موريتانيا بأسبوع.. تنافس رئاسي محتدم وتصدع إخواني مستمر
إعلان إخوان موريتانيا دعمهم للمرشح سيدي محمد ولد بوبكر في انتخابات الرئاسة أدى لمزيد من الانشقاقات في صفوف التنظيم الإرهابي
مثّل إعلان رئيس وزراء موريتانيا الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر، ترشحه لانتخابات الرئاسة المقررة في يونيو/حزيران المقبل، أبرز أحداث الأسبوع الماضي، إلى جانب إعلان حزب تواصل الإخواني دعمه، وما تلاه من موجة انشقاقات وخلافات باتت تنذر بتفكك التنظيم الإرهابي.
- انشقاقات "إخوان" موريتانيا.. استقالة جديدة تنذر بتفكك حزب "تواصل"
- موريتانيا تعلن تدمير آليات تعود لإرهابيين في حدود البلاد الشرقية
وخلال الأسبوع الماضي، احتدمت المنافسة بين مرشحي الانتخابات الرئاسية حيث تكشفت المزيد من المواقف الحزبية الرسمية من دعم المرشحين الذين أعلنوا رسميا دخول السباق الرئاسي.
وتوزعت الأحزاب في مواقفها ما بين داعمين للمرشح ولد بوبكر كحزبي "حاتم"، و"المستقبل" المعارضين، اللذين التحقا بالإخوان في هذا التوجه.
بينما أعلنت أحزاب جديدة دعم مرشح الأغلبية مثل: "عادل" و"التحالف من أجل الديمقراطية" المعارضين، و"الاتحاد من أجل الديمقراطية"، الذين أعلنوا الأسبوع الماضي الانضمام إلى بقية الأحزاب التي كانت قد أعلنت في السابق دعم ولد الغزواني كحزب "الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم".
وبدخول المرشح سيدي محمد ولد بوبكر بشكل فعلي، لحلبة التنافس، تكون قائمة المرشحين المحتملين بقوة للرئاسيات قد وصلت حتى الآن خمسة شخصيات، بعد كل من: محمد ولد الغزواني مرشح الأغلبية، ومرشح حزب "الصواب" بيرام ولد أعبيد، الذي كان أعلن قبل أكثر من عام عزمه الترشح، ثم محمد ولد مولود مرشح حزب "اتحاد قوى التقدم" المعارض الذي زكت ترشيحه الأسبوع الماضي لجنة الحزب، وأخيرا المرشح المحتمل للأحزاب والحركات القومية الزنجية تيام صامبا رئيس حركة "القوى التقدمية للتغير" المحظورة المعروفة باسم (أفلام).
وكشفت خارطة المرشحين لانتخابات الرئاسة عن ملامح تنافس قوي ينتظر أن يحتدم أكثر خلال الأسابيع المقبلة مع اتضاح المزيد من المواقف الحزبية والسياسية، و اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي.
انشقاقات الإخوان
وخلال الأسبوع الماضي، زادت حدة الانشقاقات والانقسامات في صفوف تنظيم الإخوان بموريتانيا بعدما أعلن حزب "تواصل" دعمه للمرشح ولد بوبكر.
وتجلت هذه الانشقاقات خلال زيارة المرشح ولد بوبكر لحزب "تواصل" الإخواني حيث غابت قيادات الصف الأول عن الزيارة وبقي رئيسه ولد السيدي محاطا بقيادات من الصف الثاني في أبرز مظاهر التصدع التي يواجهها التنظيم بسبب التخبط والارتباك.
لكن أزمة التنظيم عبرت عن نفسها أكثر، من خلال نزيف الاستقالات التي تواصلت للأسبوع الثاني على التوالي بإعلان عدد من قياداته المغادرة، في اتجاهات مختلفة بعيدا عن توجهات الإخوان وخياراتهم السياسية.
وكان آخر الانشقاقات الأسبوعية عن التنظيم من طرف القيادي البارز في حزب "تواصل" الإخواني، سالم ولد همد، الذي قرر المغادرة دون عودة الأربعاء الماضي ، احتجاجا على قرار دعم للمرشح سيدي محمد ولد بوبكر.
وولد همد هو مسؤول بمفوضية الأمن الغذائي الموريتانية، و قيادي في حزب الإخوان كان قد رشحه عمدة لبلدية "مقاطعة المذرذرة" جنوب البلاد في الاستحقاقات الماضية، وهو أحد المستشارين البلديين الحاليين عن نفس الحزب.
وفي نفس الأسبوع وقبل انشقاق ولد همد، أعلن محمد عبد الجليل، القيادي في التنظيم وعضو مجلس شورى حزب "تواصل"، الاثنين، انشقاقه والتحاقه بصفوف الشخصيات الإخوانية التي غادرت الحزب باتجاه مرشح الأغلبية محمد ولد الغزواني.
والقيادي المنشق عبد الجليل، هو مهندس بشركة المحروقات الموريتانية، ويعتبر أهم شخصيات التنظيم الإرهابي في المنطقة الغربية، وشغل منصب عمدة سابق لبلدية "آجوير" التابعة لمقاطعة "بوتلميت" شرقي العاصمة، بالإضافة لمنصب نائب رئيس قسم حزب تواصل الإخواني في ذات المقاطعة.
والأحد الماضي، ظهر عبد الجليل في أول حفل نظمته الشخصيات المنشقة عن التنظيم لإعلان انضمامها لمرشح الأغلبية محمد ولد الغزواني، وهو ما يشكل ضربة جديدة للإخوان في ظل تصاعد موجة الانشقاقات التي تفقدهم المزيد من المناطق التي كانت محسوبة عليه انتخابيا.
وتأتي استقالة القيادي الإخواني، بعد أسبوع من سلسلة انشقاقات ضربت الحزب، بدأها القيادي بالتنظيم عبد الرحمن باباه النائب البرلماني السابق عن دائرة "واد الناقة" شرقي العاصمة.
سقوط الأقنعة
وباتت خيارات جماعة الإخوان الإرهابية المرتبطة بالرئاسية تشكل أكبر تهديد يواجه الحزب منذ إنشائه عام 2007، بحسب ما تكشف عنه الوتيرة المتسارعة وغير المسبوقة للانشقاقات في صفوف الجماعة.
الكاتب محمد ولد أمين يعتبر في تعليق على الأزمة أن "وصولية" من وصفهم بـ "الأخونجية" لا حدود لها، مشيرا إلى أنهم "مستعدون لإبرام أي اتفاق لأنه لا ثوابت لديهم سوى البحث عن التمكن والسعي للتمدد" في إشارة إلى أسباب الصراع الحالي الذي يعصف بالتنظيم.
وأشار ولد أمين في إلى أنهم مستعدون للتضحية بكل من وقف إلى جانبهم أو تحالف معهم،مستدلا بمواقفهم من شخصيات سياسية، مثلما حدث مع زعيم حزب "تقدم" المعارض ولد مولود، واصفا إياه بأنه "يتجرع من نفس الكأس التي سقي بها كل من راهن على الصداقة والتحالف مع الإخوان.
واختتم ولد أمين تدوينته بالقول أنه "سيأتي يوم ويتحالف الجميع ضد الإخوان ليخلصوا السياسة من مكائدهم"، على حد تعبيره.
كما توقف الكاتب والمدون مصطفى عينينا هو الآخر على أسباب وعوامل دعم الإخوان للمرشح ولد بوبكر الذي يثير جدلا داخل التنظيم وخارجه بين صفوف المعارضين، متسائلا في تدوينة بحسابه عبر "فيسبوك": كم دفع ولد بوبكر لـ"تواصل" رغم كل الخلافات السياسية والاختلافات الفكرية؟"
وواصل الكاتب تساؤلاته مضيفا هل نسي حزب "تواصل" مجمل خلافاته ومواقفه السابقة ضد ولد بوبكر قبل أن يجيب أن هذا أكبر دليل على أن شعارات الإخوان ليست سوى للتكسب من الخارج، على حد تعبيره.
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg
جزيرة ام اند امز