القرصنة هي اختراق أمني وسرقة مرتكبة في البحر أو برمجيا في مجالات الحاسوب (هاكر)
القرصنة هي اختراق أمني وسرقة مرتكبة في البحر أو برمجيا في مجالات الحاسوب (هاكر) من قبل عميل غير مدفوع من أي دولة (أفراد) أو من جهات حكومية معادية، وهي مصدر خطر داهم على الأمن والاقتصاد الدولي، واشتهرت سابقا في سواحل الصومال وتسود حاليا في منطقة الخليج العربي من قبل نظام الملالي.
إن هذه القرصنة وتهديد الأمن الدولي لم يكونا حكرا على إيران وحدها؛ بل يشاركها في ذلك شريكتاها في الشر "قطر وتركيا" اللتان تحولتا نحو الانتحار السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي على الطريقة الإيرانية والتضحية بشعبيهما من أجل انتصار وهمي ومرض نفسي ومن أجل تصفية حسابات حزبية ومذهبية
تحولت تهديدات إيران باستهداف الملاحة رداً على العقوبات الأمريكية إلى إرهاب وقرصنة بحرية مكتملة الأركان في مياه الخليج، وكأنها بذلك تهدف إلى استعادة أو بناء شعبية في الداخل للنظام المتهالك، بعد انهيارات اقتصادية شاملة، وعقوبات متدرجة، وصلت إلى رأس الشر (خامنئي) ودينامو القوة العسكرية والاقتصادية ممثلاً بالحرس الثوري، وهو ما دفع النظام الإيراني إلى التمادي في خوض تجربة القرصنة وأعمال التخريب، في ظل أن كل التحليلات ظلت تتجه نحو استبعاد حرب مباشرة وواسعة مع الولايات المتحدة الأمريكية حاليا، وهي حالة أمريكية معتادة تنطبق على كل الرؤساء في العام الذي يسبق انتخابات الرئاسة، حيث لا يمكن له اتخاذ قرارات مصيرية غير مدعومة سياسياً في الداخل.
ولأن مضيق هرمز يتمتع بأهمية استراتيجية في مجال حركة السفن التجارية وناقلات النفط والملاحة البحرية بشكل عام، غير أن ازدياد الأنشطة التخريبية فيه وتهديد طهران مرات عديدة بإغلاق هذا الممر يهدد الأمن والاقتصاد العالمي وإمداده بالطاقة، وهو ما يستدعي تحرير هذا الممر المهم من قبضة القراصنة الإيرانيين، والظروف الحالية التي تسيطر على المضيق باعتباره نقطة ارتكاز التوتر بين إيران والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، وما جرى من ممارسات إيرانية في حق ناقلات النفط العالمية يؤكد هذه الضرورة ويعجّل بالفعل إنهاء السيطرة الإيرانية على هذا الممر الاستراتيجي.
من الناحية العملية، لم تكسب طهران شيئاً من وراء قرصنتها الأخيرة، بعد سلسلة من أعمال التخريب والتصعيد وتحريك الحلفاء لدعم حملة التخريب والاستهداف والقرصنة في مياه الخليج العربي، وكل ما حصلت عليه هو غضب عالمي يلاحقها ونداءات تتصاعد وتطالبها بأن تتوقف عن ممارسات القراصنة هذه، هذا إلى جانب وجود احتمالات انضمام بريطانيا وبعض الدول الأوروبية لحماية المضيق والملاحة "عملية الحارس"، وقد تصل إلى فرض عقوبات إضافية لتشارك الجانب الأمريكي في ذلك، وإن كنت أرى أن الخليج ليس بحاجة لدول تعمل على تأمينه من القراصنة؛ بل إلى تحالف لسحق القراصنة، ربما يحدث هذا التحالف الدولي في قادم الأيام لحماية السفن، ثم الرد على الدولة المارقة إذا ما استدعى الأمر، وإذا ما استمرت في اختطاف الناقلات وهددت أمن الملاحة الدولية، فإن ذلك سيجعلها تدفع ثمن أعمال القرصنة البحرية وغيرها غاليا.
إن هذه القرصنة وتهديد الأمن الدولي لم يكونا حكرا على إيران وحدها؛ بل يشاركها في ذلك شريكتاها في الشر "قطر وتركيا" اللتان تحولتا نحو الانتحار السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي على الطريقة الإيرانية والتضحية بشعبيهما من أجل انتصار وهمي ومرض نفسي ومن أجل تصفية حسابات حزبية ومذهبية، حالهما كمن يطلق النار على قدميه، في ظل غياب العلاقات الجيدة مع جيرانهما. فنجد أنهما تذهبان وتعملان على تقويض الأمن والاستقرار في سوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا والصومال والتضحية بدماء وبسلامة وأمن هذه الشعوب من أجل تحقيق مصالحهما وأهدافهما، متخذتين في ذلك أسلوب القراصنة، وهي قرصنة لا تقل عن القرصنة الإيرانية بل تتعداها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة