الإيعاز القطري بتجهيز العناصر لم يقتصر على سوريا، فقد كانت نقاط التجمع في تركيا تضم إرهابيين تم جلبهم من ليبيا ومن مناطق أخرى مجهولة
تشهد مناطق توزع الإرهاب الذي تدعمه قطر حركة استفار من قادة الفصائل المرتبطين بالمخابرات القطرية، بعد أن وصلتهم من الدوحة تعليمات بتجهيز عناصر من النخبة لتنفيذ مهام دقيقة وسرية.
هذه المهام كشف تفاصيلها مقربون من غرفة عمليات جبهة تحرير الشام الإرهابية ( النصرة سابقا ) والناشطة في سوريا أثناء اعترافهم للأجهزة الأمنية التابعة لفصائل المعارضة السورية بعد أسرهم في إحدى المعارك التي تخوضها المعارضة مع الجبهة في شمال غرب البلاد.
وتفيد المعلومات الواردة عن قيام النصرة بتجهيز مئات العناصر وأخذهم إلى تركيا، استعدادا لنقلهم إلى قطر، مع الحرص الشديد في انتقاء هذه العناصر بناءا على توصيات من الدوحة التي طلبت بأن تكون هذه العناصر مدربة بشكل فاعل على حرب المدن وأن تكون عملية تجنيدهم قد تمت عن طريق قطر حصرا، إضافة إلى التأكيد على مضي عام على الأقل للعناصر المختارة منذ تاريخ التجنيد لضمان عامل الولاء.
وأكدت المعلومات أن القوائم كانت ترفع تباعا لضابط الارتباط القطري في تركيا، وبعد وصول الموافقة يتم نقل العناصر إلى معسكر للتجمع داخل الأراضي التركية قبل ذهابهم إلى قطر، مع الحرص على أن لاتكون التجمعات كبيرة حتى لاتلفت الانتباه والعمل على نقلها فورا عبر جسر جوي بالتعاون مع الاستخبارات التركية، وكانت معسكرات التجمع غير ثابتة ويتم تغيير المكان في كل مرة.
ونقل أحد المحققين في المعارضة السورية عن أحد عناصر النصرة (مصري الجنسية) والذي وصفه بالصيد الثمين نظرا لما لديه من معلومات، أن الإيعاز القطري بتجهيز العناصر لم يقتصر على سوريا، فقد كانت نقاط التجمع في تركيا تضم إرهابيين تم جلبهم من ليبيا ومن مناطق أخرى مجهولة، كما أن الدوحة طلبت من حماس الأمر ذاته وكلفت قادتها بوضع خطة لتولي القيادة الميدانية للعناصر المستجلبة وفق أسلوبي حرب العصابات وحرب المدن وتأسيس فرق خاصة لمايعرف بالانغماسيين والفرق الانتحارية.
وبحسب المصادر فإن قطر قد وعدت لقاء تنفيذ جماعاتها للمطلوب منها بمضاعفة الدعم المالي واللوجستي، وتخصيص بدلات ضخمة للمنتسبين إلى المجموعات المنقولة إلى قطر، مع عدم استبعاد دمجهم بالجيش القطري بعد منحهم الجنسية لاحقا، حتى وإن مرت الأزمة القطرية عبر الحلول الدبلوماسية.
المعلومات الخاصة والواردة لها على مايبدو تفسير واحد وهو أن قطر التي دعمت الإرهاب إلى ما لا نهاية تطلب من قادته وعناصره رد الجميل اليوم، وهي من تستقوي بكل شيء على أشقائها وجيرانها في البيتين الخليجي والعربي.