قطر وجبهة النصرة الإرهابية.. جريمة جديدة تكشف المستور
جريمة جديدة ترتكبها قطر تؤكد دعمها للإرهاب بشكل عام، وتمويلها لجبهة النصرة -فرع تنظيم القاعدة في سوريا- بشكل خاص.
جريمة تؤكد أن نظام الدوحة يأبى إلا أن يواصل نفس النهج في نشر الإرهاب وإثارة الرعب في نفوس ضحاياه وانتهاك حقوق الأبرياء.
الجريمة الجديدة، بدأت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا تحقيقا جديدا حولها، وتكشف تورط مسؤولين قطريين في عرقلة سير العدالة، وترهيب مطالبين بالتعويض في قضية تمويل بنك قطري جماعة "جبهة النصرة" الإرهابية.
يأتي هذا بعد عدة أسابيع من كشف قيادي في جبهة النصرة (معتقل بالعراق) عن قيام جهات خارجية قطرية بدعم التنظيم الإرهابي بشكل منتظم.
وقبل ذلك بعدة شهور، أقام مصور صحفي أمريكي، خُطف في سوريا نهاية عام 2012 من قبل جبهة النصرة الإرهابية، في يناير/كانون الثاني الماضي، دعوى قضائية بالمحكمة الفيدرالية بفلوريدا ضد مصرف قطر الإسلامي متهما إياه بتمويل خاطفيه.
وفيما تتزايد الدلائل التي تكشف علاقة قطر بالتنظيم الإرهابي، لا ينسى العالم أكبر فدية في التاريخ لجماعات إرهابية بلغت مليار دولار، والتي دفعتها قطر عام 2017 لعدة تنظيمات إرهابية من بينها، جبهة النصرة.
كما سبق أن ظهر زعيم تنظيم جبهة النصرة في سوريا أبومحمد الجولاني على شاشة "الجزيرة" القطرية للترويج للتنظيم وأفكاره في سقطة إعلامية فضحت دعم الدوحة للإرهاب بشكل واضح.
كل ذلك يثبت أن قطر دعمت التنظيم الإرهابي بشتى السبل، بشكل مباشر أو تحت مظلة جمعيات خيرية، أو في صورة فدى وهمية، أو عن طريق إعلامها، وعلى رأسه قناة "الجزيرة".
تهديد الشهود
تزايد الدلائل عن ارتباط قطر ومؤسساتها وبنوكها بالتنظيمات الإرهابية، جعل الدوحة فيما يبدو تفقد السيطرة على مجريات الأمور، وتنتهج الإرهاب طريقا لترهيب الساعين لمحاسبتها على إرهابها.
وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الأربعاء، عن فضيحة مدوية تورط فيها مسؤولون بالدوحة بقضية تمويل بنك قطري للإرهاب في سوريا.
وقالت الصحيفة إن الشرطة البريطانية فتحت تحقيقات في قيام الدوحة بترهيب وتهديد شهود في قضية تتهم "بنك الدوحة" بتمويل جبهة النصرة بسوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن قطر استعانت في القضية برجال مسلحين وملثمين لترهيب الشهود.
وقالت أيضاً إن شرطة مكافحة الإرهاب كلفت بالتحقيق في اتهامات بأن شهودا ومدعين في قضية لتمويل الإرهاب قد تعرضوا للترهيب من قبل مسؤولين في دولة قطر، حسب ما أُبلغت المحكمة العليا البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن اتهامات عرقلة مسار العدالة ظهرت خلال جلسة محاكمة في لندن، الأربعاء الماضي، في قضية تتعلق بدعاوى مطالبات تعويض قدمها في البداية 8 لاجئين سوريين ضد "بنك الدوحة".
وقال المحامي بن إمرسون، الذي يمثل 4 من المطالبين السوريين للمحكمة العليا البريطانية، إن التدخل في العدالة قد اتخذ شكل "الملاحقة والترهيب والضغط والمراقبة السرية غير القانونية في الخارج والتهديد بالزيارات من قبل رجال مسلحين وملثمين أثناء الليل ومحاولة رشوة وإغراءات مادية".
ويقول المدعون إنهم فروا إلى هولندا بعد أن دمرت "جبهة النصرة"، جماعة إرهابية تسيطر على أجزاء من شمالي سوريا، حياتهم ومنازلهم، وإنهم يقاضون البنك لأنه استخدم لتحويل الأموال إلى الجماعة الإرهابية، المحظورة في المملكة المتحدة.
وفي أغسطس/آب 2019، كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية أن بنك الدوحة يواجه اتهامات بتحويل أموال إلى جماعة إرهابية في سوريا، وفقا لدعوى قضائية تنظر أمام المحكمة العليا في لندن رفعها 8 لاجئين سوريين.
وقالت الصحيفة إن شقيقين ثريين يواجهان اتهامات بأنهما استغلا حسابات في "بنك الدوحة"، الذي يملك مكتبا في لندن، لتحويل مبالغ كبيرة من المال إلى "جبهة النصرة"، التابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي، أثناء الحرب السورية.
وأوضحت أن الدعوى القضائية ضد كل من بنك الدوحة، والشقيقين معتز ورامز الخياط، الموصوفين بأنهما "رجلا أعمال سوريان/قطريان بارزان"، تشمل أصولهما شركة بناء عالمية.
تمويل مباشر
الاتهامات التي وجهها اللاجئون السوريون لقطر أكدها في مايو/أيار الماضي، القيادي المغربي في جبهة النصرة عصام الهنا المعروف، بأبي منصور المغربي، والمقبوض عليه في العراق.
وكشف الهنا عن تواصله مع جهات خارجية قطرية لدعم التنظيم، أبرزها قطري يدعى خالد سليمان، الذي كان يمول جبهة النصرة بمليون دولار شهريا، وفقا لما نقلته صحيفة "القضاء العراقي" التابعة لمجلس القضاء الأعلى العراقي.
دعم بغطاء الفدى
وإضافة إلى التمويل المباشر أو تحت غطاء المؤسسات والبنوك، يقوم تنظيم الحمدين باستخدام أموال وثروات الشعب القطري المغلوب على أمره لدعم وتمويل الإرهاب عبر فدى وهمية.
ومن أبرز الجماعات الإرهابية، التي ثبت تورط تنظيم الحمدين في دعمها، جبهة النصرة في سوريا.
وفي أبريل/نيسان 2017، أبرمت قطر صفقة مع "حزب الله" -الذي قام بدور الوسيط- للإفراج عن 26 صيادا، عدد منهم ينتمي للأسرة الحاكمة، تم اختطافهم أثناء رحلة صيد على الحدود السورية-العراقية في يناير/كانون الأول 2016، ودفعت أكبر فدية في التاريخ لجماعات إرهابية بلغت مليار دولار.
ومن بين هذه الجماعات والأفراد كتائب حزب الله في العراق -التي قتلت عسكريين أمريكيين باستخدام عبوات ناسفة- والجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي قتل في غارة أمريكية يناير الماضي، وكذلك هيئة تحرير الشام، التي كان يطلق عليها اسم جبهة النصرة عندما كانت فرعا لتنظيم القاعدة في سوريا.
وبعد ذلك بعدة شهور، أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 25 يوليو/تموز عام 2017، تصنيف 9 كيانات و9 أفراد في قوائم الإرهاب المحظورة لديها، كان على رأسهم 3 قطريين أدوا دورا محوريا في تمويل جبهة النصرة الإرهابية في سوريا.
وقبل ذلك بعدة سنوات، توسطت الدوحة، عام 2013، بدفع فدية قدرها 150 مليون دولار، للنصرة، للإفراج عن رهائن تابعين لحزب الله، مقابل الإفراج عن طيارين تركيين، كانا محتجزين في لبنان ونقلا على طائرة تابعة للخطوط القطرية.
تحالف التطرف.. قطر وتركيا والنصرة
وجبهة النصرة مدرجة في قائمة الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية وتشكلت بعد فترة قليلة من انطلاق الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد عام 2011.
وحظيت الجبهة في بادئ الأمر بدعم تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق ثم انفصلت عنه عام 2013، وغيرت اسمها لاحقا إلى جبهة "تحرير الشام".
وفي ديسمبر الماضي، وثق تقرير لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، التي تتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرا لها، الدور القطري والتركي، في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية منذ بدء الصراع في سوريا قبل 9 سنوات.
وأفاد "التقرير الشامل لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية" أن التحالف المتمثل في قطر وتركيا وجبهة النصرة، التي تشكل امتدادا لتنظيم القاعدة في سوريا، ساهم في تحقيق الأخيرة لمكاسب ميدانية في بعض المناطق السورية و مكنها من الحصول على إمدادات عسكرية ومالية لمواجهة القوات الحكومية السورية.
وفي هذا التحالف، شكل من الشراكة التي جعلت من قطر ممولا، وتركيا معبرا، حيث انتقلت الأموال والأسلحة القطرية إلى جبهة النصرة عبر الحدود التركية السورية.
وأفرد التقرير مساحة أوسع لما يطلق عليه البعض "تحالف التطرف"، والمقصود به تركيا وقطر وجبهة النصرة.
وتعزز التحالف مع تشكيل عدد من الفصائل المسلحة، ما يعرف بتنظيم "جيش الفتح" بقيادة جبهة النصرة للقتال ضد الحكومة السورية عام 2015.
ويقول التقرير إن تشكيل جيش الفتح جاء بوساطة قطرية ومساع تركية، ويشدد على أنه لولا الدعم القطري التركي لما نجح التنظيم الإرهابي في تحقيق مكاسب ميدانية في سوريا.
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز