أقراص مشعة تطيل عمر مرضى سرطان البروستاتا

وجد فريق من الأطباء أن استخام عقار تجريبي يقوم بتوصيل الإشعاع مباشرة داخل الخلايا السرطانية يحسن معدل البقاء على قيد الحياة لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا في مرحلة متأخرة، حسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

وقالت الوكالة، في تقرير نشرته الخميس، إن هذا النهج قد يصبح طريقة جديدة لعلاج المرضى الذين يعانون من سرطانات أخرى يصعب الوصول إليها أو غير القابلة للعلاج.

وأجرى الباحثون دراسة لاختبار فئة جديدة من الأدوية تسمي بـ"المشعة"، وهي عقاقير تنقل الإشعاع مباشرة إلى الخلايا السرطانية، حيث تحتوي على جزيئات تنقسم إلى جزأين.

الأول جهاز تعقب لقتل الخلايا السرطانية، وتقوم تريليونات من هذه الجزيئات بمطاردة الخلايا السرطانية، حيث تلتصق بمستقبلات البروتين في غشاء الخلية، ثم تنبعث المادة من الإشعاع الذي يضرب الخلايا السرطانية في نطاقها.

ونقلت الوكالة عن الدكتور فرانك لين، من المعهد الوطني للسرطان، الولايات المتحدة قوله: "يمكن لهذه الأقراص علاج الأورام التي لا يمكننا رؤيتها، حيث يمكنها الذهاب في أي مكان".

وشارك في الدراسة 831 رجلاً جميعهم مصابين بسرطان البروستاتا في مرحلة متأخرة، وأُعطي ثلثهم العقار المشع، فيما تم استخدام الباقين كمجموعة مقارنة، وكان المرضى يحصلون على الدواء كل 6 أسابيع، لمدة 6 مرات.

وبعد مرور حوالي عامين، كان أداء أولئك الذين تلقوا الدواء أفضل، في المتوسط، حيث ظل السرطان في مكانه دون انتشار لمدة 9 أشهر تقريباً مقارنة بحوالي 3 أشهر بالنسبة لمن لم يحصلوا على الأقراص، كما كان معدل البقاء على قيد الحياة أفضل أيضاً، حيث وصل لحوالي 15 شهراً مقابل 11 شهراً للذين لم يتلقوه.

ونقلت الوكالة عن اختصاصي إشعاع السرطان في جامعة ميتشيجان، الدكتور لوري بيرس، قوله: "صحيح أنه قد لا تبدو المكاسب كبيرة، لكن هؤلاء المرضى ليس لديهم الكثير من الخيارات".

فيما قال الدكتور تشارلز كونوس إنه في العقد المقبل، ستكون مثل هذه الأدوية بمثابة قوة دفع رئيسية لأبحاث السرطان، كما ستشكل الموجة الكبيرة القادمة من التطور العلاجي لهذا المرض".

وأشارت الوكالة إلى أن نتائج الدراسة نُشرت، الخميس، من قبل الجمعية الأمريكية لعلم الأورام، قبل اجتماعها السنوي المقرر في نهاية هذا الأسبوع، وأنه تم تمويلها من قبل شركة "نوفارتس" المصنعة للأدوية، والتي تخطط للحصول على الموافقات في الولايات المتحدة وأوروبا في وقت لاحق من هذا العام.