علاقة قطر لم تقتصر على الجماعات الإرهابية المحسوبة على السنة فقط بل تربطها علاقات قوية بإيران.
قطر دولة سيئة السمعة بسبب تصرفات نظام الحمدين ودعمه الجماعات الإرهابية، وبعد أن كان الأمر في الخفاء أصبح واضحا في العلن للعالم كله؛ أن من يقف وراء الجماعات الإرهابية ويدعمها هو هذا التنظيم.
أدى الضغط الروسي على تركيا إلى تخلي قطر عن جبهة النصرة قبل أي تحرك في إدلب، لأن أي قرار يتخذ في الدوحة يجب أن يوافق عليه أردوغان، واليوم تحاول قطر جاهدة التملص من علاقتها المشبوهة مع "النصرة"، لتترك الجبهة تواجه مصيرها المحتوم في إدلب
جبهة النصرة التي ظهرت في سوريا عام 2012م الجميع يعلم عن علاقتها بقطر والدعم المالي الذي قدمه تنظيم الحمدين لها، لقد خرجت جبهة النصرة من رحم تنظيم القاعدة لكنها في عام 2016م أعلنت انفصالها عن تنظيم القاعدة وغيرت اسمها الي "جبهة فتح الشام" في محاولة منها لطرح نفسها من جديد لكي تجد مكانا بين السوريين الذين يرفضون هذة الجبهة الإرهابية التي يمولها تنظيم الحمدين الإرهابي.
جبهة النصرة نفذت الكثير من عمليات الخطف في سوريا وحصلت علي دعم قطري في شكل فدى مالية لتحرير رهائن عرب وغربيين، ولم تكتف قطر بل موّلت تنظيم النصرة بمدافع رشاشة مضادة للطيران وذخائر خاصة بالرشاش وأسلحة آلية وثقيلة في حملة أطلق عليها "مدد أهل الشام"، وهذة الدلائل تدل على أن قطر أكبر ممول للإرهاب ليس في سوريا فقط بل في العالم أجمع.
قطر مضطرة الآن إلى التخلي عن جبهة النصرة لأسباب عديدة منها أن الجرائم التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية كان نتيجتها مقتل وتشريد الملايين من البشر وتدمير الدول، لذلك هناك تحركات من جماعات ومؤسسات وأفراد لمطالبة قطر بالتوقف عن دعم الإرهاب ومقاضاتها في المحاكم الدولية، ففي شهر أبريل عام 2018م طلبت محامية هولندية من قطر التبرع لضحايا الإرهاب بسبب إرهاب جبهة النصرة في سوريا، وطالبت المحامية الهولندية في رسالة إلى أمير قطر بإنشاء صندوق للتعويضات وإلا سوف يتم مقاضاة أمير قطر ومسؤولين قطريين بسبب دعمهم الإرهاب.
من أسباب الأزمة بين دول المقاطعة وقطر الدعم القطري للإرهاب، ودول المقاطعة أعلنت أنها لديها أدلة تثبت دعم قطر لجبهة النصرة والجماعات المسلحة في سوريا، وهناك أيضا أدلة تثبت الدعم القطري لتنظيم القاعدة.
في المقابل فإن علاقة قطر لم تقتصر على الجماعات الإرهابية المحسوبة على السنة فقط، بل تربطها علاقات قوية بإيران حيث استغلت الدوحة هذه العلاقة في التوسط بين الجماعات والمليشيات الإيرانية الإرهابية في سوريا ولبنان والعراق، وتوسطت في صفقة هدنة بين حزب الله وجبهة النصرة عام 2017م، وهذه الصفقة أشرف عليها مسؤولون أمنيون قطريون، لذلك ترفض الدوحة دوما فك الارتباط مع طهران مضحية بعروبتها وجيرانها في الخليج من أجل هذه العلاقة، لأنها تخدمها في تحريك الجماعات الإرهابية والمليشيات الإيرانية لتدمير المنطقة.
من أسباب محاولة قطر التبرؤ من علاقتها بجبهة النصرة هو إعلان تركيا عن تصنيف جبهة النصرة جماعة إرهابية، بعد أن رفضت "النصرة" حل نفسها وبعد فشل المخابرات التركية في إقناع قادة "النصرة" بحل التنظيم الإرهابي، وهذه الخطوة التي أقدم عليها أردوغان جاءت بضغط روسي سوف يكون نتيجته إرغام الفصائل السورية المعارضة التابعة لتركيا بالتصالح مع نظام الأسد من أجل مصالح تركيا مع روسيا، خاصة أن أردوغان يعاني من فشل في الملفات السياسية والاقتصادية، ويستغل الآن أزمة إدلب من أجل تحقيق اهداف خاصة به.
لقد أدى الضغط الروسي على تركيا إلى تخلي قطر عن جبهة النصرة قبل أي تحرك في إدلب، لأن أي قرار يتخذ في الدوحة يجب أن يوافق عليه أردوغان، واليوم تحاول قطر جاهدة التملص من علاقتها المشبوهة مع "النصرة" لتترك الجبهة تواجه مصيرها المحتوم في إدلب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة