مجلة أمريكية: 4 ملايين دولار لعملاء قطر لغسل سمعتها في واشنطن
تلقى اثنان من أفراد مجموعات الضغط المعروف عنهما مساعدة قطر نحو 4 ملايين دولار من إحدى شركات الظل العاملة في مجال العلاقات العامة.
يوما بعد يوم تتكشف تفاصيل جديدة عن صفقات الأموال التي دفعتها قطر إلى أشخاص من أصحاب النفوذ داخل دائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف كسب ود واشنطن وتغيير رأيها في الإمارة، خاصة بعد مقاطعتها بسبب تمويل ودعم المجموعات الإرهابية، وعدم وجود ما يثبت جديتها في التراجع عن الأمر.
مجلة "ماذر جونز" الأمريكية أوردت تقريرا مطولا كشفت فيه تلقي اثنين من أفراد مجموعات الضغط، المعروف عنهما مساعدة قطر في التودد لحلفاء الرئيس الأمريكي، نحو 4 ملايين دولار من إحدى شركات الظل العاملة في مجال العلاقات العامة التي تجمعها صلة بالحكومة القطرية، وهو مؤشر جديد يكشف تجذر الحرب الخفية في الشرق الأوسط داخل واشنطن.
- بالوثائق.. قطر وأعوانها أمام القضاء الأمريكي بتهمة القرصنة
- فضيحة قطر وكأس العالم تنتقل إلى نيويورك بوثائق جديدة
وأوضحت المجلة -في تقريرها- أن الأضواء تسلطت في وقت سابق على نيك موزين وجوي اللحام بسبب أعمال الضغط غير التقليدية التي قاما بها لصالح قطر، وقد تضمنت هذه المهمة إقناع 250 شخصية اعتقادا منهما أن هؤلاء يمكنهم التأثير على رأي ترامب حول الإمارة الصغيرة، وحققت لهما مكاسب بقيمة أكثر من 3 ملايين دولار.
وكشفت الملفات التي قدمت إلى الحكومة الفيدرالية أن شركة "ستونينجتون ستراتيجيز"، التي يديرها موزين، تلقت مبلغا بقيمة 3.9 مليون دولار من مدفوعاتها في خريف عام 2017 من أجل عمل متعلق بقطر، وأفادت تقارير بقيام موزين بدفع 2.3 مليون دولار من هذا المبلغ لشركة استشارات أسسها اللحام.
وهذه المدفوعات الأخيرة تسلط الضوء على العمل غير التقليدي والمربح الذي قام به موزين واللحام لصالح قطر، التي سعت وراء الحصول على مساعدة مجموعات الضغط للحصول على نفوذ في واشنطن بعد إعلان دول الرباعي العربي (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) مقاطعتها بسبب دعمها وتمويلها للإرهاب والمجموعات الإرهابية.
في اثنين من الطلبات المقدمة إلى وزارة العدل بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، أعلن موزين أن المدفوعات بقيمة 3.6 مليون دولار قدمتها شركة "بلو فورت" للعلاقات العامة، التي تزعم عبر موقعها الإلكتروني أنه لديها مكاتب في الدوحة ولندن وواشنطن.
وأوضحت الملفات أن خلال فترة العقد المبرم مع "بلو فورت" قام أفراد مجموعات الضغط "بترتيب لقاءات رفيعة المستوى ورحلات، وعززت الحوار بين الشركات الأمريكية والقطرية ومديريها التنفيذيين"، مشيرة إلى أن هذا تضمن أيضا مساعدة المستثمرين القطريين في إيجاد فرص تجارية، فضلا عن إعداد قائمة بـ15 مسؤولا تنفيذيا أمريكيا تم التواصل معهم كجزء من المشروع، من بينهم ستيف فيتكوف إمبراطور العقارات في نيويورك، وفيليب روزين الرئيس المشارك للممارسة العقارية في شركة "ويل"، و"جوتشال آند مانديجشس" الكبرى للمحاماة.
وقدمت الملفات بعد أكثر من عام من إعلانهم بدء العمل، فيما تنص قواعد وزارة العدل على ضرورة الإبلاغ خلال 10 أيام من توقيع العقد أو العمل.
وأشارت المجلة إلى أنه يبدو أن "بلو فورت" عملت كقناة لمدفوعات جهود الضغط، لكنها لا تشير عبر موقعها الإلكتروني إلى أي من مالكيها أو عملائها، لكن الموقع يشير إلى أنها مرتبطة بـ"سبارك ديجيتال"، وهي شركة إعلانات تتشارك العنوان نفسه في الدوحة، وتم تسجيلها عام 2011 من جانب أحمد نعمة، القطري الذي لعب دورا رئيسيا في عروض قطر لاستضافة كأس العالم 2022، التي آلت إلى فضيحة حيال تورط ممثليها في رشوة مسؤولين للفوز بها.
ونقلت صحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية أن أحد المحللين أوضح أن قطر غالبا ما تستخدم أساليب "غير مشروعة" في محاولاتها لكسب الود عالميا، وتأتي المحاولات الأخيرة في أعقاب اتهام عدد من جيران قطر لها بتمويل الإرهابيين والجماعات الإرهابية عالميا.
وأوضح غانم نسيبة، من شركة "كورنرستون جلوبال"، أن قطر كانت تستخدم الكثير من الوسائل على مدار الـ20 عاما الماضية، بهدف الحصول على تأييد لمصالحها ومصالح حلفاء لها معظمهم متطرفون، مشيرا إلى أن قطر تستخدم قنواتها الإعلامية الخاصة، إلى جانب محاولة التأثير عبر عدة أطراف، عادة ما تكون غير مشروعة، كما أنها تكسر القوانين المحلية في الدول التي تعمل داخلها.
وأشار إلى أنه معروف عن قطر استخدامها أسلوب القرصنة غير القانوني، بالإضافة إلى نشر معلومات مزيفة لتقويض من تعتبرهم خطرا على أنشطتها.
aXA6IDE4LjE4OC45Ni4xNyA= جزيرة ام اند امز