وفي كل الأحوال فإن الواصل إلى البيت الأبيض، سواء كان هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب، فإنه لا يجب على العرب الرهان على أي منهما، فالسياسة الأمريكية تجاه العالم العربي والإسلامي لن تتغير
غداً الأثنين، السابع من نوفمبر، ينهي المنافسان للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، الأمتار الأخيرة من معركتهما التي يكتنفها الغموض حتى اللحظات الأخيرة بشأن هوية المرشح للوصول إلى البيت الأبيض، هل ستكون أول سيدة تحكم الولايات المتحدة الأمريكية، وهي هيلاري كلينتون، أم أول مرشح بمثل هذا القدر من الجدل والمثير للمخاوف وهو دونالد ترامب؟
هذه واحدة من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي تشهد مثل هذا الانقسام حيال فرص المرشحين للوصول إلى البيت الأبيض، فالانقسام لم يحدث في أوساط الناخبين الأمريكيين فحسب، بل وفي العالم بأسره، فمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون كانت تتقدم بفارق مريح خلال فترات متفاوتة من السباق على منافسها المرشح الجمهوري دونالد ترامب، إلا أن بعض القضايا ضربت الحملة الانتخابية لكلينتون في مقتل، بخاصة رسائل البريد الإلكتروني، التي استغلتها حملة ترامب بشكل كبير.
وشكلت محطة الوعكة الصحية التي ألمت بكلينتون، واحدة من المحطات التي استغلها خصومها لتوجيه ضربات سياسية، إلا أن الأخيرة طوت هذه الصفحة بعودتها إلى المنافسات بقوة كبيرة، وجاءت المناظرات الثلاث التي خاضها المرشحان لتضع كلينتون في المقدمة أمام ترامب الذي كان يخرج في كل مناظرة خاسراً في النقاط وفي استطلاعات الرأي بشأن التعاطي مع القضايا المثارة في المناظرات.
لم يكن ترامب معروفاً في الحياة السياسية في الولايات المتحدة، مثلما كلينتون، التي قدمت نفسها للناخب الأمريكي بشكل مختلف، بخاصة أنها تولت منصب وزيرة الخارجية في الفترة الأولى من ولاية الرئيس باراك أوباما، كما اكتسبت تعاطفاً داخلياً وخارجياً في الفضيحة التي عرفت بقضية «كلينتون لوينسكي»، التي غرق فيها زوجها بيل كلينتون في فترته الرئاسية الثانية.
بالنسبة لترامب فإنه قدم نفسه بشكل مختلف عن السياسيين، جعل منه مرشحاً غير مرغوب من قطاعات واسعة في أمريكا وخارجها، بما فيها حزبه الجمهوري، بخاصة مواقفه حيال الإسلام والمهاجرين، وأخيراً مواقفه المسيئة للنساء، وهي المواقف التي استغلتها كلينتون بشكل جيد، بحيث أظهرته شخصاً معادياً للمرأة، ما وسع قاعدتها الانتخابية في أوساط النساء، وهي ما كانت تحتاجه.
مع ذلك فإن سباق الأمتار الأخيرة في هذه الانتخابات سيكون مختلفاً هذه المرة، فنتائج استطلاعات الرأي تمنح المرشحين نسباً متقاربة للفوز، وإن كانت أكثرها تميل قليلاً إلى كلينتون، وذلك يعود إلى المخاوف من المواقف التي أثارها الرجل خلال حملته الانتخابية، والتي يرى الكثيرون أنها لا تنسجم مع الخط العام للسياسة الأمريكية، وقد يفتح فوزه الباب أمام توتر جديد من العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم.
وفي كل الأحوال فإن الواصل إلى البيت الأبيض، سواء كان هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب، فإنه لا يجب على العرب الرهان على أي منهما، فالسياسة الأمريكية تجاه العالم العربي والإسلامي لن تتغير سواء كانت تتلحف برداء ديمقراطي أو جمهوري.
* نقلا عن جريدة الخليج
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة