بعد سبات أسبوعين.. وزير خارجية قطر يفيق على جعجعة بلا طحين
عاد للمشهد بعد غياب أسبوعين، يتحدث عن الثقة، ونسي أن دوحته هي من خانتها وخانت معها العهود والمواثيق
عندما يستفيق الشخص من الغيبوبة يظن أن الأشياء واقعية بينما هي كانت هلوسة.. هذا ما حصل مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الذي دخل في سبات عن الكلام لمدة أسبوعين، لم ينطق فيهما ببنت شفة عن الأزمة التي افتعلتها بلاده، ليخرج أخيرا بأسطوانة مهترئة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولسان حاله يشرحه ذلك المثل "أسمع جعجعة ولا أرى طحناً".
محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي كان يجول ويصول طيلة شهرين من عمر الأزمة، في المحافل الدولية، دون جدوى، قبل أن يغيب عن المشهد أواخر يوليو/تموز المنصرم، ظهر بالأمس يقول إن إعادة بناء الثقة بين دول مجلس التعاون الخليجي ستتطلب وقتًا طويلًا بسبب الأزمة الحاصلة منذ أكثر من شهرين.
بيد أن الوزير القطري تناسى وهو يتحدث عن الثقة، أن دوحته هي من خانتها وخانت معها العهود والمواثيق التي وقع عليها أميرها مع أشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي، يوم كانوا مجتمعين في الرياض.
الوزير وهو يتحدث عن الثقة، يستحضر ذاك المثل القائل "يأتي ليبيع الماء في حارة السقايين"..مثلُ يُضرب للدلالة على الانحراف عن جادة الصواب، فمن يشتغل ببيع الماء في حارة يكثر فيها السقاة، الذين لا همَّ لهم إلا بيع الماء، فهو إما أحمق أو خاسر، لأن ما يبيعه فائض عن الحاجة.. وهو ما تجلى في تصريحاته التي لم يعد يسمع صداها داخل جدران المحيط والإقليم.
ولعل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب سبقت وزير قطر في الحديث عن طول الأزمة، وهو ما ترجمته تصريحات الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، الذي قال إننا متجهون إلى قطيعة ستطول.
قرقاش كان قد أكد أنهم "أمام خيارات سيادية سيمارسها كل الأطراف حسب مصالحه الوطنية وثقته فيمن حوله وقراءته لجواره، ولعله الأصوب في ظل اختلاف النهج وانعدام الثقة".
واليوم يأتي وزير الخارجية القطري، الذي امتهن التناقض والتخبط طيلة عمر الأزمة، ليتحدث عن الثقة، وقد نسى أن دوحته هي التي أبت واستكبرت، وفضّلت أن تكون مطية في يد ملالي إيران.
ونسى أيضاَ، خيانة قطر للدول العربية والإسلامية، يوم انفضح أمرها من مساندتها للميليشيات الحوثية الانقلابية ضد قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، والذي تقوده المملكة العربية السعودية.
الوزير المتناقض، وهو يدعو الدول الأربع، بالأمس، للتقدم بما أسماها "أدلة" تدعم إجراءاتها، أنساه سبات الأسبوعين، قضية "بوعسكور" التي كشفت تآمر الدوحة على دولة الإمارات، وتسجيلات الحمدين التي فضحت تآمر قطر على البحرين، وتخطيطها لاغتيال العاهل السعودي الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز آل سعود.
كذلك لم يتذكر الوزير، تلك الوثائق التي تصدرت نشرات الأخبار ومانشتات الصحف العربية والدولية، وكشفت خرق قطر للاتفاق الموقع في الرياض عام 2013 وملحقه التكميلي في 2014، واللذين ينصان على عدم دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTIuMTA5IA== جزيرة ام اند امز