موريتانيا تحذر من تهديد تيارات التطرف لأمن واستقرار الشعوب
محمد سالم ولد البشير يؤكد أن بلاده قطعت خطوات للتصدي لخطاب الكراهية والتطرف ووضعت مقاربة أمنية أدخلت البلاد في أمن واستقرار.
حذر محمد سالم ولد البشير الوزير الأول الموريتاني (رئيس الوزراء)، الأربعاء، من مخاطر ممارسات التطرف والكراهية التي تجتاح المجتمعات الإسلامية، مؤكدا أن تيارات التطرف تستنزف طاقات وموارد البلدان، وتعيق التنمية المستدامة والشاملة.
- مستشار الأقليات بالخارجية الأمريكية: الإمارات شريك رائد في مكافحة التطرف
- الاستخبارات الألمانية تراقب مساجد إخوانية "تشجع" على التطرف
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر العلمي السادس حول "مواجهة تيارات التطرف وخطاب الكراهية في الأمة الإسلامية الذي تستضيفه موريتانيا لمدة يومين، ويناقش وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة التطرف".
وقال ولد البشير: "إن اختيار موضوع المؤتمر نابع من إدراك موريتانيا العميق لدقة اللحظة التاريخية التي تمر بها الأمة الإسلامية، وما يكتنفها من مخاطر تهدد وحدتنا بشكل غير مسبوق، وتزعزع الثقة في أهلية هذه الأمة لمواصلة النهوض بالدور الريادي في ترسيخ قيم الإسلام الناصعة وفي بناء وتطوير الحضارة الإنسانية" على حد تعبيره.
وأشار الوزير الأول الموريتاني إلى أن بلاده قطعت خطوات معتبرة للتصدي لخطاب الكراهية والتطرف ووضعت مقاربة أمنية رائدة أدخلت البلاد في أمن واستقرار وهدوء وسكينة، مشيرا إلى أنه هذه المقاربة ذات أبعاد فكرية ومنفتحة على الجميع عبر مد أشرعة الحوار وإقامة ندوات علمية وملتقيات فكرية تسعى إلى تعميق الوعي الديني وتعزيز مفاهيم الوسطية ونشر قيم التسامح والمحبة والإخاء، على حد تعبيره.
يشارك في المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين شخصيات علمية دولية وعربية من بينهم الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى السلم في المجتمعات المسلمة، ووفود من بلدان إسلامية مثل المملكة العربية السعودية ومصر، وباحثون من المغرب العربي ولبنان وشمال وغرب أفريقيا، بالإضافة إلى البوسنة والهرسك والولايات المتحدة الأمريكية.
وكان الرئيس الموريتاني، أكد في تصريحات 29 أغسطس/آب الماضي، أن حزب "تواصل" الإخوان متطرف، ويرتبط بأجندات خارجية وحركات تقود العنف في بعض البلدان العربية، وطرح أيضاً احتمال حل الحزب الإخواني.
ودشنت السلطات الموريتانية في 24 سبتمبر/أيلول حملة إغلاق وحظر ضد مؤسسات تابعة لتنظيم الإخوان في موريتانيا.
وأضاف الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ، وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية حينها، أن التحقيقات الخاصة بتمويل مركز علمي وجامعة تابعة للجماعة كشفت عن وجود "شبهات فيما يتعلق بالتمويل، وشبهات حول أوجه الصرف".
أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، خلال كلمة بمناسبة ذكرى استقلال البلاد في شهر نوفمبر الماضي، أن بلاده وقفت بحزم في وجه من وصفهم بـ"المتاجرين بالدين الذين يستغلون الإسلام سياسيا لأغراض شخصية مشبوهة"، في إشارة للحملة التي شنتها السلطات ضد تنظيم الإخوان الإرهابي في البلاد، موضحا أن "المتاجرين بالدين يخدمون تنظيمات دولية تنشر الخراب والفوضى".
واعتمدت موريتانيا منذ 2009 مقاربة وطنية لمحاربة الإرهاب، استهدفت مواجهة الظاهرة من خلال انتهاج سياسية عسكرية وأمنية صارمة، إلى جانب التركيز على الأبعاد الفكرية والثقافية والتنموية.