محللون موريتانيون: أدلة على تمويل قطر وتركيا حزب "تواصل" الإخواني
أحمد ولد مولاي أمحمد، أكد الـ"العين الإخبارية" أن السلطات لديها أدلة لإدانة حزب "تواصل" بالعمل لحساب قطر وتركيا.
أجمع عدد من المراقبين والمتتبعين للشأن السياسي والأمني في موريتانيا على خطورة التساهل والتغاضي عن تغلغل تنظيم "الإخوان" على أمن البلد، كاشفين عن دور جهات أجنبية وخصوصا قطر وتركيا في تهديد الأمن القومي الأفريقي.
- موريتانيا تواصل تجفيف منابع الإرهاب.. إغلاق جامعة إخوانية
- ضربات موجعة لجماعة الإخوان الإرهابية في موريتانيا
وأشار هؤلاء المراقبون في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" لأهمية الحملة التي تشنها السلطات الموريتانية ضد التنظيم، من أجل درء خطر الحركة التي يرون أنها تتستر خلف العمل السياسي الحزبي لتمرير أجندتها الخاصة.
وأغلقت السلطات الموريتانية قبل أيام "مركز تكوين العلماء" وجامعة "ابن ياسين" التابعين للحركة ضمن حملة يعتقد أنها ستطال العشرات من مؤسساتها وهيئاتها.
دور قطري وتركي مخرب
وكشف أحمد ولد مولاي أمحمد، رئيس اتحاد مهني للصحافة، لـ"العين الإخبارية" عن أن هناك معلومات وأدلة دفعت السلطات الموريتانية للقيام بالحملة ضد الإخوان، مشيرا إلى أن ما لديه من معلومات يشير إلى أن السلطات الرسمية وضعت اليد على ما يكفي من أدلة لإدانة الجناح السياسي لـ"الإخوان" المعروف بحزب "تواصل" بالعمل لحساب جهات خارجية هي تحديدا قطر وتركيا.
واعتبر ولد مولاي أمحمد أن إنشاء قناتهم الفضائية "المرابطون" مثلا كان بفضل دعم مباشر من مواقع وصحف تابعة للتنظيم العالمي للإخوان استجابة لرسالة في هذا الخصوص من طرف "الشيخ الددو"، لافتا إلى أن الأخير بعث رسالة سنة 2012 إلى مركز الجزيرة القطرية يخبرهم فيها بقرب إطلاق القناة ويطالبهم بتدريب عدد من الصحفيين يعملون في مواقع تابعة للجماعة في موريتانيا.
وأكد أن السلطات لديها معلومات كافية عن مصادر تمويل الجماعة ومنه دعم سخي مصدره عناصر متطرفة من ليبيا حيث سبق وأن استضاف التنظيم بعض هذه العناصر في موريتانيا، كاشفا عن وجود معلومات لدى السلطات الموريتانية عن تنسيق بين الإخوان في موريتانيا والحركات المتطرفة في كل من سوريا وليبيا وحتى مصر واليمن.
وأشار ولد مولاي أمحمد إلى أن ما تسعى إليه موريتانيا في النهاية هو تجفيف منابع هذا التمويل الخارجي المشبوه الذي يتلقاه الإخوان وخاصة ما يأتي على شكل زكاة من بعض البلدان الداعمة ماليا للتنظيم وتوجه مباشرة نحو أيدي التنظيم لتوظيفها في الجانب السياسي.
ويرى أن السلطات بنجاحها في وقف مصادر التمويل ستتمكن من إنهاء وجود حزب الإخوان الذي يمارس العمل السياسي اعتمادا على تمويلات مشبوهة وسيفقد كثيرا من بريقه الذي حققه من اعتماده على الأموال القطرية والتركية.
خطر على الوسطية
بدوره، اعتبر عبد الله محمدو بيه المحلل السياسي الموريتاني، في تصريحات خاصة الـ"العين الإخبارية" أن الإخوان يشكلون خطرا على أسس المدرسة الإسلامية الشنقيطية المعروفة باعتدالها ووسطيتها.
وأضاف "أعتقد أن لهذه الحملة على الجماعة ما يبررها بسبب خطورة فكرها على الممارسة السياسية السليمة المبنية على التنافس السياسي الشريف والمتكافئ دون استغلال للدين من أجل المزايا والمكاسب الدنيوية والانقضاض على السلطة".
وأكد عبد الله بيه "أن أكبر مشاكل الإخوان التي تواجههم في موريتانيا استيرادهم للأجندات الخارجية والأفكار الدخيلة على السلوك والممارسة السياسية ومحاولة إسقاط واقع مجتمعات وأمم أخرى على واقع موريتانيا ما يثير القلاقل ويثير الفتن والعنف.
وانتقد عبدالله محمد بيه بشدة "تحريك الإخوان لأذرعهم الإعلامية التخريبية في الخارج واستنجادهم بهؤلاء لتشويه صورة البلد ما يجردهم بشكل تام من صفة الوطنية والغيرة على مصلحة البلد لأن ولاءهم الحقيقي هو للتنظيم الدولي وليس لموريتانيا".
وتابع قائلا: "إن موريتانيا لم تكن يوما في تاريخها بحاجة إلى استيراد المناهج العلمية نظرا لوجود مدارس العلم الشرعي المعروفة بـ"المحاظر" التي لا تعرف التشدد ولا التنطع، والتي كانت مكان التزود من العلم الشرعي من معينه الصحيح".
تجفيف المنابع
من جانبه، قال المصطفى ولد محمد المختار، المتخصص في شؤون التنظيمات المتشددة، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" إن تنظيم الإخوان يهدد الأمن في موريتانيا لأنه يخلق تصادما بين خصوصيات المجتمع الموريتاني المسلم السمح، وتلك السلوكيات المستوردة، مشيرا إلى أن خطر التهديد الأمني للإخوان يتجسد من خلال ولاء أعضاء الجماعة في موريتانيا العابر للحدود من خلال كياناته المزروعة بأيادي أخطبوطه الدولي الذي كان وأصبح يتعمد تخريب الأوطان بشتى الوسائل.
وضرب ولد محمد المختار المثل بـ"الفوضى الهدامة" والمحاولات الفاشلة التي اجتاحت المنطقة قبل سنوات لإسقاطها على الصعيد المحلي الموريتاني، لافتا إلى أن الحركة تقوم بإثارة عديد من النعرات العرقية والفئوية كمواقفها المعروفة إلى جانب حركة "أفلام" الانفصالية و"ايرا" العنصرية وتأجيج المطالب الفئوية وحتى الدخول على خط الصراعات القبلية.
وأشاد ولد محمد المختار بالحملة الجارية ضد التنظيم، معتبرا أنها تهدف بالإساس إلى تجفيف منابع تمويل برامج الحركة وهو أمر له ما يبرره بالفعل ما دام هناك خطر يشكله زحف التنظيم الدولي للإخوان نحو هذا البلد المسالم، مؤكدا أنه كان على السلطات أن تتصدى باكرا - أمنيا وسياسيا – لوقف الزحف الخطير الذي لم تستشعر خطورته على ما يبدو إلا من خلال الممارسة السياسية والمال السياسي المغطى عليه بدعم الأنشطة الدينية أو العلمية.
بداية التحرك
ودشنت السلطات الموريتانية منذ أيام حملة إغلاق وحظر ضد مؤسسات تابعة لحركة الإخوان في موريتانيا، وسرّب مدونون موريتانيون صباح الجمعة الماضي قائمة تضم عشرات المؤسسات والهيئات والنقابات التابعة للحركة، ينتظر أن يطالها الإغلاق والحظر في الأيام المقبلة ضمن الحملة الجارية لاستئصال التيار الإخواني من موريتانيا.
وكشف الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ، وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، الخميس الـ27 سبتمبر الجاري، إن التحقيقات الخاصة بتمويل مركز علمي وجامعة، كشفت عن وجود "شبهات فيما يتعلق بالتمويل، وشبهات حول أوجه الصرف".
وأضاف وزير الثقافة، عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، أنه تم تسجيل ملاحظات، منها شبهات خلط أو تماهٍ مع حزب سياسي معين، والقياديون في هذا الحزب هم من يقودون هذه المؤسسات، هناك شبه خلط.
واستنكر الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، خطبة ولد الددو الأخيرة، التي تضمنت "تحريضا واضحا" على السلطات، وإساءة واضحة في حق الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز.
وقد وصف الرئيس الموريتاني في تصريحات يوم 29 أغسطس الماضي حزب "تواصل" الإخواني بالمتطرف، لارتباطه بالأجندات الخارجية والحركات التي تقود العنف في بعض البلدان العربية، فيما طرح الرئيس احتمال حل حزب "تواصل" قائلا في رده على سؤال حول الموضوع "مع الوقت سنرى".