الانتخابات البلدية بقطر.. لجان خاوية و"الجزيرة" في مأزق
مراقبون يعتبرون أن عزوف القطريين عن الانتخابات رسالة احتجاج صامتة للعالم، تظهر عدم ثقتهم بتنظيم الحمدين وعدم رضاهم عن سياسته الكارثية.
قاطع القطريون الانتخابات البلدية التي شهدتها بلادهم، الثلاثاء، حيث بدت لجان الاقتراع خالية من الناخبين، فيما لم تستطع قناة "الجزيرة" ووسائل إعلام "الحمدين" بث أي لقطات مباشرة لمراكز الاقتراع نظرا لعزوف الناخبين عن المشاركة.
- انتخابات البرلمان في قطر.. وعود زائفة وأكاذيب مستمرة من "الحمدين"
- بدعم قطري وتركي للإخوان.. نيران المال السياسي تحرق انتخابات تونس
واعتبر مراقبون أن عزوف القطريين عن المشاركة في الانتخابات البلدية، هو بمثابة عقاب لتنظيم "الحمدين" عبر إرسال رسالة احتجاج صامتة للعالم، تظهر عدم ثقتهم بهم وعدم رضاهم عن سياساته الكارثية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ولفتوا إلى أن الناخبين فضحوا قناة "الجزيرة" التي لم تتمكن من بث أي لقطات مباشرة من مراكز الاقتراع، نظرا لعزوف الناخبين، فيما تجوب العالم شرق وغربا للترويج للديمقراطية المزعومة إلا في قطر.
وتعد هذه أول انتخابات بلدية في قطر، منذ قطع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين)، في يونيو/ حزيران من 2017، العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب إصرارها على دعم التنظيمات الإرهابية في عدد من الساحات العربية.
عزوف الناخبين والمرشحين
وفتحت مراكز الاقتراع في قطر، عند الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء، أبوابها أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات المجلس البلدي المركزي في دورته السادسة، وسط عزوف واضح من الناخبين القطريين عن المشاركة.
وبدت مراكز الاقتراع خالية من الناخبين، الأمر الذي أربك تغطية تلفزيون قطر وقناة "الجزيرة"، حيث امتنع تلفزيون قطر عن بث لقطات مباشرة من داخل مراكز الاقتراع، واكتفى بإجراء لقاءات خارج مراكز الاقتراع، فيما تجاهلت قناة "الجزيرة" نقل أي صور من مراكز الافتراع التي تبعد أمتار عن مقرها في الدوحة.
العزوف الذي شهدته الانتخابات البلدية، لم يقتصر على الناخبين فقط، بل سبق وأن امتد للمرشحين، حيث يتنافس في هذه الانتخابات 85 مرشحا بينهم 5 سيدات، في 25 دائرة انتخابية فقط، من بين 29 دائرة، بعد أن حسمت 4 دوائر بالتزكية نظرا لقلة الإقبال على الترشيح.
ويعد هذا هو أقل عدد مرشحين تشهده الانتخابات البلدية منذ انطلاقها عام 1999.
كما كان لافتا للأنظار أن من بين الـ85 مرشحا 70 يعملون في وظائف حكومية.
3 أسباب للعزوف عن الانتخابات
واعتبر مراقبون أن عزوف القطريين عن المشاركة في الانتخابات البلدية يرحع لثلاثة أسباب، الأول هو عقاب لتنظيم "الحمدين" عبر إرسال رسالة احتجاج صامتة للعالم –عبر العزوف عن المشاركة- تظهر عدم رضاهم عن سياساته الكارثية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
فعلى الصعيد الداخلي يسيطر الأتراك والإيرانيون على مقاليد الأمور في البلاد، وسط تدهور اقتصادي واجتماعي واضح تشهده البلاد، في ظل استنزاف ممنهج لثروات ومقدرات الدولة لصالح حلفاء التنظيم أو بسبب سياساته.
وعلى الصعيد الخارجي، أصبحت الدوحة منبوذة من العالم، ومعزولة عن جيرانها وأشقائها العرب منذ مقاطعة الرباعي العربي لها بسبب سياسات تنظيم الحمدين الحاكم في البلاد.
السبب الثاني يعود إلى عدم ثقتهم في تنظيم الحمدين ولا مؤسساته ومن بينها المجلس البلدي المركزي، لعدم وجود انتخابات حقيقية في البلاد، فمعظم الناخبين هم موظفون حكوميون، وكل الناخبين لا بد أن يحظوا برضي التنظيم الحاكم، وسط غياب لأي أصوات مستقلة أو معارضة داخل المؤسسة الوحيدة التي يجرى اختيارها بالانتخاب.
وتتضح أكثر أهمية هذا العزوف قياسا للدور الذي يقوم به أعضاء المجلس البلدي، وهو مراقبة تنفيذ القوانين والقرارات والأنظمة المتعلقة بصلاحيات واختصاصات وزارة البلدية.
وتشمل القوانين والأنظمة المتعلقة بتنظيم المباني وتخطيط الأراضي والطرق والمحال التجارية والصناعية والعامة وغيرها.
ويختص المجلس أيضا بدراسة الرغبات أو المقترحات التي يتقدم بها أعضاء المجلس بشأن أية مسألة تدخل في مجالات الشؤون البلدية والزراعية، بالإضافة إلى النظر وإبداء الرأي في المسائل والموضوعات المتعلقة بالشؤون البلدية التي تحال إلى المجلس من الوزارة أو الجهات الحكومية الأخرى.
ورغم أن دور المجلس يكون على تماس مباشر مع المواطنين، إلا أنهم فقدوا الثقة في التنظيم ومؤسساته.
أما السبب الثالث فهو الغضب القطري نتيجة الوعود الزائفة السابقة بإجراء انتخابات برلمانية.
وكانت "العين الإخبارية" قد كشفت، في تقرير سابق، عن الوعود الزائفة والأكاذيب المستمرة للنظام الحاكم في قطر بشأن إقامة انتخابات برلمانية لم تجر حتى الآن.
ومنذ عام 2004 حتى اليوم، دأب تنظيم الحمدين (أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم)، وتميم بن حمد أمير قطر الحالي على وعد القطريين بشأن انتخابات برلمانية في البلاد، إلا أن أيا من تلك الوعود لم ينفذ، فيما لا يستطيع القطريون الاعتراض؛ خوفا من البطش بهم.
آخر تلك الوعود كان في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، حين أعلن تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، خلال افتتاحه الدورة الـ46 لمجلس الشورى أن الحكومة تقوم حاليا بالإعداد لانتخابات برلمانية، وستعرض على المجلس خلال عام 2018 الأدوات التشريعية اللازمة لإتمامها.
وانتهى عام 2018، ودخل 2019، ولم تعرض حكومة تميم أي قوانين بشأن الانتخابات البرلمانية على مجلس الشورى، والتي ينتظرها القطريون منذ سنوات.
تلك الوعود الزائفة سبق أن أطلقها الحمدان أيضا أكثر من مرة دون أن تنفذ، ولا يجرؤ إعلام الدوحة على التساؤل عن سر عدم تنفيذ الوعود الزائفة المتتالية.
"الجزيرة " وأخواتها
الناخبون القطريون قاموا أيضا بفضح قناة "الجزيرة" وأخواتها من وسائل إعلام "الحمدين" التي لم تتمكن من بث أي لقطات مباشرة من مراكز الاقتراع، نظرا لعزوف الناخبين.
وآثرت قناة "الجزيرة" أن تغمض عينيها عن عزوف الناخبين القطريين وتغط في نوم عميق، فقطر و"جزيرتها" مشغولتان بإثارة الفتن ودعم الخراب تحت عنوان "الديمقراطية"، التي تنادي بها في كل مكان إلا على أراضيها.