في برنامج «البحرين.. ما خفي أعظم»، بلغت قطر منتهى الوقاحة، عبر محاولة إثبات وقائع ملفقة تقولها مصادر مشتراة
حين تتخلى الدول عن المبادئ والأخلاق، فهذه مصيبة المصائب، ويبدو أن تربية حمد بن خليفة لجيل خارج العقل السياسي والاجتماعي والثقافي أتت أكلها، فها هو، جيل تربية تنظيم الحمدين يتقبل، بكل سهولة، السقوط القطري المدوي والمروع، سواء ما اتصل بالإعلام بين قوسين، أو بالواجهات السياسية وما هي بسياسية، فالسياسة أيضاً تفقد بوصلة الحكمة حين تبرر لنفسها كل الأخطاء بسوق كل الذرائع.
هكذا أصبحنا ننظر إليك يا قطر، ونشفق عليك، فلست تحت سيطرة أبنائك الحقيقيين، وكل شيء فيك مستورد، من شلة الأنس، إلى فريق كرة القدم، إلى الجيش - بين قوسين.
في برنامج «البحرين.. ما خفي أعظم»، بلغت قطر منتهى الوقاحة، عبر محاولة إثبات وقائع ملفقة تقولها مصادر مشتراة، وجسد مقدم البرنامج المدعو المسحال منتهى الوقاحة حين اتصل بوزير شؤون الإعلام البحريني علي الرميحي لإشراكه في البرنامج، فما كان من الوزير إلا أن «قفل التلفون في وجه» المسحال، أول ما عرَّف نفسه بأنه مذيع «الجزيرة». المفارقة أن المذيع الموتور علق لاحقاً مستغرباً «تصرف» الوزير.
وماذا كنت تتوقع يا مسحال؟ برنامج واضح الأهداف وأحكامه مسبقة، ويحرض على الفتنة بل القتل، وتريد من وزير الإعلام في البلد المعني المشاركة نحو إضفاء الشرعية؟.. فعلاً منتهى الوقاحة.
ومنتهى الوقاحة أن تختصر دولة، بين قوسين، نفسها في محطة تلفزيونية هي اليوم وسيلة بغضاء وكراهية وتمييز، ليست أكثر أو أقل، ثم تقطع «شرش» الحياء أكثر وأبعد، فتختزل نفسها في برنامج تلفزيوني قميء.
وقاحة، لكنها بعض مبكيات مضحكات دولة تعادي كل جيرانها وتستمر في عبثها متمثلاً خصوصاً في تأييد المعارضات المسلحة، وكل الحكاية أن هذه الدولة، بين قوسين ثانية، مبنية، منذ انقلب حمد بن خليفة على أبيه مطالباً به عبر «الإنتربول»، مبنية على مبدأ التدخل في شؤون الدول، والمضي في خلق الأكاذيب والافتراءات، بمساعدات مرتزقة من أربع جهات الأرض، حتى لم يعد فيها إلا الصوت الواحد المتجاوب مع سياسة انتهازية توجه سهامها المسمومة إلى دول عريقة من تاريخ وإرث وحاضر ومستقبل، فيما تغمض عينها عن أوضاعها الداخلية المزرية، خصوصاً في المجالات والقطاعات المثارة ضد الآخرين، فكيف تعامل قطر معارضيها؟ كم من البرامج التلفزيونية يمكن أن تعد الإمارات والسعودية والبحرين ومصر ضد «المسكينة» قطر.
حدث العاقل بما لا يليق، فإن صدقك فلا عقل له، لكنها الوقاحة ومنتهى الوقاحة، لكنه إعلام قطر المبتدئ الذي يتكلم عن نفسه بأكثر مما يتكلم أو يؤثر، وكلما قدمت المزيد منه سقطت منها ورقة توت جديدة، وسقطت في المستنقع أكثر، وبدت أكثر ارتعاشاً وارتجافاً بين الهشاشة والضعف.
فكم ربحت قطر بعد البرنامج الأخير وكم خسرت البحرين؟ الجواب عند المشاهد العربي الذي تفترض قطر عدم ذكائه وافتقاره إلى الفطنة.
وليس إلا منتهى الوقاحة ممزوجاً بالحماقة ومطوقاً بالغباء من كل صوب. قطر، في عزلتها، تكلم نفسها، فهي مصابة بأمراض عديدة من بينها الكآبة والوسواس القهري وفقدان الذاكرة.
هكذا أصبحنا ننظر إليك يا قطر، ونشفق عليك، فلست تحت سيطرة أبنائك الحقيقيين، وكل شيء فيك مستورد، من شلة الأنس، إلى فريق كرة القدم، إلى الجيش، بين قوسين.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة