من سفير الإرهاب الذي صافح أمير قطر بمطار رواندا؟
أمير قطر صافح رجل أعمال موريتاني أحد قادة الإرهاب الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء في الساحل والصحراء في أفريقيا
انتقدت وسائل إعلام فرنسية ما وصفته بـ"التصرف المثير للجدل" لأمير قطر تميم بن حمد، خلال زيارته إلى رواندا، بعد مصافحته رجل الأعمال الموريتاني مصطفى الشافعي، أحد قادة الإرهاب الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء، المطلوب أمنيا لدى سلطات نواكشط.
وعلقت إذاعة "فرانس إنفو" الفرنسية على هذه المصافحة، بقولها "وجدنا أمير قطر يصافح هذا الرجل الذي له تاريخ طويل في دعم وتمويل الإرهاب في الساحل والصحراء بحرارة شديدة في رواندا".
- إرهابي مطلوب لموريتانيا يتقدم مستقبلي أمير قطر برواندا
- أسبوع موريتانيا.. انتفاضة ضد "جزيرة قطر" وتفاقم أزمات الإخوان
سفير الإرهاب في أفريقيا
مصطفى الشافعي، موريتاني الأصل ولد في النيجر، ويلقب برجل أسرار أفريقيا، لعمله مستشارا مع عدة زعماء أفارقة، وهو أيضاً رجل أعمال ودبلوماسي وصديق للرؤساء والمعارضين على السواء.
ظل الشافعي مقيماً لعدة سنوات في "واجادوجو" عاصمة بوركينافاسو، ثم غادر البلاد بعد الإطاحة بالرئيس البوركينابي بليز كمباوري إلى ساحل العاج التي يحكمها حاليا الحسن وتارا، أقرب شخص له بعد "كمباوري".
وفي ديسمبر/كانون الأول 2011، أصدر النائب العام في نواكشوط مذكرة اعتقال دولية ضد الشافعي و3 موريتانيين آخرين أعضاء بارزين في تنظيم القاعدة الإرهابي بمنطقة غرب أفريقيا، في اتهامات بتمويل الإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية"، وفقاً لما نقلته مجلة "جون أفريك" الفرنسية.
وعرف عن الشافعي المطلوب للقضاء الموريتاني علاقاته مع بعض الجماعات الإرهابية التي تنشط في شمال مالي وفي منطقة الساحل مثل جماعة "عمر بلمختار"؛ الذي توسط لديها لتحرير رهائن كانت اختطفتهم لتفرج عنهم فيما بعد مقابل فديات مالية كبيرة.
استقبال أمير قطر برواندا
تحت عنوان "ما صلات الإرهابيين بمصطفى الشافعي المستشار السابق لكومباوري؟"، أشارت مجلة "جون أفريك" الفرنسية إلى أن علاقات "الشافعي" بالتنظيمات الإرهابية ليست سراً على أحد، حيث تم التقاط صور له في صحراء مالي تعود إلى عام 2010، وترتبط بتحرير الرهائن السنغاليين الذي توسط لعلاقته الوطيدة بهم.
وحسب المجلة الفرنسية، فإن مصطفى الشافعي كان المستشار الخاص للرئيس البوركياني السابق بليز كمباوري، كما أنه معروف بتقاربه مع المنظمات الإرهابية والمتطرفة، خصوصاً تنظيم القاعدة الإرهابي النشط في شمال مالي.
"جون أفريك" نشرت هذه الصور في تقرير لها نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بعد أن تأكدت من هذه المعلومات، قائلة "يمكنك التأكد في هذه الصور من رجل يرتدي عمامة حمراء ويصلي إلى منتصف الإرهابيين، ويلوح بكلاشينكوف بابتسامة عريضة، وبجانبه زعيم تنظيم إرهابي بمنطقة الصحراء نبيل مخلوفي".وكشف التقرير ذاته عن ظهور رجل الأعمال الموريتاني الإرهابي الشافعي بصحبة مختار بلمختار، وجيلبير ديانديري رئيس الأركان لدى الرئيس البوركينابي السابق.
وإثر هذه المعلومات انتقدت السلطات الموريتانية بعنف تصرف ولد الشافعي وأمرت بالقبض عليه، لكن المجلة الفرنسية اعتبرت هذه المصافحة الأخيرة بين أمير قطر وسفير الإرهاب في أفريقيا تدعم المعلومات التي تدور حول التمويل القطري للتنظيمات الإرهابية، ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن أيضاً في القارة السمراء.
وأكدت المجلة أن الشافعي يجري هذه المهمات عن طريق الدوحة، منددة بأنه يقود حملة زعزعة استقرار في منطقة الساحل الأفريقي.
وفي مقابلة سابقة أجراها رئيس بوركينا فاسو الحالي روش مارك كريستيان كابوري مع وسائل إعلام فرنسية، بينها إذاعة "إر.إف.إي" ومحطة "تي.في.5" وصحيفة "لوموند"، أكد تلك الاتهامات الموجهة لمصطفى الشافعي، كما استنكر تواطؤ سلفه مع التنظيمات الإرهابية.
الرئيس كابوري تحدث عن توسط الشافعي لدى هؤلاء الإرهابيين لإطلاق سراح الرهائن وأنه ليس عشوائياً، إنما مقابل خدمة أخرى، فهؤلاء الإرهابيون يتبادلون الخدمات مع بعضهم.
وأخيراً.. وتحت عنوان "جدل حول تصرف أمير قطر خلال زيارته لكيجالي في رواندا"، وصفت إذاعة "فرانس إنفو" مصافحة أمير قطر لرجل الأعمال الموريتاني بأنها "فضحية كبرى"، لكون الأخير متهماً بتمويل التنظيمات الإرهابي في الساحل الأفريقي.
واعتبرت الإذاعة الفرنسية أن أمير قطر بهذا التصرف وقع في خطأ بروتوكولي فادح، بمصافحة أحد أبرز الشخصيات الممولة للإرهاب في أفريقيا على مرأى ومسمع الجميع في رواندا.
aXA6IDE4LjExNy43OC4yMTUg
جزيرة ام اند امز