موريتانيا بأسبوع..تنديد بمذبحة "الفولان" بمالي ونزيف إخواني مستمر
موريتانيا شهدت الأسبوع الماضي أحداثا كان أبرزها إدانة مجزرة "الفولان" بمالي واستمرار الانشقاقات في صفوف حزب تواصل الإخواني.
شهدت موريتانيا خلال الأسبوع الماضي أحداثا عدة كان أبرزها ردود الفعل الغاضبة بعد مجزرة قومية "الفولان" بمالي المجاورة، إلى جانب استمرار موجة الانشقاقات في صفوف حزب تواصل الإخواني والتي اتسعت رقعتها لتشمل المجموعات الشبابية.
- نزيف إخوان موريتانيا مستمر.. انشقاق عضو مجلس شورى جديد
- "إخوان موريتانيا" تتصدع..الشباب يقودون موجة انشقاقات
كما شكّل دخول مرشح حزب "الصواب" وحركة "إيرا" الموريتانيين بيرام ولد أعبيد رسميا حلبة التنافس في الانتخابات الرئاسية، أيضا حدثا بارزا بعدما أعلن الإثنين الماضي ترشحه في الاستحقاق الانتخابي المقرر تنظيمه في يونيو/حزيران المقبل.
وشهدت موريتانيا أيضا في الأيام الماضية تجديد المعارضة لمطالبها المتعلقة بإعادة تشكيل لجنة الانتخابات حتى تمثل جميع الأطياف السياسية، بالإضافة إلى تدقيق اللائحة الانتخابية ودعوة المراقبين الدوليين لمراقبة الاستحقاق الرئاسي المرتقب.
تعاطف شعبي وسياسي
واستهل الأسبوع الماضي أحداثه في موريتانيا بتنديد واسع من عدة أطراف سياسية في موريتانيا بالمجزرة التي تعرضت لها قرية لقومية "الفولان" بوسط مالي، السبت الماضي، وراح ضحيتها 157 شخصا وعشرات الجرحى.
وحظيت المجزرة باهتمام مختلف أطياف المشهد السياسي الموريتاني بأحزابه وشخصياته المعارضة، إلى جانب تلك المنضوية تحت لواء الأغلبية الحاكمة حاليا، من خلال بيانات تظهر التعاطف مع الضحايا وتندد بالجريمة.
وندد حزب العهد الموريتاني "عادل" بزعامة الوزير الأول الأسبق يحيى ولد أحمد الوقف والمساند لمرشح الأغلبية محمد ولد الغزواني.
وطالب المرشح للانتخابات الرئاسية الموريتانية، سيدي محمد ولد بوبكر، السلطات المالية بالقيام بما يلزم لمحاسبة الضالعين في المجزرة.
وأكد الحزب "تضامنه الكامل مع ذوي الضحايا وشجبه واستنكاره لما تعرض له هؤلاء السكان الأبرياء العزل من عدوان بربري، يستنكره الضمير الانساني"، وذلك انطلاقا "من قيم الإسلام التي تجمع الشعبين الموريتاني والمالي، وانطلاقا من علاقات الجوار والأخوة بين البلدين".
كما عبرت أحزاب وشخصيات سياسية أخرى منتمية للمعارضة والأغلبية في بيانات مماثلة عن تعاطفها مع الضحايا وتنديدها بالجريمة.
ونظم نشطاء شباب الثلاثاء الماضي وقفة أمام مقر السفارة المالية بنواكشوط، تضامنا مع قبائل الفولان ورفضا لاستهداف المدنيين العزل.
نزيف غير مسبوق
وللأسبوع الثالث على التوالي، تواصلت موجة التمرد والانشقاقات شبه اليومية التي باتت تعصف بجماعة الإخوان الإرهابية في موريتانيا وتنذر بتفككها.
وتسارعت وتيرة الانشقاقات عقب قرارات الحزب الأخيرة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المرتقبة شهر يونيو/حزيران المقبل.
وأعلن السياسي البارز والأستاذ الجامعي الدكتور عبدالله ولد أحمد الهادي، الأربعاء الماضي، مغادرة حزب "تواصل" التابع للتنظيم، حيث كان يشغل منصب عضو بمجلس الشورى.
وبرر القيادي ولد أحمد الهادي الانشقاق في رسالة حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، رفضه توجهات التنظيم المرتبطة بانتخابات الرئاسة، معلنا دعمه الكامل لمرشح الأغلبية لتلك الاستحقاقات محمد ولد الغزواني.
وجاءت استقالة القيادي الدكتور ولد أحمد الهادي عن حزب إخوان موريتانيا بعد أقل من 24 ساعة من انشقاقات مجموعات شبابية كانت ناشطة سابقا في الحزب بولاية الحوض الشرقي الموريتانية.
وفاقمت انشقاقات المجموعات الشبابية أزمات التنظيم، بعد أن دشنت القيادات المؤسسة للحزب، وأعضاؤه البارزون سابقا موجة النزوح الحالية.
ويقود التشكيل الشبابي المنسحب القيادي الشبابي السابق في التنظيم، الكنتي ولد سيد أعمر، مرشح التنظيم سابقاً لبلدية تابعة لعاصمة الولاية، إلى جانب عدد من المستشارين البلديين السابقين عن حزب "تواصل"، الذين أعلنوا دعمهم الكامل لمرشح الأغلبية محمد ولد الغزواني.
وخلال الأسبوع الماضي، زادت حدة الانشقاقات والانقسامات في صفوف تنظيم الإخوان بموريتانيا، بعدما أعلن حزب "تواصل" دعمه للمرشح ولد بوبكر.
استمرار موجة الاستقالات
وتواصل خلال الأسبوع الماضي، إعلان عدد من قياداته المغادرة، في اتجاهات مختلفة بعيداً عن توجهات الإخوان وخياراتهم السياسية.
وكان القيادي البارز في الحزب سالم ولد همد، قرر الأسبوع قبل الماضي المغادرة دون عودة؛ احتجاجا على قرار دعم للمرشح سيدي محمد ولد بوبكر.
وولد همد هو مسؤول بمفوضية الأمن الغذائي الموريتانية، وقيادي في حزب الإخوان، كان قد رشحه عمدة لبلدية "مقاطعة المذرذرة" جنوب البلاد في الاستحقاقات الماضية، وهو أحد المستشارين البلديين الحاليين عن الحزب نفسه.
وفي الأسبوع نفسه، وقبل انشقاق ولد همد، أعلن محمد عبدالجليل، القيادي في التنظيم وعضو مجلس شورى حزب "تواصل"، انشقاقه والتحاقه بصفوف الشخصيات الإخوانية التي غادرت الحزب باتجاه مرشح الأغلبية محمد ولد الغزواني.
وتأتي استقالة القيادي الإخواني، بعد أسبوع من سلسلة انشقاقات ضربت الحزب، بدأها القيادي بالتنظيم عبدالرحمن باباه، النائب البرلماني السابق عن دائرة "واد الناقة" شرقي العاصمة.
الدكتور أسلك ولد إيزيدبيه وزير الخارجية الموريتاني السابق وسفير البلاد الحالي في لندن، علّق على فشل وتخبط حزب "تواصل" الموريتاني وذلك في مقال نشره الجمعة الماضي بحسابه الشخصي على "فيسبوك".
ووصف ولد إيزيدبيه تسيير الحزب بالطابع "الهواياتي" أو الفوضوي، مضيفا أنها صفة ملازمة لهم كما عرفهم كمناضل قاعدي في الوسط المعارض الوطني في 1990.
وأشار السفير إلى أن ما وصفه بالشعار الديني يشكل بالنسبة لجل الذين عرفته من القيادات الإخوانية "التواصلية" صك غفران ذاتيا لممارسات ينبذها المنطق المجرد والأخلاق الكونية وأبجديات الممارسة الديمقراطية.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMTM0IA== جزيرة ام اند امز