العداوة أعمت قلب الأمير القطري عما يصب في مصلحة شعبه، وهو ما يتمثل في بقائه ضمن محيطه العربي والخليجي
لقد مرت قبل أيام الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم بقيادة دول التحالف العربي لإنقاذ اليمن من براثن المليشيات الحوثية، وذلك بناءً على دعوة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خاصة بعد وصول المليشيات الحوثية لمدينة عدن التي أكد الأمير محمد بن سلمان أنها خط أحمر.
يجب أن نؤكد في البداية أن الحوثيين ما هم إلا واجهة تقع خلفها قطر وإيران وجماعة الإخوان المسلمين، وما الحوثيون إلا مجرد دمية في يدهم كحال الآليات والدبابات والبنادق ولا يمكن أن يكونوا أكثر من ذلك.
في هذه الذكرى لا أود أن أتحدث ككثيرين قبلي عن الإنجازات التي حققتها العاصفة والهزائم التي ألحقتها بالحوثيين، بقدر ما أود أن أقف قليلا أمام الصورة الحقيقية التي لا بد أنها تجلت لأطراف الصراع في هذه الحرب بعد أربع سنوات من إعلان عاصفة الحزم، إذ يجب أن نعترف أنه رغم الهزائم التي ألحقها التحالف، وتحرير عدد من مناطق اليمن، وتقدم الإمارات بقوات التحالف ولواء العمالقة في منطقه الساحل الغربي وصولا للحديدة، فإن مليشيا الحوثي لا تزال صامدة في مناطقها على الرغم من ضعفها وقرب انكسارها، ولا تزال هناك أطراف في المجتمع الدولي تتقدم لنجدتها كلما أوشكت على لفظ أنفاسها الأخيرة كما حدث في الحديدة؛ فما السر في ذلك؟ ولماذا كلما ضعف الحوثي وكاد أن ينتهي تمت عملية الإنعاش له؟
لقد أصبح الأمر واضحاً أنه لولا الدعم الذي يتلاقاه الحوثي بشكل مستمر لما واصل صموده، وأن إيران تعد من بين أحد الأطراف الداعمة له، ولكن من الواضح أنها ليست الداعم الوحيد للجماعة، فإن كانت هي الرأس المدبر للمخطط الإقليمي الذي ينفذه، فهي لا يمكن أن تقدم له القوات العسكرية على الأرض، ولا يمكن أن تقدم الأموال والتمويل لأنها تواجه أزمة اقتصادية طاحنة في الداخل الإيراني.
فهل تدفع إيران هذه الأموال وهي التي تعاني من مشكلات اقتصادية، وتتحمل كثيرا من عبء الدعم اللوجيستي للحوثيين؟
هنا يأتي دور قطر التي تشكل البنك المركزي الأول لتمويل الحوثيين بل وحتى تساعد إيران في تكاليف دعمها اللوجيستي للحوثيين، وهناك أدلة كثيرة على الدعم القطري المالي للحوثيين التي تم الكشف عنها خلال الهجمات العسكرية للتحالف العربي أو من خلال الوثائق المسربة أو من خلال مراكز الصرافة اليمنية التي تؤكد أن التحويلات تصل للجماعة بالريال القطري.
إذاً لقد أضحى واضحاً أن إيران لم تعد وحدها عدو العرب، فها هي قطر تشاركها الحلم ذاته والعداوة ذاتها، هذه العداوة التي أعمت قلب الأمير القطري عما يصب في مصلحة شعبه، وهو ما يتمثل في بقائه ضمن محيطه العربي والخليجي الذي يندمج معه بشكل تلقائي نظراً للعادات والتقاليد وما إلى ذلك.
بل تفوق الأمير القطري على إيران في هذه العداوة، إذ إنه خطط لمؤامرات ضد السعودية والإمارات وخان التحالف في اليمن، وقد وصلت به العداوة إلى الانسحاب من القمة العربية الأخيرة في تونس دون سبب يُذكر بمجرد أن أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في خطابه رفض التدخل الإيراني التركي في الشؤون العربية؛ وكأن تميم وهو ينسحب يمعن في غيه القديم، وتأخذه العزة بالإثم، فيؤكد بانسحابه أن تركيا وإيران أقرب إليه من أشقائه العرب وأن تدخلهم أمر لا بد منه.
لذلك علينا اليوم أن نحدد أطراف الصراع في اليمن جيداً لنعرف مع مَن نتعامل؟ وما أدواته حتى يكون الحسم ممكناً وفاعلا؟
يجب أن نؤكد في البداية أن الحوثيين ما هم إلا واجهة تقع خلفها قطر وإيران وجماعة الإخوان المسلمين، وما الحوثيون إلا مجرد دمية في يدهم كحال الآليات والدبابات والبنادق ولا يمكن أن يكونوا أكثر من ذلك؛ لذا فالقول إن الحوثي هو من يحارب الشعب اليمني نيابة عن إيران وتنفيذاً لمشروعها الخبيث قول فيه تضخيم لحجم الحوثي خاصه أنه لم يكن اللاعب الوحيد في الساحة السياسية اليمنية، فنشاط الإخوان المسلمين وتخاذلهم وتآمرهم على الشعب اليمني لصالح التنظيم منذ سنوات طويلة مرورا بفبراير 2011، وارتباطهم الوثيق بقطر شأنهم شأن الحوثيين.
وهذا يؤكد أن اللاعب الحقيقي الذي يحارب اليمنين والتحالف هي قطر وسواء كان ذلك لصالح المشروع الفارسي أو العثماني أو الاثنين معاً؛ فالنتيجة واحدة والمؤامرة واحدة، ومن اختار اليوم أن يخرج من البيت العربي ويصطف بجانب الأعداء، فلا يمكن أن نتوقع أن يترك اليمن وشأنها ويسهم كل دعمه لهذه الجماعات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة