بعد صاروخ النازيين الجدد.. دعوات فرنسية بحظر بيع الأسلحة لقطر
وسائل الإعلام الفرنسية تطالب باريس بحظر بيع الأسلحة الفرنسية إلى قطر والتحقيق في تلك الواقعة.
عقب الفضيحة المدوية التي كشفتها السلطات الإيطالية بوجود صاروخ قطري (جو- جو فرنسي الصنع) في أيدي جماعة يمينية متطرفة في روما، طالبت وسائل إعلام فرنسية بحظر بيع الأسلحة للجيش القطري.
والصاروخ "جو - جو" عثرت عليه الشرطة الإيطالية، الإثنين، بحوزة جماعة يطلق عليها "النازيين الجدد" وتم تصنيعه في عام 1980 لصالح الجيش القطري، ووجد ضمن مجموعة كبيرة من الأسلحة الأوتوماتيكية، ومواد تحمل رموزاً نازية.
- صاروخ قطر بإيطاليا يفتح ملف دعم الدوحة للإرهاب بالعالم
- بالفيديو.. صاروخ قطري بحوزة النازيين الجدد في إيطاليا
ونددت وسائل الإعلام الفرنسية بالكشف عن أسلحة فرنسية الصنع، في أيدي تنظيمات متطرفة فاشية، ووصفت الواقعة بـ"العار".
وتساءلت وسائل الإعلام الفرنسية عن كيفية وصول تلك الأسلحة الفرنسية إلى أيدي هؤلاء المتطرفين، هل أعادت قطر بيعها إليهم؟ كما رصدت ردود فعل نشطاء التواصل الاجتماعي من الفرنسيين الذين دعوا بلادهم لحظر بيع الأسلحة الفرنسية إلى الدوحة.
وقال النشطاء الفرنسيون إن قطر خانت فرنسا بإعادة بيع الأسلحة إلى تنظيمات متطرفة لزعزعة استقرار أوروبا.
وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن فضيحة العثور على صاروخ "جو- جو" فرنسي الصنع لصالح الجيش القطري في حوزة جماعة يمينية متطرفة، وضع باريس في حرج أمام السلطات الإيطالية، موضحة أن أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم الحمدين الإرهابي.
وأعلنت الشرطة الإيطالية توقيف 3 أشخاص بعد اكتشاف مجموعة كبيرة من الأسلحة حديثة الصنع وصاروخ فرنسي مصنع خصيصاً لصالح قطر ومواد تحمل رموزاً نازية.
من جهتها، تساءلت صحيفة "لافوا دو نور" الفرنسية، كيف وصلت تلك الأسلحة الفرنسية التي من المفترض أن تكون بحوزة الجيش القطري حصرياً إلى أيدي الجماعات اليمينية المتطرفة في إيطاليا.
وتابعت: "كيف انتهى الأمر بصاروخ من طراز "ماترا سوبر 530" جو، الذي يحمل نقوشاً فرنسية على الصناديق، في أيدي مجموعات يمينية متطرفة؟".
حرج باريس
وأشارت الصحيفة إلى أنه وسط ترسانة مهمة مكونة من 303 مدافع في تورينو وفي شمال إيطاليا، تم ضبطها من قبل شرطة مكافحة الإرهاب الإيطالية، فإن قيمة هذه الأسلحة أكثر من 600 ألف يورو.
وأضافت أن "وسائل الإعلام الإيطالية تتهم قطر بتمرير هذه الأسلحة إلى اليمين المتطرف الذي حاول إعادة بيع هذه الأسلحة بـ470 ألف يورو إلى دولة أجنبية لم يذكر اسمها".
وفيما يتعلق بتقنية الأسلحة، قالت صحيفة "ويست فرانس" إن الصاروخ الفرنسي من طراز "ماترا سوبر 530 إف" يزن 245 كيلوجراماً بطول 3.54 متر.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن خبراء في الأسلحة، قولهم إن هذا الصاروخ تحديث لطراز "آر 530" المصنوع منذ عام 1980، بحامل صاروخ يصل مداه 25 كيلومتراً، لكن تشغيل مثل هذا الصاروخ بدون طائرة سيكون "معقداً للغاية".
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن "الشرطة الإيطالية أعلنت أن إجمالي الأسلحة التي عثرت عليها هو تسع بنادق هجومية، مدفع رشاش من طراز Scorpion، وثلاث بنادق قنص، وسبعة مسدسات، و20 حربة، و306 من معدات إطلاق النار (كواتم الصوت، ونظارات إلخ..) وأكثر من 800 طلقة ذخيرة، وكذلك قمرة القيادة للمقاتل.
دعوات بحظر بيع الأسلحة
بدورها، رصدت إذاعة "آر. إف. إي" الفرنسية ردود فعل الفرنسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، التي اتهمت قطر بإعادة بيع هذه الأسلحة إلى إيطاليا لتهديد بلادهم.
ودعا أحد النشطاء الفرنسيين ويدعى فرنسوا ليبلان، بلاده إلى "حظر بيع الأسلحة الفرنسية إلى قطر والتحقيق في تلك الواقعة".
من جانبها، روت مجلة "لوبوان" الفرنسية تفاصيل عملية المداهمات، موضحة أن الشرطة الإيطالية تشتبه منذ أشهر في ذلك التنظيم ما دفعها إلى مراقبته.
وقالت إن الشرطة الإيطالية نفذت عدة مداهمات خلال الأسابيع الأخيرة في مدينة "تورينو" شمال غرب روما؛ حيث اعتقلت في 9 يوليو/تموز الجاري، فابيو كارلو داليا، المتهم بالتعاطف مع الفاشية وحيازة ذخيرة حرب.
ووفقاً للمجلة الفرنسية، جاءت المداهمات في أعقاب تحقيق أجراه مكتب المدعي العام في "تورينو" ضد أشخاص ينتمون إلى "أيديولوجية متطرفة" قاتلوا إلى جانب المتمردين الموالين لروسيا في دونباس، وهي منطقة تقع في شرق أوكرانيا؛ حيث كانت الحرب مستمرة منذ خمس سنوات في كييف.
وصرح مسؤول إيطالي بمكتب مكافحة الإرهاب، أوجينيو سبينا، للصحافة، أنه "في الوقت الحالي، لا يوجد شيء يذكر حول مشروعات تخريبية"، موضحاً أن "الشرطة الإيطالية توصلت إلى الأسلحة عن طريق وضع بعض المشتبه فيهم تحت المراقبة خلال محاولته إعادة بيعها".
صمت إيطالي
وألقت السلطات الإيطالية القبض على 3 أشخاص، وهم: مالك الحظيرة، سويسري (42 عاماً)، وشريكه الإيطالي (51 عاماً)، بالإضافة إلى فابيو ديل بيرجولو (60 عاماً)، وهو مرشح سابق عن قائمة المجموعة الفاشية الجديدة "فورزا نوفا" وجرى الاعتقال بالقرب من مطار فورلي، بحسب مجلة "لوبوان" الفرنسية.
من جهته، أصدر الحزب اليميني المتطرف "فورزا نوفا" بياناً قال فيه إنه "لا علاقة له بالقضية، وإن فابيو ديل بيرجولو توقف عن الاتصال مع الحزب منذ سنوات".
ووفقاً للشرطة الإيطالية، أرسل فابيو ديل بيرجولو صوراً لصاروخ ماترا عبر مراسلة "واتساب" من أجل بيعها، كان يأمل، حسب وسائل الإعلام الإيطالية، في أن يحصل على 470 ألف يورو.
من جانبه، قال موريزيو مارتينا، زعيم الحزب الديمقراطي: "هذه قضية لا تصدق، خطيرة للغاية، تستحق المزيد من الاهتمام".
إلى ذلك، أعربت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية عن استغرابها من صمت وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، ولم يدل بأي بيان أو ينتقد الأيادي القطرية في الواقعة.
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg جزيرة ام اند امز