قطر أكبر ممول للإرهاب.. أدلة جديدة يكشفها لـ"العين" مسؤول أمريكي
مستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس جو بايدن إبان حُكم الرئيس باراك أوباما اعتبر قطر أكبر ممول للجماعات الإرهابية.
اعتبر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس جو بايدن، إبان حُكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قطر أكبر ممول للجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن قطر هي أكثر دولة في المنطقة رحبت بقيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وهي الجماعة التي شكلت الأساس لكل التنظيمات المتطرفة الأخرى مثل القاعدة وتنظيم داعش.
وتابع سوليفان، خلال دراسة بحثية أصدرها في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية DDF، أمس، في أعقاب مؤتمر "علاقة الدوحة بجماعة الإخوان الإرهابية"، أن الدولة الخليجية لطالما تعاملت مع الإدارة الأمريكية بوجهين، فهي تستضيف أكبر قاعدة للجيش الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط في العديد، لكن هذا لم يمنعها من دعم الجماعات الإرهابية التي تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
ونبه سوليفان إلى أن الإدارة الأمريكية السابقة لطالما طلبت إغلاق مكتب حماس في الدوحة والتوقف عن استضافة بعض الإرهابيين، لكنها لم تستجب، مقللا من أهمية الالتزامات القطرية الجديدة خلال لقاء أمير قطر بالرئيس الأمريكي في العاصمة السعودية الرياض أثناء القمة الخليجية الأمريكية، خلال وقت سابق.
وأضاف مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأمريكي السابق، قائلا: "إن القاعدة الأمريكية في العديد في قطر حاسمة لعملياتنا المستقبلية في الشرق الأوسط ضد داعش، لكننا في ذات الوقت لا نستطيع أن نغض النظر عن دعم قطر للإرهاب بشكل يهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ومصالح حلفائها"، داعيا إلى التفكير في البدائل المتاحة لقاعدة العديد في حال عدم قيام قطر بالجهود الكافية لمواجهة الإرهاب.
وأشار سوليفان إلى أن واشنطن كانت تعتبر قطر باب اتصال خلفي للاتصال مع الجماعات الإرهابية في حال تأزم الأمور وقد نجحت الدوحة في القيام بصفقات مع بعض الجماعات الإرهابية للإفراج عن رهائن أمريكيين، وهذا ما لم تكن واشنطن مستعدة للقيام به لأن الإدارات الأمريكية لديها مبدأ ثابت بعدم التفاوض مع إرهابيين، لكن الدوحة لا تلتزم بهذا المبدأ وقد نجحت بالفعل، ولم ينس أحد ما فعلته قطر في ملف الرقيب بيرجدال، ففي يونيو 2013 نجحت جهود الوساطة القطرية في الإفراج عن الرقيب الأمريكي بيرجدال، والذي كانت اختطفته حركة "طالبان" في أفغانستان قبل أربع سنوات، مقابل 5 من كبار قيادات الحركة كانت تحتجزهم الولايات المتحدة الأمريكية بسجن جوانتانامو لخطورتهم الشديدة.
وتابع: كما توسطت قطر في أغسطس/آب 2014 لإطلاق سراح صحفي أمريكي يدعى بيتر ثيوكيرتس، كان محتجزا لأكثر من عامين لدى "جبهة النصرة"، فرع تنظيم "القاعدة" في سوريا، وحتى الآن لا أحد يعلم على وجه اليقين ما المقابل في هذه الصفقة.
وأشار سوليفان إلى أن الوساطة القطرية مع الجماعات الإرهابية لم تكن فقط لصالح الحكومة الأمريكية، إنما لصالح حكومات غربية وعربية، ففي فبراير 2013 نجحت الوساطة القطرية في تحرير رهينة سويسرية تدعى سيلفيا إيبرهارت بعد احتجازها لعام كامل على يد مسلحين لتنظيم "القاعدة" في اليمن، كما أعلنت قطر في مارس/آذار 2014 على لسان وزير خارجيتها خالد العطية أن "الوساطة القطرية" نجحت في إطلاق سراح 13 راهبة أرثوذكسية تم اختطافهن من دير "مار تقلا" بمدينة "معلولا"، شمال غربي دمشق قبل عام على يد مسلحين.
وتابع: قطر كانت الدولة الوحيدة في العالم العربي التي افتتحت مكتبا لـ "طالبان" قبل أن تغلقه بعد أسابيع، بسبب نزاع حول استخدام مكتب طالبان اسم إمارة أفغانستان الإسلامية.
ونبه سوليفان إلى أن وكيل وزارة المالية الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، خلال الإدارة السابقة، قال: إن ممولين من قطر يجمعون تبرعات مالية للجماعات المتطرفة في سوريا، بدءًا من داعش حتى جبهة النصرة، كما أعلن وزير التعاون الاقتصادي والتنمية الألماني الدكتور جيرد مولر خلال وقت سابق أن أغلب أموال داعش تأتي من قطر.
واختتم سوليفان، أنه من الوهلة الأولى كان يبدو أن الدوحة تقدم خدمات جليلة للعالم المتحضر والحكومات الغربية بفتح قنوات اتصال مع الإرهابيين للتدخل والوساطة كما كان يحدث، لكن مثل تلك الصفقات كشفت مدى تغلغل الدوحة وتشابك علاقاتها بالجماعات المتشددة حول العالم، ومع مرور الوقت ومع تكرار مثل هذا النوع من الصفقات علينا أن نتساءل: هل كانت هذه الصفقات تتم لمصالح الحكومات الأخرى للإفراج عن رهائن وإنقاذ حياتهم أم أنها كانت تتم لحصول الجماعات الإرهابية على مكاسب ما كانوا ليحصلوا عليها أبدا؟
aXA6IDE4LjExNy45NC43NyA= جزيرة ام اند امز