استجواب للرئاسة التركية بشأن غرامات على قناتين انتقدتا أردوغان
معارضة تركية من حزب الشعب الجمهوري تؤكد أن عقوبة هيئة الإذاعة والتلفزيون مبالغ فيها وتهدف إلى قمع المعارضة وإخراس المناوئين للنظام
تقدمت نائبة تركية من حزب الشعب الجمهوري زعيم المعارضة، الجمعة، باستجواب في البرلمان إلى رئاسة الجمهورية، بخصوص العقوبات التي فرضت مؤخرا على قناتين تلفزيونيتين انتقدتا رجب طيب أردوغان.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة أن نائبة مدينة إسطنبول عن الشعب الجمهوري غمزة آقكوش إِلغَزدي تقدمت بالاستجواب المذكور لرئاسة البرلمان، وطالبت نائب رئيس الجمهورية فؤاد أوقطاي بالرد على استجوابها، بعد قيام هيئة الإذاعة والتلفزيون مؤخرا بفرض غرامات مالية على فضائيتين بسبب انتقادهما أردوغان.
وقالت إلغَزدي إن العقوبة المفروضة من هيئة الإذاعة والتلفزيون التركي "مبالغ فيها والهدف منها قمع المعارضة، وإخراس كافة المناوئين للنظام الحاكم".
وأوضحت أن الهيئة المذكورة لا تتعامل بالشكل نفسه مع الصحف ووسائل الإعلام المقربة من الحكومة، "رغم ما تقوم به يومياً من هجمات تتطال أعراض تركيين وحياتهم الخاصة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الهيئة حادت عن طريق العدالة، وعقوباتها الأخيرة غير مقبولة من قبل الشعب".
والأربعاء الماضي، فرضت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركي غرامات مالية على قناتين خاصتين، ومنعت بث برنامجين وجها خلال الآونة الأخيرة انتقادات لأردوغان.
وحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، فرضت الهيئة التركية غراماتها على محطتي "خلق تي في" و"فوكس تي في"، بتهمة "تحريض المجتمع على الكراهية والعداء" و"تأجيج مشاعر الكراهية في المجتمع".
وبلغت الغرامة المقدرة على قناة "فوكس تي في" مليون ليرة تركية مع منع إذاعة نشرة "الأخبار الرئيسية" لمدة 3 أيام، بعد أن اعتبرت الهيئة أن هذه القناة "لم تأخذ بمبدأ الحيادية" في عرضها لموادها الإعلامية.
أما الغرامة المفروضة على محطة "خلق تي في" فبلغت 80 ألف ليرة، مع منع إذاعة برنامج "ميدان الشعب" لـ5 حلقات، بسبب "تجاوز هذا البرنامج حدود الانتقاد"، حسب هيئة الإذاعة والتلفزيون.
وجاء تحرك الهيئة التركية بعد أن هدد الرئيس رجب طيب أردوغان، في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الجاري، مقدم البرامج بقناة "فوكس تي في" فاتح برتقال، قائلاً "إن لم تعرف حدودك فإن هذا الشعب سيلمع قفاك".
وكان الإعلامي فاتح برتقال قال في مقدمة إحدى النشرات الإخبارية في الـ10 من ديسمبر/كانون الأول الجاري "هيا لنعترض على ارتفاع الأسعار بتحرك سلمي.. لنعترض على أسعار الغاز الطبيعي، هل سيمكننا فعل ذلك؟ كم شخص سينزل إلى الميادين؟"، ليرد أردوغان بطريقة متهكمة، واصفاً إياه بـ"عديم التربية".
أما العقوبة التي صدرت بحق محطة "خلق تي في" فجاءت بسبب استضاف أحد برامجها الفنانين "متين أقبينار" و"مجدات غَزَن"، اللذين أدليا بتصريحات دعيا فيها أردوغان إلى العودة بالبلاد إلى المسار الديمقراطي ثانية.
وعلى إثر ذلك ألقت قوات الأمن في تركيا القبض على الفنانين، وعرضتهما النيابة على المحكمة التي قررت فرض الرقابة القضائية عليهما.
وكان الفنان غزن حلّ ضيفاً على الفنان أقبينار في برنامجه التلفزيوني "ميدان الشعب"، وشددا على أهمية وضرورة العودة إلى الديمقراطية في وجه انقلابات محتملة وممارسات مؤدية إلى استقطاب مجتمعي.
وقال الفنان غزن في سياق تصريحاته "الديمقراطية هي الحل الوحيد لخلاصنا من الاستقطاب والاضطرابات والفوضى، وإن لم نتمكن من الوصول لهذه النقطة فإنه قد يأتي أحد ويعلق القائد والرئيس من قدميه، أو يتعرض للتسميم، أو يعيش النهاية الحزينة التي عاشها القادة الآخرون من قبل".
وتابع "لا يمكنك يا أردوغان أن تختبر وطنيتنا ومدى حبنا للوطن.. اعرف حدودك"، التصريحات التي جعلت منهما هدفين لوسائل الإعلام والصحف الموالية لأردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية.
واعتبر أردوغان هذه التصريحات تذكيراً له من الفنانين بمصير رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس، الذي أعدمه الانقلابيون في 1960.
وقال أردوغان "إنهم يقولون إنهم سيجروني لحبل المشنقة، إنهم يقومون بذلك تحت غطاء أجندات أخرى تحت قناع الفن".
وعلى صعيد متصل، فتحت السلطات التركية، الجمعة، تحقيقاً رسمياً مع مذيع قناة "فوكس تي في" فاتح برتقال، الذي دعا الأهالي إلى الاحتجاج السلمي على ارتفاع الأسعار والأوضاع الاقتصادية، بتهمة "التحريض العلني على ارتكاب جرم".
وحسب ما ذكرته العديد من الصحف والمواقع الإخبارية التركية، فقد بدأت نيابة "بكر كوي" العامة بمدينة إسطنبول، التحقيق حول ما قاله في إحدى نشراته الإخبارية يوم 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بشأن دعوة الناس للاعتراض السلمي على الأوضاع الاقتصادية.
وذكرت النيابة في حيثيات قرار التحقيق مع المذيع أنه يواجه تهمة "تحريض المواطنين على ارتكاب جرم".
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMjkg جزيرة ام اند امز