الإعلام القطري.. محاولات فاشلة لدغدغة العواطف عبر خطاب متهافت
"تنظيم الحمدين" القطري يعمل على الترويج لخطاب جديد عقب فشل سيناريوهات "المظلومية"
يبدو أن الفبركة وتحريف الكلم عن مواضعه يعتبر مدرسة إعلامية خاصة في قطر، لذلك لم يكن مثيراً للدهشة أن تقوم وكالة الأنباء الرسمية القطرية بتحريف مضمون اتصال أمير قطر مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
فعقب لحظات من اتصال تميم بولي العهد السعودي من أجل الحوار مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب خرجت "قنا"، التي تتكئ على إرث كبير من التحريف كسياسة تحريرية معتمدة لدى القناة، لتأتي ردة الفعل السعودية حازمة وحاسمة بوقف التواصل مع النظام القطري، لحين صدور ما يوضح موقفه بشكل علني، واشترطت المملكة أن تكون تصريحات الدوحة بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به.
لكن يبدو أن الدوحة المتخبطة تعتمد في حملاتها لتضليل الشعب القطري على خطاب سياسي هزيل، قوامه الكذب والتلفيق والقدرة على إنتاج مواد إعلامية متنوعة يعتبر التحريف سمة رئيسية لها، فعقب أقل من 24 ساعة من تحريف وكالة الأنباء القطرية لمضمون الاتصال القطري بالمملكة، هرعت الآلة الإعلامية القطرية لإخفاء تناقضات خطابها الإعلامي عبر حملة منظمة في التلفزيون الرسمي لتنظيم الحمدين.
وطوال ساعات البث في التلفزيون القطري كانت الأبواق تتعاقب لتبرر لتنظيم الحمدين تخبطه وهوان موقفه السياسي المرتبك تجاه شعبه وأشقائه، بيد أن ما أثار السخرية على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي ومجالس القطريين، هو ما قام به الإعلامي الإخونجي القطري عبدالعزيز آل إسحاق.
فالرجل الذي يعتبر أحد الكوادر الإعلامية للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين عمد إلى استلاف خطاب الجماعة الإرهابية الذي يتدثر بالدين لتحقيق أغراضه الدنيوية الضيقة، وهو أمر لطالما عانى منه القطريون الذين سئموا من متاجرة نظامهم بالدين الإسلامي الحنيف وتشويه تعاليمه العظيمة عبر دعم وتمويل جماعات إرهابية متطرفة.
ولما وجد الشعب القطري حكومته تتخبط، خاصة عقب ما قامت به وكالة الأنباء القطرية من تحوير لمضمون المحادثة الهاتفية بين تميم والأمير محمد بن سلمان، سرت حالة من الحيرة والذهول وسط القطريين التواقين للعودة إلى محيطهم الطبيعي الذي اختطفهم منه "الحمدين".
ووسط السخط الشعبي خرج بوق التنظيم عبدالعزيز آل إسحاق، مشيراً إلى أن تميم يتصرف بناء على قاعدة قرآنية في خطواته تجاه الأزمة، وهي التصريحات التي أكدت عودة الإخونجية القطريين إلى خطابهم المتهافت الذي يحاول إضفاء قدسية على ما يقوم به الأمير من أفعال تناقض مصالح الشعب القطري.
ويلعب خطاب آل إسحاق وغيره من إعلاميي تنظيم الحمدين على قاعدة دغدغة العواطف الدينية لدى أفراد الشعب القطري المسلم، لكن يرى مراقبون أن مثل هذا الخطاب أضحى مكشوفاً بالنسبة للقطريين وغيرهم من الشعوب العربية، فالعودة بالأيام قليلاً إلى الوراء، تكشف ضعف خطاب "الحمدين"، الذي يعمل على استغلال العاطفة الدينية، وللمفارقة فهو النظام ذاته الذي منع حجاج بيت الله الحرام من أداء مناسك الحج عقب إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود استضافتهم على نفقته الخاصة.
لم يقتصر مثل هذا الخطاب المرتكز على كسب تعاطف المسلمين عبر ادعاء القداسة والذي يعتبر أمراً يومياً لدى الإخونجية، على ما قام به آل إسحاق، بل سبقه كثيرون إلى الأمر، فيبدو أن "الحمدين" يعمل على الترويج لخطاب جديد عقب فشله في تسويق سيناريوهات المظلومية التي هزمت نفسها، ووأدت أحلام التعاطف في مهدها.
aXA6IDMuMjEuNDYuNjgg
جزيرة ام اند امز