لجأت قطر إلى مرتزقة تشاديين لإجبار الجيش الليبي على تحريك قواته من مواقعها في طرابلس
بحلول عام 2050، من المتوقع أن تكون هناك زيادة سكانية في بعض بلدان وسط أفريقيا تؤدي إلى نزاعات بين مختلف الجماعات العرقية، ويبدو أن تلك الصراعات ستستخدم لإخفاء أغراض أخرى، إحدى آثار تلك الزيادة السكانية بالإضافة للتغير المناخي أصبحت تتسبب بالفعل في تغيير الرعاة لطرقهم بسبب نقص المياه والمراعي للماشية، هذه العادات الجديدة تنتهي بالاشتباكات بين الرعاة والمزارعين الذين ينتمون لأعراق مختلفة.
كما سنرى في بعض الحالات، فإن هذه الاحتكاكات هي أول آثار الاكتظاظ السكاني، لكنها في حالات أخرى تحدث لمصلحة بعض الدول، تحاول هذه الحكومات السيطرة بشكل غير مباشر على مصائر الدول من خلال شراء الذمم وإدخال الإخوان المسلمين في السلطة، وفي حالات أخرى إيواء المعارضين في بلدانهم حتى يتمكنوا من الضغط على حكوماتهم.
في الآونة الأخيرة، يتم اكتشاف طريقة أخرى من طرق الضغط تم القيام بها دائما من قِبَل الدول نفسها، وتتمثل في خلق مواجهات عرقية في بعض البلدان بغرض إنهاكها وإضعافها، ومن ثم إجبار الجيوش على إخلاء ثكناتها والتنقل إلى مناطق النزاع، هذه القوات كان يفترض وجودها في أماكن أخرى
في الآونة الأخيرة، يتم اكتشاف طريقة أخرى من طرق الضغط تم القيام بها دائما من قِبَل الدول نفسها، وتتمثل في خلق مواجهات عرقية في بعض البلدان بغرض إنهاكها وإضعافها، ومن ثم إجبار الجيوش على إخلاء ثكناتها والتنقل إلى مناطق النزاع، هذه القوات كان يفترض وجودها في أماكن أخرى.
في ليبيا، لجأت قطر إلى مرتزقة تشاديين لإجبار الجيش الليبي على تحريك قواته من مواقعها في طرابلس، ولأجل ذلك هاجموا بلدة مرزق بقيادة الإرهابي أبوبكر سوقي المُنتمي لمليشيات حسن موسى، وحاولوا التضليل بخصوص الاستهداف كي يبدو وكأنه مواجهات عرقية بين العرب والتبو، وكان جيش حفتر توصّل سابقاً لاتفاق هدنة في المدينة بين العرب التبو والطوارق، لكن المخابرات القطرية، حسب ما عُرِف لاحقاً، كانت تقف خلف تلك الهجمات عن طريق عميلها خليفة المهندي. وتكمن مهمة المهندي في فتح جبهة في الجنوب الليبي باستعمال مرتزقة تشاديين والإرهابيين الليبيين المنتمين لما يُعرف بـ"مجلس شورى ثوار بنغازي". هذه المهمة سيتم تسهيلها من طرف زعيم المعارضة التشادية تيمان ارديمي زعيم جماعة الإخوان المسلمين المقيم في الدوحة.
أما في السودان، فتفيد الأنباء الواردة من هناك، الثلاثاء الماضي، باشتداد الاشتباكات بين قبائل بني عامر والنوبيين في بورتسودان الواقعة على ضفاف البحر الأحمر شرق السودان. حصيلة تلك المواجهات كانت عشرات القتلى وأكثر من مئة جريح. ويعود هذا النزاع بين القبيلتين في بورتسودان إلى سنة 1986، لكن في المدينة توجد عرقيات وقبائل أخرى عاشت في انسجام وسلام اجتماعي طيلة السنوات الماضية، وهنا يجب الإشارة إلى أن السودان قد خضع لحكم عمر البشير، حليف قطر تركيا والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، منذ 1989 وحتى أبريل 2019، حيث تمّت الإطاحة به والزج به في السجن، وكان البشير ينوي اللجوء للدوحة بهدف تفادي السجن، لكن مخططه باء بالفشل.
وتشير مصادر محلية إلى أن النزاع الحالي والذي تمخضت عنه مواجهات بين قبائل بني عامر والنوبة هو صراع مصطنع وليس حقيقيا، صحيح أنه كانت بين القبيلتين احتكاكات تاريخية وتعايش أيضاً، لكن أطراف معينة تعمل على تأجيج النزاع وتغذيته لتحقيق مآرب تختلف عن مصالح مختلف التشكيلات القبلية في بورتسودان، وحسب ذات المصادر، فإنه توجد تقارير تؤكد تأثير بعض القوى الخارجية ومحاولاتها صب مزيد من الزيت على النار، لكن حتى الآن لا توجد معلومات يقينية يمكن من خلالها إثبات ذلك.
وفي مالي، استخدموا تمرد الطوارق ضد الحكومة المركزية سنة 2012 من أجل تهجيرهم، وبمجرد نزوحهم تمكنوا من الاستيلاء على شمال البلاد وتثبيت الجماعات الإرهابية، وأخيراً، أدرك الطوارق الخدعة وتوقفوا عن دعمهم وبمساعدة فرنسا تمكنوا من استعادة المنطقة. حالياً، يستخدمون عرقية الفلاني في مالي وبعض البلدان الأخرى من أجل إحياء تلك النعرات والتي غالباً ما تكون ضد الطوارق والدوجون في حالة مالي مثلاً.
وليس ذلك بالمهمة الصعبة، فتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لديه فرع في مالي -جماعة نصرة الإسلام والمسلمين- هذه الأخيرة تنضوي تحت لوائها مجموعة أخرى تسمى "كتائب تحرير ماسينا"، والتي يتزعمها الإمام الدموي مامادو كوفا، هذه الجماعة تتكون حصراً من عرقية الفلان ويمكنهم التواصل مع جميع المنحدرين من عرقيتهم، سواء في مالي أو في البلدان المجاورة.
مخطط التحرك هذا تتم إعادته في تشاد مع الرعاة الرحل من العرب والمزارعين المنحدرين من عرقية اوراديان أو الزغاوة، في نيجيريا مع عرقية البيولس، وهكذا يتم تنفيذ المخطط في أغلب دول وسط وغرب أفريقيا، إنها مصادفة صعبة التصديق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة