أسبوع موريتانيا.. انتفاضة ضد "جزيرة قطر" وتفاقم أزمات الإخوان
تجدد الغضب الموريتاني ضد قناة الجزيرة بعد استثناء كلمة الرئيس محمد ولد عبدالعزيز من البث المباشر خلال مؤتمر القمة العربية في تونس.
بين الإدانة والغضب، لم يمر الأسبوع الماضي في موريتانيا، دون تسجيل موقف رافض لسياسات قناة الجزيرة القطرية العدائية تجاه البلاد، إضافة إلى حملات أمنية ضد مؤسسات وعناصر الإخوان الإرهابية في نواكشوط.
قصة الغضب الموريتاني ضد "جزيرة قطر" تجددت مع استثناء كلمة الرئيس محمد ولد عبدالعزيز من البث المباشر، خلال مؤتمر القمة العربية في تونس، السبت الماضي، دون كافة كلمات المشاركين.
- موريتانيا تواصل التطهير.. إغلاق جمعية جديدة تابعة لـ"الإخوان"
- نزيف إخوان موريتانيا مستمر.. انشقاق عضو مجلس شورى جديد
وأثار هذا التصرف الثاني من نوعه في غضون شهرين، موجة مطالبات بمقاطعة القناة القطرية شملت مسؤولين موريتانيين وقادة رأي ونشطاء، معتبرين أن سلوك القناة يعكس سقوطها المهني والأخلاقي.
وفي الوقت نفسه، استأنفت السلطات الموريتانية حملة موسعة ضد المؤسسات المحسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي، بإغلاقها مساء الأربعاء لجمعية "يدا بيد"، لتضاف إلى بقية المؤسسات المحسوبة على التنظيم التي تمت مصادرتها منذ سبتمبر/أيلول 2018، لنشاطها غير المشروع.
وما بين هذا وذاك، بدأ مرشحو الانتخابات الرئاسية بالبلاد أنشطة جماهيرية للاتصال بالناخبين، أهمها جولة دشنها مرشح الأغلبية محمد ولد الغزواني داخل البلاد، شملت جميع المقاطعات وتهدف إلى التواصل مع الناخبين لإبلاغهم قرار ترشحه والاستماع إلى مطالبهم بخصوص المستقبل.
الإخوان تخذل مرشحها
بدوره، ترأس المرشح المدعوم من الإخوان الوزير الأول السابق سيدي محمد ولد بوبكر، السبت الماضي، أول مؤتمر شعبي لداعميه، أعلن من خلاله الخطوط العريضة لبرنامجه.
وأثار تقدير مستوى الحشد الخاص بمؤتمر ولد بوبكر جدلا واسعا؛ حيث اعتبر البعض أن الإخوان خذلوه من جهة وحاولوا "سرقة" حشده من جهة أخرى.
الكاتب والمدون صلاح نافع صلاح علق على الحدث، قائلا: إن تاريخ الإخوان "مثخن بالطعن من الخلف"، مؤكداً أنهم "متخصصون في سرقة الجهود"، وهذا الحشد الذي تمت تعبئته لمرشحهم كان غالبيته الساحقة دون السن القانونية للتصويت.
في حين رأى الكاتب عبدالله اتفاغ المختار، أن المكان المخصص للمهرجان وهو ملعب كرة قدم لا يتسع لأكثر من 1200 شخص، وحتى لو قدر بـ3000 فإن هذا لا يعكس شعبية التنظيم الإرهابي، متسائلا: "أين غابت قواعد حزب تواصل الإخواني؟".
وبدوره، علق الكاتب أبي ولد زيدان على مهرجان المرشح الرئاسي المحتمل ولد بوبكر بقوله: إن اندفاع الإخوان خلف الأمين العام للحزب الجمهوري الحاكم سابقا في موريتانيا يكشف "أنهم مستعدون للتحالف حتى مع الشيطان لمصلحة الجماعة ولو على حساب الوطن".
سقوط جديد لـ"الجزيرة"
سلوك الجزيرة القطرية ضد موريتانيا، الذي كشفته تغطية القناة لأعمال القمة العربية في تونس، السبت الماضي، قوبل هو الأخر بحملة استنكار واسعة، حيث اعتبر مسؤولون وكتاب وقادة رأي أن تصرف القناة ليس موجها ضد شخص الرئيس بقدر ما هو يستهدف الموريتانيين أنفسهم.
المدير المساعد للوكالة الموريتانية للأنباء سيدي محمد ولد معي أكد لـ"العين الإخبارية" أنه شرف كبير لرئيس الجمهورية ألا يمر خطابه من "الْقَنِّ"، الذي كان وراء نزيف الدم العربي والخراب الذي أصاب الأمة، في إشارة إلى استثناء "الجزيرة" لكلمة الرئيس أمام القمة العربية من البث المباشر.
في الوقت نفسه، أوضح المستشار السابق بالرئاسة والأمين العام المساعد للحكومة الدكتور إسحاق الكنتي، أن مقاطعة الجزيرة القطرية لخطاب الرئيس ولد عبدالعزيز أمام نظرائه العرب دون أي مبرر، مردها إلى قطعه العلاقات الموريتانية "مع رعاة الإرهاب الذين دمروا بلدانا عربية خدمة لأجندة الإمبريالية العالمية" في إشارة إلى مقاطعة قطر منذ 2017.
وطالب الكنتي الموريتانيين بالانتصار لوطنهم ولرئيسهم بمقاطعة قناة "جزيرة الشيطان"؛ مشاهدة ومساهمة في برامجها.
أما مساعد مدير الإذاعة الرسمية والقيادي بالحزب الحاكم صالح دهماش فرأى أن "الجزيرة" بتصرفاتها الهوجاء والرعناء، "تتكشف أمام العالم بأسره، لتثبت أنها دائرة صغيرة لدى الخارجية القطرية".
رئيس رابطة الصحفيين الموريتانيين موسى ولد بهلي نبه إلى أن تصرف القناة تجاه الرئيس الموريتاني يكشف "سقوط أقنعتها وكشف زيف دعايتها"، مشيرا إلى أن الخطاب كان يحمل مضامين تحمل هم وتطلعات الشارع العربي والإسلامي.
كما وجه المستشار بالوزارة الأولى محمد ولد سيدي عبدالله في تعليق عبر حسابه بموقع "فيسبوك" دعوة إلى مقاطعة القناة، مشيرا إلى أنها كشفت بهذا الإجراء ابتعاد خطها عن تقبل الرأي وكل الشعارات والمصطلحات الناعمة التي روجت لها منذ تأسيسها..
أزمات الإخوان تتفاقم
وفيما تواصل على مدى 3 أسابيع ماضية، نزيف الانشقاقات عن إخوان موريتانيا، تعمقت أزمة التنظيم بغلق السلطات الموريتانية يوم الأربعاء المنصرم لجمعية "يدا بيد" المحسوبة عليه، في استمرار للإجراءات التي دشنتها سلطات نواكشوط، منذ 24 سبتمبر/أيلول الماضي، وشملت حتى الآن إغلاق 6 مؤسسات محسوبة على الجماعة.
ووصل أفراد من الشرطة إلى مقر الجمعية في مقاطعة "لكصر" بولاية نواكشوط الغربية، وطلبوا من القائمين عليها إخلاء المقر قبل إغلاقه، وفق مصدر خاص لـ "العين الإخبارية".
ويرأس الجمعية التي تنشط في البلاد منذ أكثر من 6 سنوات القيادي في حزب "تواصل" الإخواني عبدالله صار، الذي يشغل عضو مكتب سياسي في التنظيم الإرهابي.
وجاء إغلاق الجمعية الجديدة بعد قرار مماثل استهدف في 20 فبراير/شباط الماضي، مؤسستي "الخير للتنمية" وفرع "الندوة العالمية للشباب الإسلامي"، المحسوبتين على تنظيم الإخوان، واللتان تم سحب ترخيصهما.
ويمثل إغلاق جمعية "يدا بيد" المحسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي أحدث حلقة في سلسلة الإجراءات التي دشنتها الحكومة الموريتانية ضد مؤسسات الإخوان في سبتمبر/أيلول الماضي، على خلفية وجود "شبهات فيما يتعلق بالتمويل، وأوجه الصرف"، حسب الناطق باسم الحكومة حينها محمد الأمين ولد الشيخ.
الكاتب والمحامي والوزير السابق محمد ولد أمين عبر عن ترحيبه بالقرار، مشيراً إلى أن "قوانين موريتانيا تقول -وبوضوح- بحل حزبهم"، مبينا أن القوانين واجبة التطبيق.
aXA6IDMuMjEuNDYuMjQg جزيرة ام اند امز