اجتماع المنامة.. إصرار عربي على مواجهة مراوغات قطر
المنامة تستضيف اجتماعاً رباعياً لوزراء خارجية الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب لمواجهة إرهاب قطر
تستضيف العاصمة البحرينية المنامة غدا الأحد اجتماعاً رباعياً، هو الثاني من نوعه، لوزراء خارجية الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، البحرين والسعودية والإمارات ومصر، لمواجهة إرهاب قطر.
وقال مراقبون في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين الإخبارية" إن أهمية تلك الاجتماعات ترجع إلى التأكيد على استمرار آلية التشاور الرباعية، وتوجيه رسالة جديدة لقطر والوسطاء الدوليين، بتمسكها بضرورة تنفيذ الدوحة المطالب الموحدة كشرط لحل الأزمة معها، والتشاور سوياً بشأن طلبات مقدمة لاتخاذ إجراءات عقابية جديدة ضد قطر.
وقطعت الدول الأربع علاقاتها مع قطر مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي، واتهمتها بدعم الجماعات المتشددة وزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ويأتي اجتماع المنامة في إطار ما تم الاتفاق عليه بين وزراء خارجية الدول الأربع خلال اجتماعهم في القاهرة يوم 5 يوليو/تموز الجاري.
محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق قال لـ"العين" إن "الاجتماع سيقيم مدى التزام قطر بالتوقف عن دعم الإرهاب والتدخل السلبي في الشؤون الداخلية للدول الأربع، كما أن الاجتماع يبعث برسالة واضحة وهي أن التحالف الرباعي لا يزال قويا، وأن العمل مستمر ضد الدول الراعية للإرهاب، وأن قوة الدفع المتمثلة في الإصرار على مواجهة الإرهاب وداعميه، لم تنخفض أو تخفت".
ولفت العرابي إلى أن "قطر تراهن على عامل الوقت بأنه قد يخدمها بمروره، وأن استمرار مراوغاتها سيسهم لاحقا في تخفيف الشروط العربية، وهو الأمر الذي تنفيه مثل تلك اللقاءات المهمة".
وأوضح وزير الخارجية المصري الأسبق أن "لقاء المنامة هو لتنسيق العمل الدبلوماسي الدولي، من خلال تكليف سفراء الدول الأربع في العالم بالتحرك كوحدة واحدة في مواجهة الادعاءات القطرية وتفنيدها والرد عليها، عن طريق تقديم معلومات جديدة سيتم تداولها عن استمرار تورط قطر في دعم الإرهاب".
وتتضمن المطالب العربية وقف قطر دعم الجماعات الإرهابية في المنطقة وعلى رأسها جماعة الإخوان، وتسليم المطلوبين المقيمين على أراضيها، إضافة إلى تقليص علاقاتها مع إيران، وإغلاق قناة الجزيرة التلفزيونية، حيث لم تسفر جهود الوساطة حتى الآن في تحقيق أي تقدم ملموس.
ونوه العرابي إلى أن استمرار الأزمة يرجع إلى أن الموقف الغربي لم يأخذها حتى الآن بجدية، فهو ينظر إليها باعتبارها أزمة خليجية/خليجية، وليست عمل منظم في إطار مواجهة الإرهاب الدولي، وأضاف "من هنا تأتي أهمية هذه اللقاءات لتصحيح الصورة الغربية بالأدلة والبيانات".
وأشار الدبلوماسي المخضرم إلى أن "المجتمع الدولي استخدم قطر في وقت من الأوقات في أزمات عديدة، ومن ثم فهو يجد حرجا في إلقاء اللوم عليها الآن، ومن هنا نتفهم الموقف الدولي المتردد في اتخاذ موقف حازم منها".
من جانبه، قال الدكتور حسن أبوطالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن اجتماع المنامة يبعث بـ3 رسائل، الأولى وهي للدول التي اتخذت مواقف منحازة لقطر، حيث سيتم تقديم إليها معلومات جديدة تؤكد دعم وتمويل الدوحة للجماعات الإرهابية، حتى تأخذ موقفاً محايدا أو على الأقل تخفف من انحيازها.
أما الرسالة الثانية فهي لقطر، للتأكيد على أن هذا التحالف مستمر في الرد على "ألاعيبها"، ولن تثبط همته مع مرور الوقت، فالاجتماع في حد ذاته يرسخ لآلية العمل والتشاور ويظهر أن الموقف العربي الداعي لمكافحة الإرهاب ليس مجرد أمر وقتي عابر، بل إنه يتطلب المتابعة والمشاورات، ما يعطي مصداقية أكبر للدول الداعية لمكافحة الإرهاب في المنطقة.
وأخيرا فإن الرسالة الثالثة تتمثل في مناقشة الاقتراحات المقدمة لحل الأزمة بصورة أكثر شفافية، فقد اعتدنا في العالم العربي أن تتحرك كل دولة وفق رؤيتها ومن خلل نفسها فقط، لكن هذا التحالف يقدم لنا صورة جديدة للتشاور والموقف الجماعي.
وحول لجوء الدوحة للأمم المتحدة لشكوى الدول المقاطعة، قال أبوطالب إن لجوء قطر يدينها ولن ينفعها، فهو نوع من أنواع التهديد العبثي، ويدل على عدم إدراكها طبيعة الموقف الرباعي، الذي يعطي إشارة واضحة من خلال مواقفه إلى أن هذا التحالف سيستمر ويحقق أهدافه.
aXA6IDE4LjExOS4xOS4yMDUg جزيرة ام اند امز