هل يفعلها تميم ويقذف القناع في وجه القرضاوي، ويقول ها أنا الإنسان القطري الخليجي العربي الإسلامي؟
الآن وقد بلغ الأمر من الصعوبة، ما جعل حاكم قطر أن يخربش في الفراغ، وأن يطوح ويلوح ويقدح ويسرح بلا هدف ولا مسعى سوى التهديد والوعيد. ولكن كل ذلك بلا جدوى، لأن الرجل وصل إلى مرحلة لا رجوع فيها، وهو الذي سقط في وسط المحيط ولم تتلقفه غير حيتان الإرهاب، سواء من دول أو عصابات.
وكل هذه المجموعات تعرف جيداً أن تميم بن حمد لن يكون في يوم من الأيام صلاح الدين الأيوبي، كما أنها لن تكون سوى بؤرة الخطر في المنطقة التي تؤلّب وتحرّض وتشيع في الأرض فساداً وخراباً، وهذه طبيعة كل جماعة احتكمت إلى قانون الغاب، واتكأت على مخدة الشيطان، وذهبت إلى أبعد الحدود في التسويف، والتخريف.
حاكم قطر وهو في هذا الوضع، يحتاج إلى منجل طبقي يحرث في ذاكرته كي يبين له كيف يواجه شذاذ الآفاق المصير المحتوم، وهو النبذ والإقصاء، لأنه ما من عاقل ممكن أن يقتنع أن دولة بحجم قطر تستطيع أن تقود العالم، وأن سياسة مثل سياسة حاكمها بإمكانها أن تغيّر بوصلة الكون. لا بد من وعي ولا بد من سعي حقيقي إلى تحديد الموقف الحازم من الحياة.
ما يحدث اليوم من أفعال مشينة يقوم بها حاكم قطر هي من فعل أصحاب مركبات النقص والمُعقَّدين، والذين يعانون عقدة الدونية، وأعتقد أن حاكم قطر كان بإمكانه أن يتغلب على هذه المعضلة لو أنه فكر بعقلانية، ولكن من أين سيأتي العقل، وهو قد ارتمى في أحضان من ولوا الأدبار بعيداً عن الانتماء الوطني، وساروا زحفاً خلف شعارات شيمتها الكذب وتزوير الحقائق، ولبس الأقنعة والتخفي وراء الغبار الكثيف الذي تنفثه نفوسهم المريضة.
حاكم قطر وهو في هذا الوضع، يحتاج إلى منجل طبقي يحرث في ذاكرته كي يبين له كيف يواجه شذاذ الآفاق المصير المحتوم، وهو النبذ والإقصاء، لأنه ما من عاقل ممكن أن يقتنع أن دولة بحجم قطر تستطيع أن تقود العالم، وأن سياسة مثل سياسة حاكمها بإمكانها أن تغيّر بوصلة الكون.
أعتقد أن حاكم قطر يستطيع أن يعود لو أراد، فهو بحاجة إلى جلسة مصالحة مع نفسه، كما أنه بحاجة إلى قدرة فائقة على التخلص من الضجيج الإعلامي الذي أحدثته آلة الإرهاب، نقول يستطيع أن يتحرر من شعوذة المتسلطين على عقله، ويعود إلى رشده لو أراد، وهذا بالطبع يحتاج إلى إرادة صلبة وعزيمة قوية، والاعتراف بالذنب فضيلة لا ينالها إلا الرجال الأفذاذ والذين انتصروا على طموحاتهم الوهمية، وهزموا خيالاتهم الطفولية، وأسقطوا الحسابات الخاسرة من أذهانهم.
الكثير من الطغاة والجبابرة انتهوا إلى مقابر التاريخ، لأنهم سقطوا ضحايا في قبضة الأنا، وما الأنانية إلا نار كلما توهجت أكثر ذهبت إلى النهاية.
الأنانيون مثل مساحيق التجميل تحمل لوناً براقاً في الخارج وتخفي تحتها وجهاً قبيحاً، وبإمكان كل مُقنّع أن يزيح القناع ويعود إلى طبيعته، وساعتها سيريح ويستريح.
فهل يفعلها تميم ويقذف القناع في وجه القرضاوي، ويقول ها أنا الإنسان القطري الخليجي العربي الإسلامي، الإنسان الحقيقي ومن غير زيف أو خرافة؟.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة