هدوء حذر يخيّم على القدس غداة احتجاجات حاشدة
الشرطة الإسرائيلية أبقت على وجودها المكثف في المدينة، خاصة على مداخل البلدة القديمة وفي أزقتها وعلى مقربة من بوابات المسجد الأقصى.
يسود الهدوء المشوب بالحذر أنحاء مدينة القدس الشرقية المحتلة، بعد يوم من الاحتجاجات الحاشدة على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل.
وأبقت الشرطة الإسرائيلية على وجودها المكثف في المدينة، خاصة على مداخل البلدة القديمة وفي أزقتها وعلى مقربة من بوابات المسجد الأقصى.
وقد دعت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس إلى استمرار الاحتجاجات السلمية في المدينة رفضا للقرار الأمريكي بما في ذلك ظهر اليوم السبت.
وكان آلاف الفلسطينيين نظموا عقب صلاة الجمعة أمس مسيرة حاشدة في المسجد الأقصى؛ احتجاجا على القرار الأمريكي قبل اشتباك العشرات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساحة باب العامود المؤدي إلى البلدة القديمة.
ورأى محمد النتشة (50 عاما) أن المسيرة الحاشدة التي شهدها المسجد الأقصى أمس أوصلت الرسالة إلى الأمريكيين والإسرائيليين.
وقال لـ"بوابة العين الإخبارية" إن "للمسجد الأقصى حرمته ولكن كان من الأهمية بمكان إيصال رسالة الرفض، فلو أننا صمتنا لكانوا قالوا إننا نقبل بالقرار الأمريكي أو أننا نستسلم له".
وأضاف النتشة: "لقد رفعنا الصوت ضد القرار الأمريكي وأكدنا أن القدس هي مدينة إسلامية عربية فلسطينية وأننا لن نتنازل عنها أبدا فهي عاصمتنا الأبدية".
وكان الفلسطينيون تعمدوا أمس إيصال رسالتهم بطريقة سلمية بدون اشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، لكن الاحتلال اختار المواجهة وواجه الاحتجاجات بعنف.
ناشط فلسطيني في المدينة، رفض ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، قال لـ"بوابة العين": "لقد تم تحديد مسار المسيرة بطريقة ذكية إذ تجنبت النقاط التي وجِدت فيها عناصر الشرطة الإسرائيلية، خاصة بابي المغاربة والسلسلة، وبالتالي تم تحديد مسارها في وسط المسجد مرورا من جانب قبة الصخرة وصولا إلى بوابة الناظر ومنها إلى أزقة البلدة القديمة".
وتابع: "أردنا تفويت الفرصة على الاحتلال الإسرائيلي الذي كان واضحا أنه يستعد لاقتحام المسجد لمحاولة إظهارنا وكأننا من محبي العنف، لقد كان يعنينا إيصال الرسالة إلى العالم بأننا ضد قرار ترامب ولكن بطريقة سلمية".
واستشهد فلسطينيان اثنان في غارة إسرائيلية جديدة على غزة فجر السبت، في تجدد لغارات الطيران الحربي للاحتلال على القطاع، ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ الأمس إلى أربعة.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الشهيدين هما عبد الله العطل (28 عاما)، من حي الشيخ رضوان، ومحمد الصفدي (30 عاما) من حي الدرج في غزة، وأن السلطات انتشلت جثماني الشهيدين.