"قوارير شارع جميلة بوحيرد".. جديد الروائية الجزائرية ربيعة جلطي
الرواية تتناول حيوات نسوة يحاولن بكل الطرق والوسائل أن يتحقق حلمهن في تسمية شارع في المدينة البحرية التي يقطٌن بها باسم جميلة بوحيرد
أصدرت الروائية الجزائرية ربيعة جلطي أحدث أعمالها الروائية والتي من المنتظر إطلاقها خلال معرض الجزائر الدولي للكتاب "سيلا" في دورته التي تبدأ 29 أكتوبر الجاري.
الرواية تحمل عنوان "قوارير شارع جميلة بوحيرد" الذي يمثل عتبة أساسية للقارئ حول الفكرة الأساسية للرواية التي تتناول حيوات مجموعة من النساء اللواتي يحاولن بكل الطرق والوسائل أن يتحقق حلمهن في تسمية شارع في المدينة البحرية التي يقطٌن بها، باسم المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد،.
ربيعة جلطي المعروفة بعوالمها النسائية التي تكشف دواخل المرأة العربية وأحلامها وطموحاتها تتجسد في هذا العمل الجديد أيضا، يخوض القارئ مع نساء جلطي نضالا وتحديا لتحقيق المطلب، الذي لا يعتبر الوحيد، فالحلم أوسع وذلك في تسمية أكبر قدر من شوارع المدينة بأسماء الأعلام النسوية الجزائرية على غرار الكاهنة ديهيا، فاطمة نسومر، آسيا جبار وغيرهن ممن صنعن التاريخ الجزائري في مختلف المجالات.
اختيار هولاء النسوة لأعلام تاريخهن هو احتجاج بطريقة ما على وضعهن أو الوضع العام من أجل المضي قدما وتغييره رغم ما يتطلبه الأمر من مشقة ونضال وتوتر، وكبداية كانت هذه الأسماء اللامعة من التاريخ. تذكر جلطي، أسماءً نسوية من تاريخ الجزائر الطويل الذي سجلت فيه المرأة حضورا قويا، ولعلّ اختيارها للكاهنة ورفيقاتها في النضال من أجل الحرية والهوية خير دليل على تمسكها بهذه الأرض وبكل ما يشرفها، وهو دليل أيضا لتذكير القارئ بدور المرأة في الجزائر منذ فجر التاريخ، وهي لا تزال إلى غاية اليوم تفعل ذلك سواء عن وعي أو بغيره، هناك فطرة ما تدفعها إلى البحث دائما عن الحرية محاولة تحقيقها.
تستند جلطي، ومن خلال هذا العمل، إلى مقولة الحلاج "المكان الذي لا يُؤنّث لا يعوّل عليه"، حيث تمنح نفسها الحق في الانحياز للمرأة وإهدائها السلطة المطلقة، وهنا تأتي بنساء من رموز الشجاعة والهمة رغم اختلافاتهم سواء المحاربات أو المفكرات وكلّ وطريقتها في النضال والسعي نحو الحرية، رغم ما يحدث للمرأة اليوم، هذه الأخيرة التي تعرف تقهقرا بجميع مستوياتها وكلّما أرادت التقدم أكثر انزلقت أقدامها.
لا تبدو الرواية غير حقيقية وإن دخلت عليها لمسة الخيال -حسب جلطي-، فما يحدث مع المرأة من مشاكل ومنافسات وإكراهات ليس غريبا ولا مُتخيَلا، فالتهميش والقسوة موجودان بكميات كبيرة، في مجتمع مليء بالجماد والوحشة.
ربيعة جلطي شاعرة من مواليد الجزائر عام 1964، نالت شهادة الدكتوراه في الأدب المغاربي الحديث، وهي حاليا أستاذة في جامعة وهران، وكاتبة ومترجمة، لها خمس مجموعات شعرية ورواية بعنوان نادي الصنوبر. وتعتبر ربيعة جلطي من أهم الشاعرات في الجزائر، فهي الوحيدة تقريبا من بين شعراء جيل السبعينات التي بقيت تكتب وتنشر مجموعاتها الشعرية، وهي كما تقول في بعض إفاداتها الصحفية أنها لم تكتب ضمن الجوقة السياسية لتلك المرحلة ولم تسقط في فخ التبشير الإيديولوجي الذي وقع فيه الجميع، متزوجة من الروائي أمين الزاوي، وأصدرت العديد من الدواوين كان أولها "تضاريس لوجه غير باريسي"، وفي رصيدها "من التي في المرآة"، "الذروة"، "ارائك القصب"، "نادي الصنوبر (رواية)"، "عرش معشق"، ترجم شعرها إلي الفرنسية الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي في ديوان "وحديث في السر".