من أجل ماذا و من أجل مَنْ؟
منظر الشيخ تميم مع أردوغان، ورئيس مجلس الشورى القطري مع روحاني يلخّص كل الحكاية في مثل شعبي مصري أصيل، من خرج من داره قلَّ مقداره.
جلسة لأشخاص ذليلين مرتبكين يستنجدون يتذللون يتخبطون، العيون زائغة والجسد يتململ على كرسيه لا يعرف كيف يستقر وأين ينظر، يبتسم أم لا؟ يعبس أم يبقى بلا ملامح، كيف يعبّر عن امتنانه وهو في حضرة سيد كبير، يدين له بالامتنان؟.
منظر الشيخ تميم مع أردوغان، ورئيس مجلس الشورى القطري مع روحاني يلخّص كل الحكاية في مثل شعبي مصري أصيل، من خرج من داره قلَّ مقداره.
واضح للجميع الفارق في المقام بين الضيف وصاحب المكان، شعوراً بالصغر وعدم الثقة تقرأه بالعين المجردة، السؤال لِمَ القبول بإذلال الشعب القطري بهذا الشكل؟
من أجل ماذا و من أجل مَنْ؟.
قطر دارها الخليج العربي، ذلك ليس خياراً، تلك حتمية تفرضها الجغرافيا التي لن يستطيع أحد تغييرها أو تبديلها أو جعلها خياراً مطروحاً للتبديل أو التغيّر، الخليج العربي دارك الذي خرجت منه واخترت أن تقلل من قيمتك ومن قدرك، في نظرك قلة القدر عند الإيراني أو التركي أهون من التساوي مع أخيك الخليجي.
القبول بالمطالب الثلاثة عشر هي التزام سعودي وبحريني وإماراتي قبل أن يطلب من قطر، الخليج طالبك بما ألزم به نفسه قبلك، طالبك أن تكون مثله الكل في واحد، تحافظ على أمننا مثلما نلتزم بالحفاظ على أمنك، نكرّس كل ما يحفظ لك كرامتك مثلما طالبناك أن تكرس سياستك لما يحفظ أمننا وسلامتنا، درع جزيرتنا لك مثلما هو درع لكل دولة خليجية، أنت بين أخوتك لاغالب ولا مغلوب، جزء من كيانهم، لا نقبل أن نستضيف من يهدد وجودك، هذا نهج التزمنا به لعقود طويلة وأنت لم تلتزم به، وحين طالبناك علناً بالالتزام رفضت، محتجاً أنك (حر) وأن (كرامتك) لا تسمح لك بتلبية مطالب أشقائك، واليوم نسألك ونحن نشاهد تلك الصور المعيبة والمخزية والمؤسفة حقاً، نسألك شفقة عليك مما تنحدر له، أين الحرية وأين الكرامة في تلك الصور التي كشفت عن حجم العبودية والانقياد والتبعية والذل للغريب؟.
قطر هويتها أصالتها مزاجها خليجي، أكلها ثيابها لهجتها غناؤها خليجي، هذا هو دارها وموطن عزّها، ولن يجد العقال القطري مكاناً آمناً إلا بين أهله وناسه، ومن يعرفون معنى هذا العقال ومغزاه وقدره، هذا هو دار أهل قطر الخليج العربي داره، من أجل ماذا ومن أجل مَنْ تقلل من قدرك؟.
من الآخر.. رغم كل الخصومة التي بيننا وبين أخوتنا من القيادة القطرية، إلا أننا نرى في مذلة أي إنسان قطري مذلة لكل أهل الخليج، نشعر بالشفقة وبالحزن على أخ خليجي ضاع عقله وأقبل على الانتحار، وقتل كرامته وسيادته وقدره ومكانته من أجل أحلام رجل واحد طمح بشيء غير قابل للتطبيق، غير ممكن غير عادل غير طبيعي؛ لا يتناسب مع كل المعطيات الجغرافية والتاريخية، رجل واحد ظن أن بإمكانه حكم الأمة العربية، و مازال مصرّاً على حلمه ومستعداً أن يأخذ وطنه وشعبه وموارده وثرواته كلها ويهدرها وتضيع، ومستعد أن يتذلل للإيراني والتركي وأي أجنبي على أمل أن يلبسه أحد تاج زعيم الأمة، انظر إلى صورة ابنك تميم مع أردوغان، وأنت تعرف طول المسافة التي بينك وبين حلمك.. ضاعت قطر.
نقلا عن الوطن البحرينية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة