها إلى الأبد، ومظاهرات الزحف الأخضر التي انحسرت بفضل وعي الشارع السوداني".
ويشير إلى أن "كل هذه المؤامرات كان هدفها تعطيل عملية الانتقال ونفخ الروح في نظام الإخوان البائد، ولكن جاءت النتيجة عكسية، إذ إنتهى هذا التنظيم تماما في السودان وتجري محاكمات لعناصره المتورطة في جرائم القتل والفساد، أما الذين لم تثبت عليهم هذه التهم فهم مدانون بجريمة سياسية وسيطبق عليهم عزل سياسي عبر أول برلمان منتخب".
أما المحلل السياسي، أحمد حمدان، فيرى أن مؤامرات التنظيم الدولي للإخوان ومن خلفه قطر وتركيا ضد السودان بدأت مع انطلاق شرارة الثورة الشعبية في ديسمبر 2018م، بتحريك الأبواق الإعلامية لإجهاض الحراك ضد حكم الحركة الإسلامية السياسية، لكن بسالة السودانيين هزمت هذه المخططات وقمع البشير على حد سوا.
ويضيف حمدان خلال حديثه "للعين الإخبارية" إن القوى الإقليمية الداعمة للإخوان رمت بثقلها المؤامراتي ضد السودان عقب عزل البشير، وهي تحاول بذلك زعزعت الإستقرار ليتسنى إفلات الإخوان من العقاب، ولم يكن هدفها إسقاط الحكومة الانتقالية لأنها تدرك صعوبة ذلك".
ويختتم كلامه قائلا: "لقد مات مشروع الإخوان في السودان ومحاولات إحيائه تبدو مستحيلة في ظل حالة الكراهية الشعبية لهذا التنظيم الإرهابي".
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4xNjEg جزيرة ام اند امز